:: Home Page ::
آخر 10 مشاركات
ما هي مواصفات الاسهم الحلال الأمريكية (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 33 - الوقت: 09:17 PM - التاريخ: 03-27-2024)           »          بنك سيتي جروب الحقيقي Citigroup (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 49 - الوقت: 03:52 PM - التاريخ: 03-26-2024)           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 58 - الوقت: 09:22 AM - التاريخ: 03-26-2024)           »          شروط استخدام موقع حراج (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 70 - الوقت: 07:39 AM - التاريخ: 03-25-2024)           »          أعضاء مجلس إدارة شركة شمس (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 76 - الوقت: 06:18 AM - التاريخ: 03-25-2024)           »          كيف ابيع اسهم ارامكو الراجحي عبر الهاتف (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 64 - الوقت: 03:55 PM - التاريخ: 03-24-2024)           »          صناديق توزع شهري (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 670 - الوقت: 10:45 PM - التاريخ: 02-18-2024)           »          حلبية و زلبية..محمود المشعان (الكاتـب : محمود المشعان - مشاركات : 0 - المشاهدات : 439 - الوقت: 07:14 PM - التاريخ: 02-16-2024)           »          بهلول..محمود المشعان (الكاتـب : محمود المشعان - مشاركات : 0 - المشاهدات : 480 - الوقت: 04:09 PM - التاريخ: 02-13-2024)           »          صورة من الزمن الجميل..محمود المشعان (الكاتـب : محمود المشعان - مشاركات : 0 - المشاهدات : 585 - الوقت: 01:28 PM - التاريخ: 02-11-2024)



 
استمع إلى القرآن الكريم
 
العودة   منتديات قبيلة البو خابور > قسم الثقافة والشعر والآداب والطلاب والرياضة > منتدى الأدب والثقافة العامة

منتدى الأدب والثقافة العامة ثقافة عامة روايات شهيرة امهات الكتب ادب شعر

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /01-22-2011   #31

القيصر
التميز الحقيقي

الصورة الرمزية القيصر

القيصر غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 644
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 المشاركات : 1,245
 النقاط : القيصر is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 15

