:: Home Page ::
آخر 10 مشاركات
ما هي مواصفات الاسهم الحلال الأمريكية (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 649 - الوقت: 09:17 PM - التاريخ: 03-27-2024)           »          بنك سيتي جروب الحقيقي Citigroup (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 328 - الوقت: 03:52 PM - التاريخ: 03-26-2024)           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 338 - الوقت: 09:22 AM - التاريخ: 03-26-2024)           »          شروط استخدام موقع حراج (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 341 - الوقت: 07:39 AM - التاريخ: 03-25-2024)           »          أعضاء مجلس إدارة شركة شمس (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 367 - الوقت: 06:18 AM - التاريخ: 03-25-2024)           »          كيف ابيع اسهم ارامكو الراجحي عبر الهاتف (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 340 - الوقت: 03:55 PM - التاريخ: 03-24-2024)           »          صناديق توزع شهري (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 952 - الوقت: 10:45 PM - التاريخ: 02-18-2024)           »          حلبية و زلبية..محمود المشعان (الكاتـب : محمود المشعان - مشاركات : 0 - المشاهدات : 717 - الوقت: 07:14 PM - التاريخ: 02-16-2024)           »          بهلول..محمود المشعان (الكاتـب : محمود المشعان - مشاركات : 0 - المشاهدات : 780 - الوقت: 04:09 PM - التاريخ: 02-13-2024)           »          صورة من الزمن الجميل..محمود المشعان (الكاتـب : محمود المشعان - مشاركات : 0 - المشاهدات : 867 - الوقت: 01:28 PM - التاريخ: 02-11-2024)



 
استمع إلى القرآن الكريم
 
العودة   منتديات قبيلة البو خابور > قسم الثقافة والشعر والآداب والطلاب والرياضة > منتدى الأدب والثقافة العامة

منتدى الأدب والثقافة العامة ثقافة عامة روايات شهيرة امهات الكتب ادب شعر

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /09-25-2011   #1

ابو احمد

ابو احمد غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 74
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 الجنس : ~ MALE/FE-MALE ~
 المشاركات : 3,554
 النقاط : ابو احمد is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 10

افتراضي إلى أن نعود ... غسان كنفاني ... قصة قصيرة

.. مع أشعة الشمس التي كانت تأكل رأسه وهو وحيدا في صحراء النقب، كان يسمع صخب أفكاره في رأسه كأنها مجموعة مسامير تدق.. ولا تنغرس.

ان انفه يعمل الآن تماما كما تعمل البوصلة، وهو يشعر أنه يقترب من هدفه، أنه يعجب لنفسه كيف لم ينقطع عن التفكير العنيف طوال هذه الساعات الممضة، لقد فكر في هذه الساعات كما لم يفكر ابدا طوال ثماني سنوات.

ويغرس قدميه في الرمال الناعمة، ويقتلعها كما تقتلع قطعة الخشب العتيقة عن غراء لم يجف بعد كما يجب، ثمة احاسيس ضخمة تمتلك عنه ذكرياته، ان هذه الاحاسيس لتتداخل في بعضها وتتشابك حتى ليشعر انها لازمته زمنا طويلا، ويصعب عليه الآن ان يتصور نفسه كيف كان بدونها.. أنه طشان الى حد يشعر فيه بأن حلقه اضحى جافا جامدا، فلم يعد ثمة ضرورة لبقائه، ويشعر بالتالي أنه تعب، مرهق، يكاد يتهاوى، كأنما انتهى لتوه من شد قارب كبير من البحر الى رمل الشاطئ المبلول لكنه مع هذا كله، كان يسير، مندفعا كأنه يسابق نفسه، كان نصفه العلوي يتقدم منحنيا عن بقية جسده.. فالرمل الناعم يعيق سرعة قدميه، كان قصيرا، اسمر البشرة، محروقا، لم يكن في وجهه اي شيء يستلفت النظر لاول وهلة، كل ما هنالك ان لفمه شفتين رقيقتين تنطبقان في تصميم، ان شكل وجهه يثير في الانسان _ لدن تدقيق النظر شعورا بأنه يشاهد حقلا صغيرا، بل واكثر من هذا، فان الخطين اللذين يشقان جبهته يحب الانسان ان يشبههما بآثار((شفرات)) محراث مر لتوه من ذلك المكان..

