عندما تفيض المشاعر تتدفق كالينبوع العذب بأصدق الأحاسيس
تصوغها الكلمات على صفحات نقية لتهديها لمن حرّكَ فيها هذا الشعور
ولكن ...
عندما تكتبها وأنت تعلم أنّ من حرّك وجدانك وهزّ كيانك لن تصل إليه ولن يقرأها
فأنت تكتبها مواساةٌ لنفسك ولكل من يشترك معك بحب ذلك الراحل
ولكل من يعرفه ولكل من يقرأ عنه ولكل من مرّ على هذا المقال ...
أبا يارا ...
أَزِفَ الرَّحِيلُ ورحلتْ وودعت صامتاً..
وإنا لرحيلك لمحزونيــن...
عرفتك منذ نعومة أظفاري من أشعــاارك !
حفظتك اسماً على لسان والدي !
سمعت عن مآثرك رمزاً قبل أن أراها مواقف !
كَبرْتُ وكبر اهتمامي بك الذي غرسه والدي فخراً بشخصيتك
لقد كَبُرْتَ صغيراً ..وصَغُرْتَ كبيراً !!
نعم كبرتَ بعلمك وثقافتك وحكمتك ...
وصغرتَ بتواضعك وحبك وعطفك ...
كنت صاغياً أكثر من متحدثاً .. وعاملاً أكثر من قائلاًً
كانت نظرتك بعيده ترى مالا يراه الغير
تتطلع لمستقبل أفضل وتعدّ العدة قبل الوصل إليه
تحلم بزمن جميل وإنجازات مشرقه .. وحياة فاضلة وسمو للوطن وأبنائه
عذراً أيها الوالد إن لم يفهموك .. وحتماً سيأتي يوماً يدركوا ما لم يؤيدوك
عذراً أديبنا ووالدنا إن أتى وعيهم متأخراً .. ولكن سيخلد ذكرك حين يشهدون
بأنك قد قلتها سابقاً ...
أيها الأديب ,, الشاعر,, الدكتور ,, السفير ,, الوزير
كلماتي حزينة , وحروفي تئن , ومصابنا فيك جلل ..
أفتقدك ويفتقدك معي وطنك وكل وطنٌ سكنت فيه أو لم تسكن !
افتقدك جيلك وجيل أتى بعد جيلك وكل الأجيال التي ستأتي بعد رحيلك ؟!
رحلت ولن يرحل أثرك ... ستبقى إنجازاتك تتحدث عنك
وتحكي للأجيال القادمة قصة رجل حكيمٌ مخلص ..
***
لا يستوي قلـم يبـــــــاع ويشتــــــرى @ ويراعــــه بـدم المحـــــاجـر تكتـب
أمشاعر الدنيا .. تبطـن ظهرهـا @ شعري.. يشرق عبرهـا ويغـرب
أنا شاعر الأفلاك .. كـل كليمـة @ مني.. على شفق الخلـــود تلهـب
***
أيها الراحل من دار الوجود إلى دار الخلود ..
سنشتاق إليك كشوق الأرض في حر الهجير إلى الماء ..
سنشتاق إليك كشوق المسافر المغترب لوطنه ..
وسنرحل بالدعاء لك كلما هزنا الشوق
وسنبتهل إلى الله أن يغفر لك ويرحمك
ويسكنك فسيح الجنات .....