من شعر عمرو بن معد يكرب
قال مفتخراً :
قد علمت سلمى وجاراتها
ما قطَّر الفارس إلا أنـا
شككت بالرمح حيازيمه
والخيل تعدو زيما بيننـا
***
وقال في فعله وفعل قومه في معركة القادسية:
والقادسية حين زاحم رستم
كنا الحماة بهن كالأشطـان
الضاربين بكل أبيض مخذّم
والطاعنين مجامع الأضغان
***
يقول في الحكمة:
فمن ذا عاذري من ذي سفاهٍ
يرودُ بنفسه شـر المـرادِ
لقد أسمعت لو ناديت حيـا
ولكن لا حياة لمـن تنـادي
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في الرمـادِ
أريد حياته ويريـد قتلـي
عذيرك من خليلك من مُراد
وكان يستخدم في بعض شعره الإم الحميرية بدل لام التعريف، وهو أسلوب لغوي لازل يستخدم في عسير حتى الآن، قال حين أهدى سيفه الصمصامة، وهو أشهر سيوف العرب قاطبة، إلى خالد بن سعد بن الوقاص:
وهبـت لخالـدٍ سيفـي ثوابـا
على امصمصامة امسيف امسلام
خليلـم لـم أهبـه مـن قـلاه
ولكن امتواهـب فـي امكـرام
ويقول:
يبرون عظمي وهمي جبرُ أعظُمهم
شتان ما بيننا في كل مـا سبـب
أهـوى بقاءهـم وأكـثـر مــا
يهوون أن أغتدي في حفرة امتربِ
-----------------------------------------------------
من خطبة لعمرو بن معد يكرب
إنما المرء بأصغريه : قلبه ولسانه ، فبلاغ المنطق السداد ، وملاك النجعة الارتياد ، وعفو الرأي خير من استكراه الفكرة ، وتوقيف الخبرة خير من اعتساف الحيرة . فاجتبذ طاعتنا بلفظك ، واكتظم بادرتنا بحلمك ، وألن لنا كنفك يلن لك قيادنا ، فإنا أناس لم يوقص صفاتنا قِراع مناقير من أراد لنا قضماً ، ولن منعنا حمانا من كل رام لنا هضماً .
الموسوعة العالمية للشعر العربي