¨°o.O (( فـــرائـــد و نـــوادر )) O.o°¨

[طالبة الفردوس]

كان علي بن الجهم شاعراً فصيحاً ، لكنه كان أعرابياً جلفاً لا يعرف من الحياة إلا ما يراه في الصحراء ، وكان المتوكل خليفة متمكناً يُغدى عليه ويراح بما يشتهي.
وحدث مرة أن دخل علي بن الجهم بغداد فقيل له : إن من مدح الخليفة حظي عنده ولقي منه الأعطيات فاستبشر علي ويمم جهة قصر الخلافة .



وعندما دخل على المتوكل رأى الشعراء ينشدون ويربحون فانطلق مادحاً الخليفة بقصيدة يقول فيها:

أنت كالكلب في حفاظك للود .. وكالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمتــك دلــواً .. من كبار الدلا كثير الذنــوب

ومضى يضرب للخليفة الأمثلة بالتيس والعنز والبئر والتراب ..
فثار الخليفة ، وانتفض الحراس ، واستل السياف سيفه ، وفرش النطع متجهزاً للقتل.

ثم أدرك الخليفة أن علي بن الجهم قد غلبت عليه طبيعته وأحبّ أن يغيرها له فأمر به فأسكنوه في قصر منيف ، تغدو عليه أجمل الجواري وتروح بما يلذ ويطيب.



ذاق علي بن الجهم النعمة ، واتكأ على الأرائك ، وجالس أرق الشعراء ،وأغزل الأدباء ومكث على هذا الحال سبعة أشهر.

ثم جلس الخليفة مجلس سمر ليلة فتذكر علي بن الجهم .. فسأل عنه ، فدعوه له .. ولما مثل بين يديه قال : أنشدني يا علي بن الجهم فانطلق منشداً قصيدة مطلعها :

عيون المها بين الرصافة والجسر .. جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أعدن لي الشـوق القديم ولم أكـــن.. سلــوت ولــكــن زدن جمــراً على جمر

ومضى يحرك المشاعر بأرق الكلمات ثم شرع يصف الخليفة بالشمس والنجم والسيف!

[طالبة الفردوس]

من طريف ما حدث بين الشعراء والخلفاء ما يرويه صاحب كتاب الأغاني حين دخل الشاعر أبو النجم العجلي على هشام بن عبد الملك، فأحب هذا الشاعر مدح الخليفة بقصيدة اختار أن تكون مقدمتها في الخمرة (على عادة الشعراء يبدؤون قصائدهم بالوقوف على الأطلال أو بالنسيب ، أو وصف الظعائن...) فأنشد الشاعر:

صفــراء قد كادت ولمّـا تفعل ِ ..... كأنها في الأفـْق عين الأحول

(الصفراء: هي الخمرة) وقد شبه الشاعر الخمرة بعين الأحول لأن فيهما شيئاً من الارتجاج ، لكنه لم ينتبه أن الخليفة هشاماً كان احولاً!

فما كان من الخليفة إلا أن طرد أبا نجم وغضب عليه لأنه لم يراع في كلامه مقتضى حال المخاطـَبين.

[طالبة الفردوس]

كان بشار بن برد إذا أنشد الشعر احمرت عيناه وكأنهما جمرتان غليظتان متقدتان ثم ينظر إلى اليمين فيتفل ، وإلى اليسار فيتفل ثم ينشد الشعر وكان كفيف البصر،ضخم الجثة جردحلاً لا تحمله الرجال.
فأنشد مرة يتغزل فقال:
إن في برديّ جسماً ناحلاً .... لو توكأتِ عليه لانهدم

فسمعه رجل غليظ فقال: يا أبا معاذ سمعتك تقول:
إن في برديّ جسماً ناحلاً .... لو توكأتِ عليه لانهدم

والله لو أرسل الله الريح التي أهلكت عاداً وثمود على أن تحركك من مكانك لن تفلح ولكن الله يا أبا معاذ إذا أخذ من عبد نعمة عوضه نعمة أخرى وقد أخذ منك البصر فبم عوضك؟؟

قال بشار: عوضني بأني لم أنظر لابن فاجرة مثلك منذ أربعين عاماً (مدة حياته)!!!
ثم قال: الحمد لله الذي خلقني أكمه ، حتى لا أرى من أكره.

[القيصر]

بداية أكثر من رائعة منك ايها الأخت الكريمة (طالبة الفردوس).
فأهلا" وسهلا" بك في منتدى قبيلة البوخابور وان شاء الله تجدين ماهو نافع ومفيد.
ننتظر منك الابداع والتميز .

[منى]

مشكوره على هذه النوادر الجميله
تاريخنا يزخر بكثير من القصص والنوادر والطرائف الرائعه التي قلما نجدها في تاريخ شعب اخر
سال احدهم بشار بن برد ما صناعه الشيخ قال اثقب اللؤلؤ

ننتظر منك المزيدمن التميز والابداع

[عبدالكريم]

بالفعل انه نوادر رائعة وبالاخص نادرة
ابن جهم عندما وصف الخليفة كالكلب في الوفاء
أنت كالكلب في حفاظك للود .. وكالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمتــك دلــواً .. من كبار الدلا كثير الذنــوب

[طالبة الفردوس]

الأخ القيصر المحترم..
أطيب تحاياي ،وأجزل شكري لك على الترحيب العطر والرد اللطيف.

الأخت العزيزة منى..
أنت الذوق والتميز والإبداع ويظهر هذا جلياً من خلال ردك، وحتى توقيعك!
لك خالص مودتي واحترامي.

الأخ عبد الكريم المحترم..
مرورك هو الرائع يا أخي، فلا تحرمناه البتّة.

أسعدتموني بردودكم وأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء، ويجمعنا في جنان فردوسه كما جمعنا في هذا المنتدى.

تحياتي.