لقد بدأت رائحة ارضه تذيب احاسيسه، شيء جميل ان يشم المرء جزءا من ماضيه، ان رأسه الآن تنفتح كأنها صندوق عرس منقوش بالصدف ويحوي كل شيء، ويرى فيه داره الصغيرة الرطبة، وزوجه ترش التراب بالماء، ثم يرى نفسه آتيا من حقله بقدميه الموحلتين، ان الصورة يراها امامه هكذا، بل واكثر من ذا، كأنه يستعيد منظرا عاشه قبل دقائق فحسب، انه يرى الصورة بكل تقاطيعها الدقيقة، حتى ليرى نفسه كيف يسير، لم يتيسر له قبل الآن ان يراقب سيره بهذا الوضوح وهذا الامكان.

وهو يقترب من ارضه، هكذا يشعر في اعماقه عندما بدت له اول (بيارة) من (بيارات) أهل قريته، ابتدأ الصوت الذي ودعه على فوهة النقب الجنوبية يدق رأسه، ويتجاوب صداه في جسده:
- ((هي ارضك، الم تعش هناك؟ حسنا، انك تعرفها اكثر من سواك، في واحد من الحقول بنى اليهود خزانا يسقي المستعمرات القريبة، اعتقد انك فهمت، ان الديناميت الذي تحمله يكفيك...)).
لم يتكلم بعدها، بل انطلق عبر النقب وحيدا، وحيدا الا من هذه الزوبعة التي تثور في اعماقه.. وها هي ا رضه، حيث درج يلهو، تستلقي في احضان الجبل باستسلام.

و انزلق بين الحقول الخيالية في حذر، مستمدا من رائحة ترابه شعورا بقدرة لا تقهر، واصابعه تطبق على سكينه في تهيؤ (( وحشي)). ان رأسه تشتط به وتختلط في تاريخ الحقول التي يعرفها جيدا، ويجد عنتا شديدا في العودة الى الحقيقة..

وعندما استدار حول حقل كان لأبي حسن- جاره- في يوم من الايام، رأى نفسه يشد رأسه عاليا وهو يرقب بشعور غامض خزان المياه، يرتفع كأنما ليصل الارض بالسماء.. ليؤمن لها الماء. لكنه ساءه ان يقف الخزان، هكذا، في الحقل المعطاء.. انه بوقوفه هذا يشوه احساسا جميلا احسه هو، وجميع جيرانه، طوال حياتهم.. انهم، الفلاحين، يحسون الارض احساسا بينما ينظر سواهم اليها كمشهد عابر، ان اي حقل، يبعث بالفلاح شعورا تلقائيا بأنه- ذلك الحقل، يلقي على موجوداته ظل الابوة مهما عظمت، فيشعر الانسان انها في حماية قوة غامضة، هائلة، مخيفة، لكنها محببة..

ولكن الخزان يدمر هذا الاحساس، وهو واقف هناك كحقيقة مرة تعطيه نوعا آخر من المشاعر، بل أنه يحس احساسا عميقا ساكنا بأن الأرض نفسها ترفض الخزان.. لا تريد ان تحميه، انه يعني شيئا آخر، غير الري والماء، شيئا كبيرا داميا كالمأساه.
وحبس انفاسه وهو يرقب من خلال العواسج أرضه التي تكسب عليها عرقة ليخلقها من العدم، هاهو اذن البيت الصغير الذي كان يأوي اليه مع زوجة أيام العمل المتواصل في موسم الحصاد، فلقد كان بيتاً جميلاعلى ما فيه من تواضع، أما الآن، فلقد تهدمت ناحية منه، والناحية الثانية التي تتكئ على صخور الجبل قد علاها الغبار وصيغتها ذرات رصاصية من دخان ( الموتور )، إن الخزان يقتحم حياته بشكل مزعج، لقد اقيم في الساحة التي كان يجلس فيها وزوجته قبل أن يناما، يتحدثان فيها عن الذرة والقمح، لقد كان في مكان قائمة الخزان الاقرب للدار شجرة أجاص فؤيد من نوعها، كان يحبها ويعني بها، هنا، قرب الباب المتداعي كانت تنام زوجته ليالي الصيف، كانت في تلك الأيام يدعو جيرانه للجلوس، فتسره زوجته وترش الساحة بالماء فتكسبها رطوبة محببة .