مزاجي:
افتراضي

" نعم , يبدو أنه كانت هناك شقيقتان تعملان هنا , وقد طلبتا أخذ عطلتهما في يوم واحد معاً , وقد وافقت السيدة سيمنجتون على ذلك . ثم عندما جاءت هاتان الخادمتان أبقيتا على نفس النظام . وقد اعتادتا على ترك العشاء بارداً في حجرة الطعام , فيما تقوم السيدة هولاند بإعداد الشاي . "
" نعم . "
" الأمر واضح حتى هذه النقطة . إذ إن أسرة روز الطاهية تعيش في " نيزر ميكفورد " ولكي تصل هناك في يوم عطلتها , يجب عليها ركوب حافلة الثانية والنصف . لذا فإن آجنس تضط إلى تجهيز الغداء تماماً . وقد دأبت روز على مكافأتها بغسل صحون العشاء . "
" وهذا ما حدث في الأمس ؛ حيث خرجت روز للحاق بحافلة الثانية والنصف إلا خمس دقائق , وخرج سيمنجتون إلى مكتبه في الساعة الثانية والنصف وخمس دقائق . وخرجت إلسي هولاند والطفلان في الثالثة إلا ربع , وخرجت ميجان هنتر على دراجتها بعد خمس دقائق تقريباً . ويفترض أن تكون آجنس وحدها بالمنزل عندئذٍ وعلى حد علمي , فإنها اعتادت مغادرة المنزل بين الثالثة والثالثة والنصف . "
" أتعني أن المنزل لم يكن به أحد عندئذٍ ؟ "
" أوه , إنهم لا يهتمون بذلك هنا . فالناس في هذه البلدة لا يحرصون على إغلاق بيوتهم . وكما قلت , ففي الساعة الثالثة إلا عشر دقائق كانت آجنس وحدها في البيت . ومن الواضح أنها لم تغادره أبداً , لأنها كانت ما تزال ترتدي قبعتها وملابس العمل عندما وجدنا جثتها . "
" هل عرفتم موعد وفاتها على وجه الدقة ؟ "
" لم يقطع الدكتور جريفيث بموعد محدد لوفاتها . وقد قال في تقريره أنه توفيت بين الثانية والرابعة والنصف . "
" كيف قتلت ؟ "
" ضُربت أولاً بشيء ثقيل على مؤخرة رأسها . وبعد ذلك تم إدخال سيخ المطبخ ـ ذي الرأس الحاد ـ في قاعدة الجمجمة , مما أدى إلى الوفاة الفورية . "
أشعلت سيجارة , فلم تكن الصورة الوصفية جميلة .
قلت : " جريمة بدم بارد . "
" أوه , نعم , هذا ما أشرنا إليه . "
أخذت نفساً عميقاً ثم قلت : " من الذي فعلها ؟ ولماذا ؟ :"
قال ناش ببطء : " لا أعتقد أننا سنعرف السبب تحديداً , ولكننا نستطيع التخمين . "
" أكانت تعرف شيئاً ؟ "
" كانت تعرف شيئاً . "
" ألم تلمح لأحد هنا أو تعطيه فكرة عما يحدث ؟ "
" كلا , على حد علمي . لقد كانت قلقة , منذ وفاة السيدة سيمنجتون , هكذا قالت روز . ووفقاً لأقوال هذه الطاهية فإن قلها كان يتزايد أكثر وأكثر,وظلت تقول أنها لا تعرف ما يجب عليها فعله"
أخرج تنهيدة غيظ , قائلاً : " إنها نفس الطريقة دائماً ؛ فهم لا يأتون إلينا أدباً . لقد استقر في النفوس كراهية (( التورط مع الشرطة )) . لو جاءت إلينا وأخبرتنا بما كان يُقلقها , لربما كانت حية الآن . "
" ألم تلمح لأي امرأة أخرى بأي شيء ؟ "
" كلا , على حسب قول روز , وأنا أميل لتصديقها . لأنها لو كانت أخبرتها بشيء , لسارعت بإخبارنا به مع إضافة كم لا بأس به من الزركشة من خيالها الخصب . "
" ولكن لا نزال نستطيع التخمين يا سيد بيرتون . إن نقطة البداية غير محددة , لابد أن يكون هناك شيء يلح على مخيلتك حتى يزداد قلقك . أتفهم ما أعنيه ؟ "
" نعم . "
" في الحقيقة , فإنني أعلم ما كنت تفكر به . "
نظرت إليه باحترام .
عمل جيد أيها المفتش ناش . "
حسناً يا سيد بيرتون , إنني أعرف شيئاً لا تعرفه أنت . في عصر اليوم الذي انتحرت فيه السيدة سيمنجتون , كان يفترض أن تكون الخادمتان بالخارج . فقد كان يوم إجازتهما . ولكن آجنس عادت إلى المنزل . "
" أمتأكد من ذلك ؟ "
" نعم , آجنس لديها صديق ـ ذلك الشاب الذي يدعى ريندل الذي يعمل في متجر السمك . حيث يغلق المتجر مبكراً يوم الأربعاء ويأتي لمقابلة آجنس ويذهبان للتنزه , أو يذهبان للمتحف إذا كان الجو مطيراً . وفي ذلك اليوم الأربعاء تشاجرا بمجرد تقابلهما . وقد كانت صاحتنا كاتبة الرسائل تمارس نشاطها , وأوحت إلى ريندل بأن آجنس علاقة مع شاب آخر فاغتاظ ريندل وتشاجرا مشاجرة عنيفة وعادت آجنس أدراجها إلى المنزل , وقالت إنها لن تخرج مع فريد ريندل حتى يأتي ويعتذر لها . "
" وبعد ؟ "
" حساً , يا سيد بيرتون , المطبخ يواجه الجانب الخلفي للمنزل , ولكن حجرة الخازن تطل على الجهة التي نطل عليها نحن الآن . ولا يوجد إلا بوابة واحدة للدخول فتمر بها إما للصعود إلى الباب الأمامي , أو السير عبر الممر الواقع بجانب المنزل حتى تصل إلى الباب الخلفي . "
سكت قليلاً , ثم أضاف : " والآن لأخبرك بشيء . تلك الرسالة التي تلقتها السيدة سيمنجتون عبر لابريد لم ترسل عبر البريد , بل كان عليها طابع بريد مستعمل وختم مزيف باستخدام سخام مصباح , وذلك حتى تبدو وكأن رجل البريد قد ألقاها مع رسائل ما بعد الظهيرة . ولكنها في الحقيقة لم تُرسل عبر البريد . أتفهم ما يعنيه ذلك ؟ "
قلت ببطء : " يعني أنها ألقيت باليد داخل صندوق الرسائل قبل مجيء بريد العضر , بحيث تكون بين الرسائل الأخرى . "
" تماماً , إن بريد العصر يأتي في الساعة الرابعة إلا ربع تقريباً . وأنا أرى أن الفتاة كانت جالسة في حجرة الخزين تنظل من النافذة ( لقد كانت مغطاة بالشجيرات ولكن يمكن الرؤية من خلالها ) مترقبة مجيء صديقها والاعتذار إليها . "
قلت : ورأت من ألقى تلك الرسائل ؟ "
" هذا ما أظنه يا سيد بيرتون , وقد أكون مخطئاً بالطبع . "
" ولا أظنك مخطئاً ... إن الفكرة بسيطو ـ ومقنعة ـ وتعني أن آجنس عرفت هوية كاتب الرسائل المجهولة . "
" نعم . "
" ولكن لماذا لم ـ "
