القارئ لما تقدم يتوجب عليه أمران أساسيان :
1- الإشادة الواجبة للعضوالمميز منى على اختياراتها للمواضيع التي يبرز من خلال الاختيار ناهيك عن الخيار ذهن صافي يعرف ماذا يدون ويعرف من يخاطب .
2- الإشادة الواجبة والملزمة للعم المستشار والقراءة المتأنية للسطور وما تخفيه ولن نكمل لأننا أقل من نقيم العم المستشار .
الموضوع بشكل عام قد تم فيه الربط بين الحضارة ومظاهرها وكأنهما شيئان منفصلان ، ولكن لايهم إن كانا شيء واحد أو يتم ربطهما طالما هما معاً ، ولكن المشكلة هي في أصل الحضارة وعلى ماذا تقوم ؟ أهي حضارة مادية تزول بزوال المادة ؟أم حضارة غنسانية تزول بزوال الإنسان ؟
الحضارة المادية بقيمها المختلفة من بورصة وموضة وعولمة وصخب وصناعة سينما ودراما وبطولات وتحطيم أرقام غينيس و......و.....و..الخ أصبحت عبارة عن صناعة وإعادة صناعة للمنتج والتطور فيها لايلزمه سوى السابقة ( re ) عند بداية كل كلمة لتكتب عن اكتشاف جديد سيغير وجه العالم بين لحظة وأخرى وسي...... وغيرها من التسويف بغرض التسويق ، هذه الحضارات تبني أجيال البوكيمون والديجيتال التي فقدت حس الإنسان ، وبالتالي تفقد الإنسان بزوال المادة لأنها من صنعته .
ولكن لانخفي دور الحضارة المادية البارز في مجالات البحث العلمي والفلك رغم أنها هدفها ربحي مادي ولكن استثمارهما يحتاج إلى شريك لايمكن توجيهه وهو الخالق .
الحضارة الإنسانية منذ القديم طرحت نفسها كقيمة عظيمة لاتصدر قيماً ولكن تصدر إنساناً يحفظ هذه القيم ويصونها ويعمل لتخليدها فتظهر مظاهرها في العلوم الانسانية ( الطب - الفلسفة - الاجتماع - القانون - علم الأرض - الرياضيات ...) والتي انتجت عالماً وطبيباً وقاضياً حيث تلاحظ أن المنتج هو دائماً إنساني روحي وليس إنساني مادي .
يمكن خرجت من الموضوع الأساس لأدخل في سلسلة الحضارة، ولكن الفكرة الرئيسية والتي أعود من خلالها إلى لب الموضوع - الإنسان هو غاية الحياة وهو منطلق الحياة - والأجيال تحتاج إلى مربين ، ولا ضير في أن تبدأ الحضارة في شخص كفرد لتعمم على الجماعة فالأهمية تكمن في نوع الفرد ، ولنا في رسول الله ( ص) أسوة ومثال على الفرد الذي بنى حضارة وإنسانية ، فخلد وخلدت بفضل الله وقيمة ما أعطى وبالتالي الخلود ترتبط بالقيمة الإنسانية مهما علا شأن المادة .
أنظروا في حضارات الأولين.