وفجأ، وبدون أي سابق اعلام سقطت من أعماقه اللاواعية إلى حياته الواعية صورة مدوية مروعة، اجتاحته كالطوفان، هوت إلى حواسه كلها دفعة واحدة فشغلتها كلها، قبل أن يرحلا بيوم واحد ....
بيوم واحد فقط، دخل اليهود إلى البيارات، ووجد ان عليه أن يترك ولو إلى حين- ذلك العطاء .... وجر زوجته وترك أرضه، وسار ... الا أنه قبل ان يجتاز باب حلقة المقطع، دنا إلى زوجته، والفى نفسه مشدوداً إلى دمعة كبيرة في عينيها الواسعتين .. كأنما هي ذوب حنين ... كان يريد ان يقاوم لكنه رأى نفسه محاطاً بالتساؤلات التي غرستها دمعة زوجه في عروقه الزرقاء : الى أين؟ وارضك؟ اليس من الأفضل أن تعيد الى التراب عطاءه لحماً ودماً ؟

ودون أن يتكلم، سحب زوجه من يدها الى حلقة، ولم يستطيع ابدً أن يحرر نفسه من النداء الطيب في العيون الواسعة .
في تلك الليلة .. شنق اليهود زوجه على الشجرة العجوز بين الساحة والجبل أنه يراها مدلاة عارية تماماً ... كان شعرها محلوقا و مربوطا الى عنقها وينزف من فمها دم اسود لماع .. لقد شدوا خصرها النحيل شدامجنونا، لم يكن في وجهها كله، ما يشير الى انها كانت، قبل هنهية، تملأ الساح رصاصا ونارا ودما، في ذلك الوقت، كان هو مربوطا الى شجرة المقابلة يشهد كل ما فعلوه عاجزا، لقد شدوه الى الشجرة بحبال الحراثة بعد ان سلخوا ظهره بالكرابيج الجلدية طوال بعد الظهر، وتركوه يشهد كل شيء، تكروه يحدق ويصيح كالمنجون .. لقد حشوا فمها بالتراب عندما قالت له مع السلامة ) وماتت. وتركوه يمضي كي يموت بالصحراء مع ذكرياته..

انه لا ينظر الان الى هذه الصورة نظرة المشاهد، لا، ابدا، انها تتفاعل باعماق اعماقه ويحسها ويراها تنسكب على اعصابه كالرصاص المذاب، ان ذاته تتفاعل الان مع الماضي بشكل عجيب، لم يستطيع ان يخلع نفسه من الصورة الدموية، ولا ان يخلعها من نفسه، كان حاضره يمتزج مع ماضيه مزجا معقدا، ان صوت استغاثات زوجه وانينها المقطع المحروق، وصوت اسنانها تمضغ التراب، وصوت حنجرته وهي تطبق على صياحه في بحات هستيرية، كل هذا، كان يمتزج امتزاجا متشابكا بصوت الانفجار المرع، وصوت الخزان العملاق يقتلع من الوجود..
ويمتص الدخان الاسود بعض احاسيسه الدامية، ويرنو الي الحطام بهدوء صاخب..

لقد عاد في المساء الى خيمته، كان متعبا منهوكا، يحس كأنما قد تباعدت مفاصله عن بعضها، وعلى عضلاته ان تتوتر الى الابد كيما تنشد بينها، واحس وهو يصافح الانسان الذي ودعه قبل ان يذهب الى مهمته انه لا زال في المعركة التي بدأت منذ زمن بعيد .. وسمع صوته :ماذا ؟ انتهى كل شيء على ما يرام ؟
- وهز رأسه في اعياء..وعاد يسمع صوت الرئيس:
- هل انت تعب؟ وهز رأسه نفيا وهمس بصوته العميق المجروح:
- هل اعددت مهمة صباح الغد؟
ووصله صوت رئيسه من بعيد :
ولكنك لا تستطيع ان تتابع غدا.. يجب ان تستريح .. -
ودون ان يفكر اجاب : بل استطيع ..
- الى متى تحسب انك تستطيع ان تواصل على هذه الصورة ؟
قال وهو يسند رأسه على كيس المتفجرات :
- الى ان نعود..