سكتُّ مقطباً جبيني . فقال ناش بسرعة : " يهيأ لي أن الفتاة لم تعي ما رأته , في البداية على الأقل . وقد ترك أحدهم رسالة بالمنزل , نعم ـ لكن ذلك الشخص لم يكن شخصاً تحلم بأن يكون له صلة بالرسائل المجهولة . لقد كان من تلك الشخصيات التي يُطلق عليها : " فوق مستوى الشبهات " ولكن كلما فكرت في الأمر أكثر ازداد قلقها . ربما كان عليها إخبار أحدهم بالأمر , في خضم ارتباكها وحيراتها فكرت في بارتريدج خادمة السيدة بيرتون التي أعتقد أنها شخصية مسيطرة وتقبل آجنس حكمها على الأمور دون تردد . فقررت أن تسأل بارتريدج عما يجب عليها أن تفعله . "
قلت متفكراً : " نعم , إن هذا منطقي للغاية . وقد اكتشفت صاحبة القلم المسموم ذلك بطريقة ما , ولكن كيف اكتشفته أيها المفتش ؟ "
" إنك لم تعتد العيش في الريف يا سيد بيرتون . فالأخبار تنتشر هنا بطريقة سريعة . أولاً , هناك المكالمة الهاتفية . من الذي سمعها من الطرف الآخر ؟ "
فكرت ثم قلت : " لقد كنتُ أنا من أجاب على الهاتف في البداية ثم ناديت على بارتريدج التي كانت في الطابق العلوي . "
" هل ذكرت اسم الفتاة ؟ "
" نعم , نعم , ذكرته . "
" هل سمعك أحد آخر وأنت تذكره ؟ "
" أختي والآنسة جريفيث سمعاني أيضاً . "
" آه , الآنسة جريفيث ؟ ماذا كانت تفعل ؟ "
شرحت له ما جاءت لأجله .
" هل عادت إلى القرية ؟ "
" ذهبَت إلى السيد باي أولاً . "
تنهد المفتش ناش .
" إذا هناك طريقتان يمكن من خلالهما انتشار الخبر . "
نظرت إليه غير مصدق .
" هل تعني أن أياً من الآنسة جريفيث أو السيد باي يأبه بنقل معلومة تافهة كهذه ؟ "
" أي شيء يعتبر خبراً في بلدة كهذه . فإذا ظهر ورم في قدم أم الخياطة فسوف يعرف الجميع بالخبر ! ثم عندنا من كانوا في الجانب الأول من الخط : السيدة هولاند وروز ـ ربما تكونا قد سمعتا ما قالته آجنس . وهناك فريد ريندل . فربما انتشر خبر رجوع آجنس إلى المنزل عصر ذلك اليوم من خلاله . "
ارتعدت بينما كنت أنظر إلى النافذة وأمامي قطعة مربعة من العشب والممر وبوابة قصيرة .
فتحت إحداهن البوابة , وسارت مطمئنة نحو المنزل , ثم ألقت الرسالة في صندوق الرسائل . ورأيت في خيالي صورة غائمة لتلك المرأة . الوجه خالٍ من أية مامح ـ ولكن لابد وأنه وجه أعرفه ...
كان المفتش ناش يقول : " وهذا يحدد نطاق البحث أكثر , وهكذا نستطيع الإمساك بالفاعل في النهاية . الثبات والصبر , فليس هناك الكثير من المشكوك فيهم الآن . "
" أتعني ـ ؟ "
" أعني أن نستثني أي امرأة عاملة كانت في عملها عصر ذلك اليوم . ويستثنى كذلك مديرة المدرسة , فقد كانت في مدرستها , وأيضاً الممرضة , فأنا أعرف أين كانت بالأمس , على الرغم من أنني لم أشك فيها منذ البداية , ولكننا الآن متأكدون . وكما ترى يا سيد بيرتون , فإن لدينا الآن وقتان يجب أن نركز عليهما ـ عصر الأمس , والأسبوع السابق . في يوم وفاة السيدة سيمنجتون , لنقل من الساعة الثالثة والربع ( أول وقت يمكن أن تكون آجنس قد عادت فيه إلى المنزل بعد شجارها مع صديقها ) ولكنني أستطيع أن أعرف الموعد بدقة من ساعي البريد . والأمس من الثالثة إلا عشر دقائق ( عندما تركت الآنسة ميجان هنتر المنزل ) وحتى الثالثة والنصف أو ربما الثالثة والربع بما أن آجنس لم تغير ملابسها . "
" ما الذي حدث بالأمس في رأيك ؟ "
مط ناش شفتيه , قائلاً : " أعتقد أن هناك سيدة ما سارت حتى الباب الأمامي , ودقت الجرس , وهي هادئة تماماً ومبتسمة , متظاهرة بأنها تحمل بطاقات دعوة ... ربما سألت عن السيدة هولاند , أو ربما أحضرت معها طرداً . على أية حال ذهبت إليها آجنس لتأخذ بطاقة الدعوة أو الطرد , ثم ضربتها صاحبتنا على مؤخرة رأسها . "
" بأي شيء ضربتها ؟ "
قال ناش : " النساء هنا يحملن حقائب ذات حجم كبير يمكن أن تتسع لأي شيء يخطر ببالك . "
" ثم طعنتها في مؤخرة عنقها ووضعتها في الخزانة , أليس هذا أمراً صعباً على امرأة ؟ "
نظر إلي المفتش ناش باستغراب , قائلاً : " المرأة التي نطاردها ليست امرأة عادية ـ ليست عادية إلى حد بعيد ـ وتلك النوعية من النساء المختلات عقلياً يمتلكن قوة مدهشة , كما أن آجنس لم تكن فتاة قوية البنيان . "
صمت برهة , ثم سأل : " ما الذي جعل ميجان هنتر تفكر في النظر بداخل الخزانة ؟ "
قلت : " إنها الغريزة المحضة . "
ثم سألته : " لماذا تم سحب آجنس إلى الخزانة ؟ ما الذي دعاها إلى ذلك ؟ "
" لأنه كلما طالت مدة اكتشاف الجثة , زادت صعوبة تحديد موعد الوفاة بدقة . أما لو عثرت السيدة هولاند , مثلاً , على الجثة بمجرد دخولها إلى المنزل لاستطعنا تحديد موعد الوفاة بدقة تبلغ عشر دقائق أو ما يقرب من ذلك ـ وهو الأمر الذي كان من شأنه أن يحرج صاحبتنا . "
قلت متجهماً : " لكن لو كانت آجنس تشك في هذه المرأة ـ "
" لم تكن تشك . ليس حد الشك القاطع . كل ما فكرت فيه أن أمرها غريب . وأعتقد أنها لم تكن فتاة حادة الذكاء , وكان كل ما يدور في مخيلتها شكوك غامضة مصحوبة بسعور بأن ثمة خطأ ما . وبالتأكيد لم تشك بأنها تواجه امرأة يمكن أن تقتل . "
" هل شككت أنت في ذلك ؟ "
" كان علي أن اعرف . فمسألة الانتحار كما ترى ! قد أخافت صاحبة القلم المسموم . قد وقع يا سيد بيرتون ما لم يكن في حسبانها . "
" نعم و الخوف , هذا كل ما ينبغي علينا التنبؤ به . الخوف ـ في عقل مختل ... "
قال الفت ناش : " كما ترى , فإننا نطارد امرأة تحظى بالاحترام والتقدير ـ امرأة ذات مكانة اجتماعية مرموقة ! " . وقد جعلني كلامك أشعر بمدى فظاعة الموقف !












