[frame="1 80"]
مجنون ليلى :
هو قيس بن الملوح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة
بن عامر بن صعصعة
وقد ورد اسمه في بيت لحبيبته ( ليلى ) إذ قالت فيه :
ألا ليت شعري والخطوب كثيرة *** متى رحل قيس مستقل فراجع
وأما ليلى :
فهي ليلى بنت مهدي بن سعد بن مهدي بن ربيعة بن الحريش بن كعب بن ربيعة
بن عامر بن صعصعة
وتكنى أم مالك ..
وقد عشقها وأحبها وهما صبيان ، وعلق كل واحد منهما صاحبه ، وهما يرعيان مواشي أهلهما ،
فلم يزالا كذلك حتى كبرا ، فحجبت عنه ، ويدل على ذلك قوله :
صغيرين نرعى البهم ياليت أننا *** إلى اليوم لم نكبر ولم تكبرالبهم
سبب عشق المجنون لليلى والعكس :
أقبل المجنون ( قيس ) ذات يوم على ناقة له كريمة ، وعليه حلتان من حلل الملوك ،
فمر بامرأة
من قومه يقال لها : كريمة ، وعندها جماعة نسوة يتحدثن ، وفيهن ليلى ، فأعجبهنَّ جماله وكماله ،
فدعونه إلى النزول والحديث ، فنزل وجعل يحدثهن ، وأمر عبداً له كان معه فعقر لهن ناقته ،
وظل يحدثهن بقية يومه ، فبينا هو كذلك إذ طلع عليهم فتى عليه بُردة من بُرد الأعراب يقال له :
مُنَازل ، يسوق معزىً له فلما رأينه أقبلن عليه وتركن المجنون ، فغضب وخرج من عندهن وأنشأ يقول :
أأعقـــــر من جــــرا كريمـــة ناقتي *** ووصـــلي مفـــــروش لوصل منازل
إذا جــــاء قعقعن الحلـــي ولم أكـن *** إذا جئت أرضى صوت تلك الخلاخل
متى مـا انتضلنــــا بالسهام نضلتـه *** وإن نرم رشقا عندها فهو ناضلي
قال فلما أصبح لبس حلته وركب ناقة له أخرى ، ومضى متعرضاً لهنَّ ، فألفى ليلى قاعدة بفناء
بيتها وقد علق حبه بقلبها وهويته ، وعندها جويريات يتحدثن معها ..
فوقف بهن وسلَّم ، فدعونه إلى النزول وقُلْنَ له : هل لك في محادثة من لا يشغله عنك منازل ولا غيره .
فقال : إي لعمري . فنزل وفعل مثل ما فعله بالأمس ، فأرادت أن تعلمَ هل لها عنده مثل ما له عندها ،
فجعلت تعرض عن حديثه ساعة بعد ساعة ، وتحدث غيره ، وقد كان علق بقلبه مثل حبها إياه
وشغفته واستملحها ..
فبينا هي تحدثه إذا أقبل فتى من الحي فدعته وسارته سراراً طويلاً ، ثم قالت له : انصرف .
ونظرت إلى وجه المجنون قد تغير ، وانتقع لونه ، وشق عليه فعلها .
فأنشأت تقول :
كلانا مظهر للنـاس بغضـاً *** وكل عند صاحبـــه مكيــن
تبلغنــــا العيــون بما أردنا *** وفي القلبين ثَمَّ هوى دفين
فلما سمع البيتين شهق شهقة شديدة ، وأغمي عليه ، فمكث على ذلك ساعة ،
ونضحوا الماء على وجهه حتى أفاق ، وتمكن حب كل واحد منهما في قلب صاحبه حتى
بلغ منه كل مبلغ ..
[/frame]