دمشق 24/6/1957













 
التوقيع - ابو احمد








  رد مع اقتباس
قديم منذ /09-26-2011   #2

محمود المشعان
المشرف العام

الصورة الرمزية محمود المشعان

محمود المشعان غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 610
 تاريخ التسجيل : Mar 2010
 المشاركات : 1,940
 النقاط : محمود المشعان is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 16

مزاجي:
افتراضي


الأخ أبو أحمد هل تذكر هذه القصة التي كنا ندرسها في المرحلة الإعدادية .. قصة غسان كنفاني(أرض البرتقال الحزين),وفيها يصور الغربة عن يافا.

القصة جميلة و ما زلت أذكر تفاصيلها..
أحببت أن أضيفها الى قصتك إذا لم يكن لديك مانع..



أر ض البرتقال الحزين




عندما خرجنا من يافا الى عكا لم يكن في ذلك اي مأساة .. كنا كمن يخرج كل عام ليمضي ايام العيد في مدينة غير مدينته ... ومرت ايامنا في عكا مرورا عاديا لا غرابة فيه ، بل ربما كنت لصغري وقتذاك استمتع بتلك الايام لانها حالت دوني ودون الذهاب للمدرسة ... مهما يكن ، ففي ليلة الهجوم الكبير على عكا بدأت تتوضح الصورة اكثر فأكثر .. ومضت تلك الليله قاسية مره بين وجوم الرجال ، وبين أدعية النسوة ... لقد كنا انا وأنت ومن في جيلنا ، صغارا على أن نفهم ماذا تعني الحكاية من أولها الى آخرها ... ولكن في تلك الليلة بدأت الخيوط تتوضح وفي الصباح ، ساعة انسحب اليهود متوعدين مزبدين ...كانت سيارة شحن كبيرة تقف في باب دارنا ... وكانت مجموعة بسيطة من أشياء النو تقذف اليها من هنا وهناك بحركات سريعة محمومة ... كنت أقف متكأ على بظهري على حائط البيت العتيقة عندما رأيت امك تصعد الى السيارة ، ثم خالتك ، ثم الصغار ، وأخذ أبوك يقذف بك وباخوتك الى السيارة ، وفوق الأمتعة ، ثم انتشلني من زاويتي ورفعني فوق رأسه الى القفص الحديدي في سقف غرفة السائق حيث وجدت أخي رياض جالسا بهدوء ..وقبل أن أثبت نفسي في وضع ملائم ، كانت السيارة قد تحركت .. وكانت عكا الحبيبة تختفي شيئا فشيئا في متعرجات الطرق الصاعدة الى رأس الناقورة ...
كان الجو غائما بعض الشيء ، واحساس بارد يفرض نفسه على جسدي ، وكان رياض جالسا بهدوء شديد ، رافعا ساقيه الى ما فوق حافة القفص ، ومتكئا بظهره على الامتعة محدقا في السماء ... وكنت أنا جالسا بصمت ، واضعا ذقني بين ركبيت طاويا فوقهما ذراعي .. وحقول البرتقال تتوالى على الطريق .. وشعور بالخوف يأكلنا جميعا ..والسيارة تصعد لاهثة الى فوق التراب الندي ..وطلقات بعيدة كأنها تحية الوداع ...