 
التوقيع - القيصر

http://up.arab-x.com/Oct11/4rc41652.gif

  رد مع اقتباس
قديم منذ /01-22-2011   #32

القيصر
التميز الحقيقي

الصورة الرمزية القيصر

القيصر غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 644
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 المشاركات : 1,245
 النقاط : القيصر is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 15

مزاجي:
افتراضي

3
قال ناش عندئذ أنه سوف يستجوب روز مرة أخرى . فسألته ما إذا كان من الممكن أن آتي معه إن لم يكن في الأمر إحراج له . ولدهشتي رحب بعرضي .
" إنني مسرور جدتً بتعاونك يا سيد بيرتون . "
قلت : " يبدو هذا مثيراً للشك , ففي القصص البوليسية عندما يرحب المحقق بمساعدة شخص ما , فعادة ما يكون هذا الشخص هو الجاني "
ضحك ناش وقال : " من المستبعد أن تكون من تلك النوعية التي تجلس وتكتب الرسائل المجهولة , يا سيد بيرتون . "
ثم أضاف : " بصراحة , يمكن أن تفيدنا كثيراً . "
" يسرني ذلك , ولكنني لا أعرف كيف يمكن أن أكون مصدر عون ؟ "
" هذا لأنك غريب هنا , وليس لديك أفكار مسبقة عن الأهالي هنا , ولكنك في الوقت ذاته لديك الفرصة لمعرفة الأمور بالأسلوب الذي أطلق عليه الذكاء الاجتماعي . "
تمتمت قائلاً : " الجاني شخص له مكانة اجتماعية . "
" تماماً . "
" أيعني ذلك أن أكون جاسوساً لكم ؟ "
" ألديك اعتراض ؟ "
فكرت في الأم , ثم قلت : " كلا , بصراحة ليس لدي اعتراض . فإذا كانت هناك امرأة مختلة تقود سيدة مسالمة إلى الانتحار وتقتل خادمة صغيرة بدم بارد , فليس لدي اعتراض على عمل شيء قذر كالتجسس بهدف القبض على تلك المختلة . "
" ها لطف منك , سيدي . واسمح لي بأن أقول لك أن المرأة التي نطاردها خطيرة , فهي كأشد العابين فتكاً . "
ارتعدت ثم قلت : " في الحقيقة , علينا أن نسرع . "
" هذا صحيح , لا تظن أن الشرطة متكاسلة , فنحن نعمل على عدة خطوط . "
قالها بتجهم .
كنت أتخيل شبكة عنكبوتية واسعة تهدف إلى اصطياد الجاني ...
أوضح لي نا أنه يريد سماع قصة روز مرة أخرى لأنها أخبرته بروايتين مختلفتين , وكلما زاد عدد رواياتها , زادت احتمالات تجميع نقاط الحقيقة معاً .
وجدنا روز تغسل صحون الإفطار , ثم توقفت فجأة وأدارت عينيها ووضعت يدها على قلبها وهي تقص علينا مرة أخرى كيف اطلعت على هذا الأمر الرهيب هذا الصباح .
كان ناش صبوراً معها ولكن حازماً , وأخبرني بأنه كان يحاول تهدئتها في المرة الأولى , وكان حاسماً في المرة الثانية . أما الآن , فهو يعاملها بمزيج من الأسلوبين .
أخذت روز تقص تفاصيل الأسبوع الماصي بسعادة , وروت كيف أن آجنس كانت في غاية الخوف , ثم ارتعدت عندما حثتها روز على قول ما الذي كان يخيفها , وقالت : " لا تسأليني . " فلو أخبرتني لكنت أنا أيضاً ميتة الآن " كان هذا هو كل ما قالته روز , منهية حديثها وهي تقلب النظر إلينا بسعادة .
" ألم تلمح آجنس بما كان يخيفها ؟ "
" كلا , فيما عدا أنها كانت خائفة . "
تنهد المفتش ناش وابتعد عن هذا الموضوع , وأخذ يسأل روز عن أنشطتها في اليوم السابق .
روت روز ذلك بصراحة , حيث قالت أنه استقلت حافلة الثانية والنصف وقضت فترة العصر والمساء مع أسرتها , ثم عادت في الثامنة والنصف من نيذر ميكفورد . وقد تعقدت روايتها بفعل ما قالته عن الاحساس الغريب الذي راودها بأن ثمة شراً يحدث عصر الأمس وكيف علقت أختها على ذلك وكيف أنها لم تستطع لمس قطعة واحدة من كعكة البذور .
تركنا المطبخ بحثاً عن إلسي هولاند , التي كانت تصحح دروس الطفلين , وكعادتها كانت إلسي هولاند متعاونة . رفعت رأسها وقالت : " والآن يا كولين أنت وبراين سوف تحلان هذه المسائل الثلاث إلى أن أعود . "
ثم قادتنا إلى حجرتها . " أليس ذلك أفضل ؟ فأنا أعتقد أنه من الأفضل ألا نتحدث أمام الطفلين . "
" شكراً لك يا آنسة هولاند . فقط أخبريني مرة أخرى ؛ هل أنت متأكدة من أن آجنس لم تخبرك بقلقها بخصوص أي شيء , أقصد منذ وفاة السيدة سيمنجتون ؟ "
" كلا , لم تقل أي شيء . لقد كانت فتاة هادئة جداً , كما تعرف , ولم تكن تتحدث كثيراً . "
