أسس إتخاذ القرار
المتتبع لتصرفاتنا كأفراد في الحياة يلاحظ أن هناك ضبابية وعدم وضوح رؤيا لدى إتخاذنا القرارات المتعلقة بحياتنا سواء البسيطة منها أو المصيرية في حياتنا الخاصة أو على مستوى العمل أو علاقاتنا الإجتماعية .
والمتعمق في البحث في هذا الأمر سيصل إلى خلاصة أن قراراتنا على الغالب تتصف بالعفوية وردود الأفعال ,والآنية , ويغلب عليها الطابع العاطفي والتسرع , ولا تخضع في الغالب لعمل العقل ولعمليات البحث والتحليل ولأصول وأساسيات إتخاذ القرار وأغلب قراراتنا ناتجة عن نظرة ذاتية للموضوع وليس عن نظرة موضوعية .
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال هو كيفية وخطوات بناء إتخاذ القرار ؟
وما هي الأسس والخطوات الصحيحة التي يجب أن تتخذ لبناء قرار صيحح ؟
سنحاول عبر هذه المشاركة إلقاء الضوء والإجابة عن تلك الأسئلة رغم أنه سبق الإشارة لها ضمن مشاركات سابقة ولكن ربما ليس تحت عنوان وموضوع مستقل ولكن لأهمية ذلك رأينا التحدث عنها تحت عنوان مستقل .
1- أهم نقطة في عملية بناء القرار هي الفكرة وتحديد ماهية القرار بدقة ورسم حدوده .
2- تحديد الأسباب الداعية لإتخاذ ذلك القرار , والتأكد أن هناك أسبابا موضوعية لإتخاذه إن كان قرارا يتعلق بالآخرين أو يتأثرون به بشكل أو آخر , وإن كان قرارا شخصيا التأكد من وجاهة الأسباب الموضوعية الداعية إليه .
3- بحث النتائج السلبية والإيجابية لذلك القرار والموازنة بينها والتأكد من رجحان الجوانب الإيجابية المتعلقة بإتخاذ القرار .
4- البحث في إمكانية تطبيق القرار , فليس من الحكمة إتخاذ قرار مهما كانت فكرته صحيحة , أو دواعي إتخاذه منطقية , وحتى لو كان تطبيقة يحقق الفائدة المرجوة إذا كان هذا القرا ر غير قابل للتطبيق أو أننا لا نملك الوسائل لتطبيقه .
5- بحث التوقيت المناسب لإتخاذ القرار فقد تكون فكرة القرار صحيحة , وقد تتوفر الإمكانية والوسائل اللازمة لتطبيقة ولكن قد يكون التوقيت غير مناسب لإخراج القرار إلى النور وقد يفشل القرار إذا أتخذ في وقت غير مناسب وأنه سينجح حتما إذا أتخذ في توقيت مناسب آخر .
6- إخراج وصياغة محتوى القرار بحيث يكون منطوقه ( نصه ) ومدلوله يعبران بوضوح عن فكرة القرار وبحيث يتقبلها المتلقي عن طريق صياغة جيدة لمسوغات ومقدمة القرار التي تحضر المتلقي لقبول محتوى القرار .
7- أن لا يكون نص ومنطوق القرار غير محدد وأن لا يكون محل لتفسيرات مختلفة قد تفرغ القرار من محتواه أو تجعله عرضة للتطبيق بأكثر من وجه أو تعطيله بسبب الإجتهادات المختلفة وأن لا يكون مخالفا أو متداخلا أو معطلا لقرارات أخرى معمول بها وسارية المفعول .
8- تحديد عملية إخراج القرار المناسبة وتحديد الشكل المناسب سواء بأن يكون القرار مباشرا أو غير مباشر و شفهيا أو كتابيا , أو أن يقوم متخذ القرار بنفسه بإبلاغ القرار أو بواسطة شخص آخر وبالنسبة للقرارات العامة والمتعلقة بالعمل هل يتم ذلك بواسطة تعميم , أم ضمن قرار تنظيمي , أو بواسطة وسائل الإعلام وتحديد الوسيلة مقروءة أم مسموعة أم مرئية .
9- المتابعة لتطبيق القرار ورصد التفاعلات تجاهه , وقياس نتائجه السلبية والإيجابية عن طرق التغذية الراجعة للمعلومات أو مايسمى بال feed back.