وعندما بدأت رأس الناقورة تلوح من بعيد ، غائمة في الأفق الأزرق وقفت السيارة .. ونزلت النسوة من بين الأمتعة وتوجهن الى فلاح كان يجلس القرفصاء واضعا سلة برتقال أمامة مباشرة ..وحملن البرتقال ..ووصلنا صوت بكائهن ... وبدا لي ساعتذاك ان البرتقال شيء حبيب ..وأن هذه الحبات الكبيرة النظيفة هي شيء عزيز علينا ..كانت النساء قد اشترين برتقالات حملنها معهن الى السيارة ، ونزل أبوك من جانب السائق ، ومد كفه فحمل برتقالة منها ..أخذ ينظر اليها بصمت ..ثم انفجر يبكي كطفل يائس ..
وفي رأس الناقورة .. وقفت سيارتنا بجانب سيارات كثيرة .. وبدأ الرجال يسلمون أسلحتهم الى رجال الشرطة الواقفين لهذا الغرض ..وعندما أتى دورنا ..ورأيت ابنادق والرشاشات ملقاة على الطاولة .. ورأيت الى صف السيارات الكبيرة يدخل لبنان طاويا معارج طرقاتها ممعنا في البعد عن أرض البرتقال ..أخذت أنا الآخر أبكي بنشيج حاد ، كانت أمك ما زالت تنظر الى البرتقالة بصمت ..وكانت تلتمع في عيني أبيك كل أشجار البرتقال التي تركها لليهود ..كل أشجار البرتقال النظيف التي اشتراها شجرة شجرة ، كلها كانت ترتسم في وجهه ..وترتسم لماعة في دموع لم يتمالكها أمام ضابط المخفر ... وعندما وصلنا صيدا في العصر ، صرنا لاجئين ...
احتوتنا الطريق فيمن احتوت ..كان أبوك قد كبر عن ذي قبل ، وبدا كأنه لم ينم منذ زمن طويل ..كان واقفا في الشارع امام الأمتعة الملقاة على الطريق ، وكنت أتخيل تماما انني سعيت اليه لاقول له شيئا ما فانه سينفجر في وجهي : يلعن أبوك .. يلعن ..كانت هاتين الشتيمتين تلوحان على وجهه بوضوح ، بل انني أنا ايضا ، الطفل الذي نشأ في مدرسة دينية متعصبة ، كنت ساعتذاك أشك في ان هذا الله يريد ان يُسعد البشر حقيقة ..وكنت أشك في أن هذا الله يسمع كل شيء.. ويرى كل شيء... ان الصور الملونة التي كانت توزع علينا في كنيسة المدرسة ، والتي كانتتمثل الرب يشفق على الاطفال ويبتسم في وجوههم ، بدت هذه الصورة كأنما هي الأخرى أكذوبة من أكاذيب الذين يفتحون مداس محافظة كي يقبضوا أقساطا أكثر .. لم أعد أشك في أن الله الذي عرفناه في فلسطين قد خرج منها هو الآخر، وانه لاجيء من حيث لا ادري غير قادر على حل مشاكل نفسه ، واننا نحن اللاجئين البشر ، القاعدين على الرصيف منتظرين قدرا جديدا يحمل حلاً ما .. مسؤولين عن ايجاد سقف نقضي الليل تحته : كان الألم قد بدأ يفتك بعقل الصغير الساذج ...
ان الليل شيء مخيف ..والعتمة التي كانت تهبط شيئا فشيئا فوق رؤوسنا ، كانت تلقي الرعب في قلبي .. مجرد أن افكر في أنني سأقضي الليل على الرصيف كان يستثير في نفسي شتى المخاوف .. ولكنه خوف قاس جاف .. لم يكن احد على استعداد لان يشفق علي ..لم أكن استطيع أن أجد بشرا التجي اليه ... وان نظرة والدك الصامتة تلقي رعبا جديدا في صدري .. والبرتقاله في يد أمك تبعث في رأسي النار ..والجميع صامتون ، يحدقون في الطريق الأسود ، طامعين ان يبدو القدر من وراء المنعطف يوزع علينا حلولا لمشاكلنا ، ونمضي معه الى سقف ما ... واتى القدر فجأة ..كان عمك قد وصل البلدة قبلنا ..وكان هو قدرنا .