" على عس الخادمة الأخرى إذا ؟ "
" نعم , فروز تتحدث كثيراً . وعلي أن أخبرها بأن تكف عن وقاحتها تلك بعض الأحيان .
" والآن , هلا أخبرتني بما حدث بالضبط عصر أمس ؟؟ كل شئ تتذكرينه ."
" حسنا , لقد تناولنا غداءنا كالعاده ، بعدها بساعه خرجنا لنزهه , فأنا لا أدع الطفلان يملان أبداً . دعني أتذكر . لقد عاد السيد سيمنجتون الى مكتبه أو ساعدت آجنس في إعداد المائده ـ بينما كان الطفلان يلعبان في الحديقة ريثما أتجهز للخروج معهما . "
" أين ذهبتم ؟ "
" إلى كومبي آكر , فقد أراد الطقلان صيد الأسماك , ولكني نسيت الطعم لذا عدت إحضاره . "
" متى كان ذلك ؟ "
" دعني أتذر , لقد خرجنا حوالي لساعة الثالة إلا الثلث ـ أو بعدها بقليل , وكام من المقرر أن تأتي ميجان معنا ولكنها غيرت رأيها , وقررت أن تخرج للتنزه على دراجتها , فهي تعشق ركوب الدراجات . "
" أقصد متى عدت لإحضار الطعم ؟ هل دخلت المنزل ؟ "
" لا , لقد تركتها في السقيفة خلف المنزل . ولا أعرف بالضبط كم كان الوقت حينئذ ـ حوالي الثالثة إلا عشر دقائق تقريباً . "
" هل رأيت ميجان أو آجنس ؟ "
" أعتقد أن ميجان كانت قد غادرت . أما آجنس فلم أراها . لم أر أي أحد . "
" وبعدها ذهبتم للصيد ؟ "
" نعم لقد ذهبنا للجدول . ولم نصطد شيئاً , فنحن لا نصطاد شيئاً تقريباً , ولكن الطفلين يستمتعان بذلك . وقد بلل براين ملابسه . كان يجب أن أغير ملابسه عندما عدنا . "
" هل تقومين بإعداد الشاي كل يوم أربعاء من كل أسبوع ؟ "
" نعم , فالشاي يكون معداً في غرفة الاستقبال من أجل السيد سيمنجتون . إنني أعد الشاي فقط عندما يحضر إلى المنزل . أما أنا والطفلان فنتناوله في حجرة الدراسة . فلدي أدوات الشاي والأدوات الأخرى في الخزانة الموجودة أعلى هناك . "
" ومتى عدت ؟ "
" في حوالي الخامسة إلا عشر دقائق . أخذت الطفلين إلى الطابق العلوي وبدأت فس إعداد الشاي . ثم عندما عاد السيد سيمنجتون ونزلت لأقدم له الشاي , ولكنه قال إنه سيتناوله معنا في غرفة الدراسة . وقد فرح الطفلان لذلك , ولعبنا معاً , يبدو لي الأمر فضيعاً الآن عندما أفكر فيه ـ حيث كانت تلك الفتاة المسكينة مقتولة في الخزانة في ذلك الحين . "
" هل يذهب أحد إلى تلك الخزانة في العادة ؟ "
" أوه كلا , إنها لا تستخدم إلا لحفظ الأشياء البالية , أما القبعات والمعاطف فنعلقها في الحجرة الصغيرة الواقعة على يمين الباب الأمامي عند الدخول . ولم يذهب أحد إلى الخزانة الأخرى منذ شهور . "
" حسناً , ولكن ألم تلاحظي شيئاً غريباً عندما عدتِ ؟ "
اتسعت عيناها الزرقاوان , قائلة : " أوه , كلاأيها المفتش لم ألحظ أي شيء على الإطلاق . كان كل شيء كالمعتاد , وهذا هو الرهيب في الأمر . "
" وفي الأسبوع السابق ؟ "
" أتقصد اليوم الذي انتحرت فيه السيدة سيمنتون ؟ "
" نعم . "
" أوه , كان ذلك فظيعاً , فظيعاً . "
" نعم , نعم , أعرف , هل كنت في الخارج أيضاً عصر ذلك اليوم ؟ "
" أوه نعم , فدائماً ما أخرج وآخذ الطفلين بعد الظهر ـ إذا كان الطقس مناسباً . حيث أعطيهما الدروس في الصباح . وفي ذلك اليوم ـ على ما أذكر ـ ذهبنا إلى ناحية المستنقعات ـ ومشينا كثيراً , حتى أنني كنت أخشى أننا تأخرنا في العودة لأنني عندما دخلت من الباب رأيت السيد سيمنجتون عائداً من مكتبه ولم أكن حتى وضعت إناء الشاي على النار , ولكنها كانت الساعة الخامسة إلا عشر دقائق . "
" ألم تذهبي للسيدة سيمنجتون في غرفتها ؟ "
" أوه , كلا , فأنا لم أفعل ذلك أبداً , فهي دائماً ما تأخذ قسطاً من الراحة بعد الغداء بسبب النوبات العصبيى التي تعاني منها ـ وعادة ما كانت تداهمها بعد تناول الوجبات . وقد أعطاها الدكتور جريفيث بعض المهدئات , واعتادت الاستلقاء على الفراش ومحاولة النوم . "
قال ناش بصوت خفيض : " إذن ألا يأخذ لها أحد البريد ؟ "
" بريد العصر ؟ كلا , إنني أنظر داخل صندوق البريد وأضع الرسائل على المائدة في الردهة عندما أدخل . ولكن غالباً ما تأخذها السيدة سيمنجتون بنفسها . فهي لم تكن تنام طوال فترة العصر , بل عادة ما كانت تستيقظ قبيل الساعة الرابعة . "