لم يكن عمك يؤمن كثيرا بالاخلاق ، ولكنه عندما وجد نفسه على الرصيف ، مثلنا ، لم يعد يؤمن اطلاقا .. ويمم وجهه شطر بيت تسمنه عائلة يهودية ، وفتح بابه ، والقى بأمتعته فيه ، واشار بوجهه المكور قائلا بلسان فصيح : إذهبوا الى فلسطين .. من المؤكد أنهم لم يذهبوا لفلسطين ، ولكنهم خافوا من يأسه فذهبوا الى الغرفة المجاورة وتركوه ينعم بالسقف والبلاط ...
لقد قادنا عمك الى غرفتنا تلك .. وكدسنا فيها مع أمتعته واهله ، وفي الليل نمنا على الأرض فامتلأت بأجسادنا الصغيرة ، والتحفنا بمعاطف الرجال ، وعندما نهضنا في الصباح ، كان الرجال قد أمضوا ليلتهم جالسين على الكراسي .. وكانت المأساة قد بدأت تجد طريقا معبدا يقودها الى خلايا اجسادنا كلنا !!
لم نسكن في صيدا كثيرا .. فغرفة عمك تلك لم تكن تتسع لنصفنا ، ورغم ذلك فقد احتوتنا ثلاث ليال .. ثم طلبت امك من ابيك أن يبحث عن عمل ما ، او فلنرلاجع الى البرتقال .. ولكن أباك صاح في وجهها بصوت يرتجف بالنقمة .. فسكتت .. كانت مشاكلنا العائليه قد بدأت .. والعائلة السعيدة المتماسكة خلفناها مع الأرض والسكن والشهداء ...
لم أدر من اين أتى ابوك بالنقود .. انني اعرف انه قد باع الذهب الذي اشتراه لامك يوم كان يريدها ان تسعد وان تفخر بانها زوجه .. ولكن ذلك الذهب لم يأت بالشيء الكثير القادر على حل مشاكلنا ، فكان لا بد من مصدر آخر : هل استدان شيئا؟ هل باع شيئا آخر اخرجه معه دون أن نراه ؟ انني لا ادري ، ولكني أذكر اننا قد انتقلنا الى قرية في ضواحي صيدا .. وهناك ، قعد أبوك على الشرفة الصخرية العالية يبتسم لاول مره .. وينتظر يوم الخامس عشر من أيار كي يعود في اعقاب الجيوش الظافرة ..
واتى يوم 15 أيار بعد انتظار مر .. وفي الساعة الثانية عشرة تماما ، لكزني أبوك بقدمة وانا مستغرق في نومي قائلا بصوت يهدر بالأمل الباسل : قم ... فاشهد دخول الجيوش العربية الى فلسطين .. وقمت كالمسعور .. وانحدرنا عبر التلال حفاة في منتصف الليل الى الشارع الذي يبعد عن القرية كيلو مترا كاملا ..كنا صغارا وكبارا نلهث ونحن نركض كالمجانين .. وكانت أضواء السيارات تبدو من بعيد صاعدة الى رأس الناقورة ، وحين وصلنا الى الشارع احسسنا بالبرد ، ولكن صياح أبيك كان يملك علينا علينا وجودنا .. لقد أخذ يركض وراء السيارات كطفل صغير .. انه يهتف بهم ..إنه يصيح بصوت أبح .. إنه يلهث .. لكنه ما زال يركض وراء رتل السيارات كطفل صغير .. كنا نركض بجواره صائحين معه ، وكان الجنود الطيبون ينظرون الينا من تحت خوذهم بجمود وصمت .. كنا نلهث ، فيما كان أبوك يخرج من جيبه ، وهو يركض بأعوامه الخمسين ، لفافات التبغ يرميها للجنود ، كان لا يزال يهتف بهم . وكنا نحن لا زلنا نركض الى جواره كقطيع صغير من الماعز ...
وانتهت السيارات فجأة .. وعدناالى الدار منهوكين نلهث بصفير خافت .. كان أبوك صامتا لا يتكلم ، وكنا نحن أيضا لا نقوى على الكلام .. وعندما اضاءت وجه أبيك سيارة عابرة .. كانت دموعه تملأ وجنتيه ..
بعدها ، مضت الأمور ببطء شديد .. لقد خدعتنا البلاغات ثم خدعتنا الحقيقة بكل مرارتها .. واخذ الوجوم يعود الى الوجوه من جديد .. وبدأ والدك يجد صعوبة هائلة في التحدث عن فلسطين وفي التكلم عن الماضي السعيد في بياراته وفي بيوته ..
كنا نحن نشكل جدران المأساة الضخمة التي تملك حياته الجديدة ، وكنا نحن
أيضا اولئك الملاعين الذين يكتشفون بسهولة شديدة ، ان الصعود الى الجبل في الصباح الباكر بتاء على اوامر والدك معناه الهاءنا عن طلب الفطور ...
وبدأت الأمور تتعقد .. كان أبسط شيء قادراً بشكل عجيب على استثارة والدك .. انني أذكر تماما يوم طاله احدهم بشيء لا ادريه ولا اذكره .. لقد انتفض .. ثم بدأ يرتجف كمن مسه تيار صاعق ..ودارت عيونه تلتمع في وجوهنا .. كانت فكرة ملعونه قد أوجدت طريقها الى رأسه ، فانتفض واقفا كمن وجد نهاية ترضيه .. وفي غمرة من شعور الانسان بقدرته على انهاء مشاكله ، ومن شعوره بالرعب قبل اقدامه على أمر خطير أخذ يهذي .. واخذ يدور حول نفسه باحثا عن شيء لا نراه .. ثم انقض على صندوق كان قد خرج معنا من عكا واخذ ينثر ما فيه بحركات عصبية مخيفة .. وفي لحظه واحده ، كانت امك قد فهمت كل شيء .. وبدافع من ذلك الاضطراب الذي تقع فيه الام عندما يتعرض ابناؤها للخطر .. اخذت تدفعنا الى خارج الغرفة دفعا وتطلب منا ان نهرب الى الجبل .. ولكننا لم نبرح النافذه .. والصقنا آذاننا الصغيرة في خشبها نستمع برعب شديد الى صوت أبيك : ( أريد أن أقتلهم واريد ان أقتل نفسي ... اريد أن انتهي .. اريد أن ... )
وسكت أبوك .. وعندما عدنا ننظر الى الغرفة من شقوقالباب ، وجدناه ملقى في الأرض يلهث بصوت مسموع ويمضغ أسنانه وهو يبكي .. بينما قعدت أمك في ناحية تنظر اليه بجزع ...
لم نفهم شيئا كثيرا .. ولكنني أذكر أنني عندما رأيت المسدس الأسود ملقى على
الأرض بجانبه .. فهمت كل شيء .. وبدافع من ذلك الرعب القاتل الذي يصيب طفلاً شاهد غولاً على حين غرة .. أخذت أعدو في الجبل .. هاربا من الدار ..
وعندما كنت أبتعد عن الدار كنت أبتعد عن طفولتي في الوقت ذاته ، كنت أشعر أن حياتنا لم تعد شيئا لذيذا سهلا علينا ان نعيشه بهدوء .. ان الأمور قد وصلت الى حد لم تعد تجدي في حله الا رصاصة في رأس كل واحد منا .. يجب اذن أن نحرص في تصرفاتنا على ان نبدو بشكل لائق .. يجب الا نطلب الاكل ولو جعنا .. يجب أن نسكت عندما يتكلم الأب عن مشاكله ، ونهز رؤوسنا باسمين عندما يقول لنا ( اصعدوا الى الجبل ولا تعودوا الا في الظهر ... )
وفي المساء .. عندما خيم الظلام .. عدت الى الدار .. كان أبوك ما زال مريضا ، وأمك جالسه بجواره ، وكانت عيونكم جميعا تلتمع كأنها عيون القطط ، وكانت شفاهكم ملتصقة كأنها لم تتفتح أبدا .. كأنها أثر جرح قديم لم يلتئم كما يجب ..
كنتم مكومين هناك ، بعيدين عن طفولتكم كما كنتم بعيدين عن ارض البرتقال .. البرتقال الذي قال لنا فلاحٌ كان يزرعه ثم خرج انه يذبل اذا ما تغيرت اليد التي تتعهده بالماء ...
كان أبوك ما زال مريضا ملقىً في فراشه ، وكانت أمك تمضغ دموع مأساة لم تغادر عينيها حتى اليوم ..
لقد دخلت الغرفة متسللاً كأنني المنبوذ .. وحينما لامست نظراتي وجه أبيك يرتجف بغضب ذبيح .. رأست في الوقت ذاته المسدس الأسود على الطاولة الواطئة .. والى جوارة برتقالة
وكانت البرتقالة جافة يابسة ...