" ألم تعتقدي أن شيئاً مريباً حدث لأنها لم تستيقظ عصر ذلك اليوم ؟ "
" أوه كلا , إنني لم أتصور حدوث شيء كهذا . لقد كان السيد سيمنجتون يعلق معطفه في الردهة , وقلت له : " الشاي ليس جاهزاً بعد , ولكنني على وشك الانتهاء من إعداده . "
فأومأ برأسه ونادى على السيدة سيمنجتون و قائلاً : " مونا , مونا ! " ـ وعندما لم ترد عليه صعد إلى الطابق العلوي متوجهاً نحو غرفة نومها , ولابد أنها كانت أفضع صدمة تعرض لها . وقد نادى علي , وعندما جئته , قال لي : " أبق الأولاد بعيداً . " ثم اتصل بالدكتور جريفيث ونسينا أمر إناء الشاي حتى احترق الجزء السفلي بالكامل ! آه يا عزيزتي ! لقد كان أمراً رهيباً , فقد كانت السيدة سيمنجتون سعيدة ومبتهجة على الغداء . "
قال ناش بسرعة : " ما رأيك في تلك الرسالة التي تلقيتها يا آنسة هولاند ؟ "
قالت إلسي هولاند بشيء من الغضب : " أوه , أعتقد أنها عمل شرير ـ شرير ! "
" نعم , نعم , لم أقصد ذلك . هل كنت تعتقدين أنها حقيقة ؟ "
قالت إلسي هولاند بحزم : " كلا , في الحقيقة لا أعتقد ذلك , لقد كانت السيدة سيمنجتون شديدة الحساسية في الحقيقة . كانت تضطر إلى أخذ جميع المهدئات العصبية المتوافرة , كما كانت محافظة للغاية , وأي عمل حقير كهذا من شأنه أن يسبب لها صدمة . "
صمت ناش للحظة , ثم سألها : " ألم تتلقي أياً من هذه الرسائل يا آنسة هولاند ؟ "
" كلا , كلا , لا أتلق أياً منها . "
" هل أنت على ثقة من ذلك ؟ من فضلك " ـ ثم رفع يده ـ " لا تتسرعي الإجابة , أعرف أنها أشياء بغيضة , ولا يحب الناس أحياناً الاعتراف باستلام واحدة منها . ولكن من المهم جداً في هذه القضية أن نعرف الحقيقة , ونحن نعلم تماماً أن كل ما يَرِد بها محض أكاذيب , لذا لا داعي للشعور بالحرج . "
" لكني لم أتلق سشيئاً فعلاً أيها المفتش ؟ لم أتلق شيئاً من هذا القبيل على الإطلاق . "
كانت ساخطة وأوشكت على البكاء , وبدا إنكارها صادقاً . "
عندما عادت إلى الطفلين , وقف ناش ونظر من النافذة . قال : " حسناً ’ إنها تدعي أنها لم تتلق أياً من هذه الرسائل , ويبدو أنها صادقة فيما تقول . "
" بالقطع , أنا على ثقة من ذلك . "
همهم ناش , ثم قال : " ما أريد معرفته إذن هو لماذا لم يقع عليها اختيار تلك الشيطانة كاتبة الرسائل المجهولة ؟ "
واصل كلامه دونما صبر , بينما كنت أحدق إليه .
" " إنها جميلة , أليس كذلك ؟ "
" أكثر من مجرد جميلة . "
" بالضبط , وهي حسنة المظهر بشكل غير عادي , وفي سن الشباب في الحقيقة إنها مطمع لأي كاتب رسائل مجهولة . إذن لماذا استثنيت ؟ "
هززت رأسي .
" إنها مسألة مثيرة , ويجب أن أذككر لجريفيث هذلك , فقد طلب مني أن أخبره عن أي شخص لم يتلق رسائل مجهولة . "
قلت : " إنها المرأة الثانية , تذكر أن هناك إيميلي بارتون أيضاً . "
ضحك ناش ضحكة باهتة .
" لا تصدق كل ما يقال يا سيد بيرتون , فقد تلقت السيدة بارتون واحدة بالفعل ـ بل أكثر من واحدة . "
" كيف عرفت ؟ "
" تلك المخلصة سليطة اللسان التي تعيش معها خادمتها أو طاهيتها السابقة فلورنسا إلفرود . لقد كانت ساخطة جداً بسبب تلك الرسالة , وكانت تود أن تقطع صاحبتها إرباً . "
" لكن لماذا قالت إيميلي بارتون إنها لم تتلق أي رسالة من هذا النوع ؟ "
" إنها الرقة ؛ فلغة هذه الرسائل ليست لطيفة . والسيدة بارتون الصغيرة قضت حياتها وهي تتجنب كل ما هو بذيء وغير مهذب . "
" وماذا قالت الرسالة ؟ "
" الكلام المعتاد , وإن كان يبعث على الضحك في حالتها . وقد لمحت الرسالة إلى أنها وضعت السم لأمها العجوز ومعظم شقيقاتها . "
قلت غير مصدق : " أتقصد أن هذه المرأة المجنونة الخطرة ستظل طليقة ولن نستطيع التعرف عليها وإيقافها عند حدها ؟ "
قال ناش بصوت كئيب : " حسناً , سوف نكشفها , فسوف تكتب الكثير من الرسائل الأخرى ."
" ولكنها لن تكتب المزيد من الرسائل , على الأقل الآن . "
نظر إلي قائلاً : " بلى , ستفعل . فهي لا تستطيع التوقف الآن , فهذا نوع من الأمراض المستعصية . والرسائل ستستمر , لا شك في ذلك . "

يتبع ...












 
التوقيع - القيصر

http://up.arab-x.com/Oct11/4rc41652.gif

  رد مع اقتباس
قديم منذ /01-22-2011   #33

القيصر
التميز الحقيقي

الصورة الرمزية القيصر

القيصر غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 644
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 المشاركات : 1,245
 النقاط : القيصر is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 15

مزاجي:
افتراضي

الفصل التاسع
1
ذهبت لأرى ميجان قبل مغادرة المنزل . كانت في الحديقة وبدت وكأنها عادت إلى حالتها الطبيعية تقريباً , حيتني مبتهجة .
اقترحت عليها العودة إلينا مرة أخرى لفترة , ولكن بعد التردد هزت رأسها : " هذا لطف منك ـ ولكني أعتقد أنني سأبقى هنا . فهو على أية حال ـ حسناً , يفترض أنه بيتي . وأزعم أنني أستطيع مساعدة الطفلين . "
قلت : " حسناً , كما تشائين . "
" إذن أعتقد أنني سأبقى . هل أستطيع ـ هل أستطيع ؟ "
قلت لكي أحثها على الكلام : " نعم . "
" إذا ـ إذا حدث أي شيء رهيب , أستطيع الاتصال بك لتأتي إلي , أليس كذلك ؟ "
تأثرت لكلامها , فقلت : " بالطبع , ولكن ما هو الشيء الرهيب الذي تعتقدين أنه قد يحدث ؟ "
" أوه , لا أعرف . "
بدت غامضة بعض الشيء وهي تقول : " أوه , لا أعرف . أشياء مثل ما يحدث الآن . "
قلت , بالله ليك , لا تكوني متشائمة إلى هذه الدرجة , فلن يكون هناك المزيد من الجثث ! فهذا ليس جيداً لكي . "
ابتسمت لي ابتسامة خاطفة , قائلة : " كلا , إنه ليس جيداً بالمرة . قد جعلني أشعر بالغثيان . "
لم ترق لي فكرة تركها هناك , ولكنه على أية حال , كما قالت و بيتها . وتخيلت أن إلسي هولاند ستشعر بمزيد من المسؤولية تجاهها .
ذهبت أنا وناش إلى ليتل فيرز . وبينما كنت أقص باختصار أحداث هذا الصباح على جوانا , كان ناش يتحدث مع بارتريدج ليسألها عما إذا كانت آجنس قد قالت لها شيئاً محدداً عندما اتصلت بها . ثم عاد إلينا موهو يبدو محبطاً .
" لم تفدنا كثيراً , فطبقاً لهذه المرأة , فإن الفتاة لم تقل شيئاً سوى أنها قلقة بخصوص أمر ما ولا تعرف ماذا تفعل وأنها تود طلب النصيحة من لسيدة بارتريدج . "
سألته جوانا : " هل ذكرت بارتريدج هذا لأي أحد ؟ "
أومأ ناش متجهماً .
" نعم , فقد أخبرت السيدة موري ـ خادمتكم التي تأتي في الصباح ـ بأن هناك بعض الفتيات اللاتي يرغبن في طلب النصح ممن هن أكبر منهن سناً ولا يعتقدن أن بمقدورهن البت في أي شيء بمفردهن ! وربما لم تكن آجنس فتاة ذكية , ولكنها كانت فتاة مهذبة وعلى خلق . "
تمتمت جوانا : " إن بارتريدج تمدح نفسها في الحقيقة . وهل يمكن أن تكون الآنسة إموري قد أضشاعت الخبر في البلدة ؟ "
" هذا صحيح ! يا آنسة بيرتون . "
قلت : " هناك شيء يصيبني بالدهشة , لماذا كنت أنا وأختى من ضمن متلقي الرسائل المجهولة ؟ فنحن غربء هنا ـ ولا يكن أحد لنا ضغينة ؟ "
" إنك لا تستطيع فهم عقليات أصحاب الأقلام المسمومة ـ إنهم يصوبون سهامهم إلى الجميع . ويمكنك القول إنهم يكنّون الضغينة للإنسانية كلها . "
قالت جوانا متفكرة : " أعتقد أن هذا هو ما قصدته السيدة كالثروب . "
نظر إليها ناش نظرة متسائلة , ولكنها لم توضح له , فقال : " لا أعرف ما إذا كنت قد نظرت بتأن إلى مظروف الرسالة التي تلقيتها يا آنسة بيرتون ولو أنك فعلت لربما لاحظت أنها كانت سترسل إلى الآنسة بارتون ثم تم تحويل حرف الألف إلى ياء . "
لو تم ملاحظة ذلك , لكان يمكن أن يكشف لنا جزءاً من الغموض الذي يكتنف الأمر , ولكن أحداً منا لم يعرها اهتماماً .
غادر ناش , وبقيت أنا وجوانا . قالت : " إنك لا تعتقد أن الرسالة كان مقصوداً بها إيميلي حقاً , أليس كذلك ؟ "
أوضحت لها قائلاً : " لو كانت إيميلي هي المقصودة ما كانت الرسالة لتبدأ بعبارة : (( أيتها الساقطة المتبرجة . )) " فوافقتني جوانا .
ثم قلت إنه ينبغي علي الذهاب إلى وسط البلدة .
" يجب أن تسمعي ما يقوله الجميع , لكن لدهشتي رفضت وقالت إنها ستتسكع في الحديقة .
توقفت عند الباب وأخفضت صوتي , قائلاً : " أعتد أنها بارتريدج . "
" بارتريدج ! "
جعلتني الدهشة التي غلفت صوت جوانا أشعر بالخجل من فكرتي هذه , فقلت معتذراً : " كنت فقط أتساءل . فهي غريبة الأطوار إلى حد ما ـ فهي عانس متجهمة ـ ذلك النوع من النساء اللاتي يمكن أن يكن متعصبات دينياً . "
" ولكن موضوعنا هذا لا علاقة له بالتعصب الديني ـ أو أن هذا ما قاله جريفيز على حد قولك . "
" حسناً , فهو الهوس الجنسي إذن . إنهما مرتبطان ببعضهما على ما أعتقد . فهي تشعر بالكبت وتحظى بالاحترام وقد عاشت حبيسة البيت هنا لسنوات مع سيدات عجائز . "
" ما الذي دفع الفكرة إلى ذهنك ؟ "
قلت ببطء : " حسناً , إننا لم نسمع إلا روايتها هي بخصوص ما قالته الفتاة , ربما طلبت آجنس من بارتريدج أن تخبرها عن سبب مجيئها وتركها رسالة في ذلك اليوم ـ ثم قالت بارتريدج أنها ستأتي بعد الظهر وتشرح لها الأمر . "
" ثم موهت على الأمر بأن جاءت إلينا وسألتنا ما إذا كان من الممكن أن تأتي الفتاة إلى هنا . "
" نعم . "
" لكن بارتريدج لم تخرج عصر ذلك اليوم . "
" وما أدراك ؟ تذكري أننا كنا بالخارج . "
" نعم , هذا صحيح . أعتقد أن ذلك ممكن . " ثم قلبت جوانا الأمر في رأسها وقالت : " ولكني لا أعتقد ذلك فأنا لا أعتقد أن عقلية بارتريدج تستطيع حبك كل هذه الخدع للتمويه على أمر الرسائل المجهولة ؛ أي أن تزيل بصمات الأصابع وما إلى ذلك . فالأمر لا يحتاج إلى الدهاء فقط , بل والمعرفة أيضاً . وأنا لا أعتقد أنها تمتلك هذه القدرات . أظن أن ـ " ترددت جوانا , ثم قالت ببطء : " هم متأكدون أنها امرأة , أليس كذلك ؟ "
صحت غير مصدق : " أتظنين أنه رجل ؟ "
" كلا ليس رجلاً عادياً ـ ولكنه نوع معين من الرجال . إنني أفكر حقاً في السيد باي . "
" إذن قد وقع اختيارك على باي ؟ "
" ألا تشعر أنت نفسك أنه محل للشبهة ؟ فهو يعيش وحده ـ وغير سعيد ـ ومكروه من الآخرين . فالجميع يسخرون منه كما ترى . ألا ترى أنه يحقد على كل الناس الغير طبيعيين السعداء ويستمتع بشكل غريب بما يفعله ؟ "
" ولكن جريفز قال إنها امرأة عانس في أواسط العمر . "
قالت جوانا : " والسيد باي عانس في أواسط العمر . "
قلت ببطء : " مختلف عمن حوله . "
" وهو هكذا بالفعل . إنه غني , ولكن المال ليس كل شيء . وأعتقد أنه ليس متزناً . إنه رجل قصير ومخيف . "
" تذكري أنه هو نفسه تلقى رسالة . "
" لسنا متأكدين من ذلك , كل ما لدينا مجرد اعتقادات . وعلى كل ربما ادعى ذلك لحبك تمثيليته . "
" أتعتقدين أنه يخدعنا ؟ "
" نعم , ولديه من الذكاء ما يكفي للتفكير في ذلك ـ ةعدم المبالغة في أداء دوره . "
" لابد وأنه ممثل قدير . "
" بالفعل يا جيري , إن من يفعل ذلك لابد وأن يكون ممثلاً قديراً . فهذا أحد جوانب المتعة والسعادة بالنسبة له . "
" بالله عليك يا جوانا لا تتحدثي بذلك اليقين ! فأنت تجعليني أشعر بأنك ـ بأنك تفهمين عقلية هذه الرسائل . "
" أعتقد أنني أفهمها . أقصد أنني أستطيع تصور الحالة المزاجية والنفسية لكاتبها . فلو لم أكن جوانا بيرتون ولو لم أكن شابة وجذابة إلى حد معقول وقادرة على الاستمتاع بوقتي , ولو كنت ـ كيف أقولها ؟ ـ خلف القبضان وأشاهد الآخرين وهم يستمتعون بحياتهم , فهل كان الشر الأسود يتملك مني , ويجعلني أريد إذاء الآخرين وتعذيبهم ـ بل وتحطيمهم ؟ "
أمسكتها من كتفها وهززتها , قائلاً : " جوانا ! " فتنهدت وارتغشت ثم ابتسمت لي قائلة : " لقد أخفتك يا جيري , أليس كذلك ؟ ولكن يراودني شعور بأن هذه هي الطريقة الصحيحة لحل هذا اللغز . حيث تتقمص دور الشخص المعني كي تعرف أحاسيسه ومشاعره وما الذي يجعله يتصرف على هذا النحو , وعندئذٍ ـ وعندئذٍ ربما تعرف تصرفه التالي . "
قلت : " أوه , اللعنة ! وأنا الذي جئت إلى هنا لكي أقلد مملكة الخضراوات وأهتم بالفضائح المحلية التافهة . فضائح محلية تافهة ! قذف , بذاءات , كلام فاحش وجرائم قتل ! "












 
التوقيع - القيصر

http://up.arab-x.com/Oct11/4rc41652.gif

  رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لأجاثا, المتحركة, الأصابع, رواية, كريستي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مكتبة أغاثا كريستي قطرة ندى مكتبة المنتدى ... 0 06-15-2010 11:52 AM
رواية "رمز الذئب منى مكتبة المنتدى ... 1 05-27-2010 12:53 PM
أغاثا كريستي محمد الناصر منتدى الأدب والثقافة العامة 3 04-15-2010 11:23 PM
الحكاية المتحركة تماضر الموح منتدى الأديبة تماضر الموح 2 09-29-2009 10:13 AM
رواية زوربا mfd منتدى الأدب والثقافة العامة 0 05-30-2009 03:31 PM


الساعة الآن 05:36 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
+:: تصميم وتطوير فريق الزيني 2009 : حمزة الزيني ::+