 
التوقيع - محمود المشعان

أمنيتي أن أمزج ألوان العالم وأصبغ بها رؤيتي

  رد مع اقتباس
قديم منذ /09-26-2011   #3

زهرة قاسيون
التميز الذهبي

الصورة الرمزية زهرة قاسيون

زهرة قاسيون غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 592
 تاريخ التسجيل : Mar 2010
 الجنس : ~ MALE/FE-MALE ~
 المكان : قاسيون دمشق
 المشاركات : 4,067
 النقاط : زهرة قاسيون is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 19

مزاجي:
افتراضي

هل جربتم قراءة غسان كنفاني في ليلة شتوية باردة بجانب مدفأة..وكوب شاي ساخن!!!

غسان كنفاني..محيط هادئ في عالم الأدب...

أبو أحمد استمتعنا كثيراً...جزاك الله كل الخير..

أبو عمر..سلمت أناملك القصة شديدة الجمال..

وهناك قصة أحبها أيضاً لكنفاني سأنشرها هنا عندما أجدها..












 
التوقيع - زهرة قاسيون



وما أملي إلا بالله..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مـزقي يا دمشـق خـارطـة الـذل..

  رد مع اقتباس
قديم منذ /09-27-2011   #4

ابو احمد

ابو احمد غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 74
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 الجنس : ~ MALE/FE-MALE ~
 المشاركات : 3,554
 النقاط : ابو احمد is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 10

افتراضي

شكراً أبو عمر الحبيب على مرورك الرائع

وشكراً لأنك ذكرتنا بالقصة الرائعة : أرض البرتقال الحزين

وعلى إضافتها للمنتدى












 
التوقيع - ابو احمد








  رد مع اقتباس
قديم منذ /09-27-2011   #5

ابو احمد

ابو احمد غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 74
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 الجنس : ~ MALE/FE-MALE ~
 المشاركات : 3,554
 النقاط : ابو احمد is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 10

افتراضي

زهرة موحسن

ذكرتينا بأجواء غابت عنا منذ زمن

( الشتا... والصوبا ... ) كما يقال

شكراً لمرورك الكريم












 
التوقيع - ابو احمد








  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-02-2011   #6

أيهم المحمد
التميز الذهبي

الصورة الرمزية أيهم المحمد

أيهم المحمد غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 67
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 الجنس : ~ MALE/FE-MALE ~
 المكان : دير الزور - موحسن
 المشاركات : 3,926
 النقاط : أيهم المحمد is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 19

مزاجي:
افتراضي

فقط أريد لمن يقرأ هذه الكلمات ، أن يسأل نفسه
هل من المعقول التفكير بفلسطين باقل من النهر للبحر
؟؟؟
!


في تلك الليلة .. شنق اليهود زوجه على الشجرة العجوز بين الساحة والجبل أنه يراها مدلاة عارية تماماً ... كان شعرها محلوقا و مربوطا الى عنقها وينزف من فمها دم اسود لماع .. لقد شدوا خصرها النحيل شدامجنونا، لم يكن في وجهها كله، ما يشير الى انها كانت، قبل هنهية، تملأ الساح رصاصا ونارا ودما، في ذلك الوقت، كان هو مربوطا الى شجرة المقابلة يشهد كل ما فعلوه عاجزا، لقد شدوه الى الشجرة بحبال الحراثة بعد ان سلخوا ظهره بالكرابيج الجلدية طوال بعد الظهر، وتركوه يشهد كل شيء، تكروه يحدق ويصيح كالمنجون .. لقد حشوا فمها بالتراب عندما قالت له مع السلامة ) وماتت. وتركوه يمضي كي يموت بالصحراء مع ذكرياته..

إي و الله إلى أن نعود


شكراً يا أبو أحمد
مشاركة غاية في العمق


....................











 
التوقيع - أيهم المحمد

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[frame="7 80"]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [/frame]

  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-15-2011   #7

زهرة قاسيون
التميز الذهبي

الصورة الرمزية زهرة قاسيون

زهرة قاسيون غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 592
 تاريخ التسجيل : Mar 2010
 الجنس : ~ MALE/FE-MALE ~
 المكان : قاسيون دمشق
 المشاركات : 4,067
 النقاط : زهرة قاسيون is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 19

مزاجي:
افتراضي

وأنا أخرج من غرفة أمك عرفت أيضاً معنى الهمّ.. ذلك العبء الذي يثقل أكتاف الرجال لأنه ينبع من الداخل، عميقاً من الداخل، والذي يعطي الحياة ذلك الحافز النبيل الذي يفتقر إليه رجل لا يعرف معنى العبء الذي ينبع من الداخل..
___________________________
مقتبس من مقالة عثر عليها بين يوميات كنفاني تتحدث عن يوم ولادة ابنه فائز..












 
التوقيع - زهرة قاسيون



وما أملي إلا بالله..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مـزقي يا دمشـق خـارطـة الـذل..

  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-15-2011   #8

زهرة قاسيون
التميز الذهبي

الصورة الرمزية زهرة قاسيون

زهرة قاسيون غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 592
 تاريخ التسجيل : Mar 2010
 الجنس : ~ MALE/FE-MALE ~
 المكان : قاسيون دمشق
 المشاركات : 4,067
 النقاط : زهرة قاسيون is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 19

مزاجي:
افتراضي

شرط يشرط فهي شروط!
.....
طارت 700 قاذفة أمريكية “لتأديب” فيتنام الشمالية فتصدت لها 6 طائرات كركوعات من مخلفات الحرب الكورية، على طريقة العصابات في الأرض، وهات يا طاخ طاخ، فسقط ما فيه النصيب.
وأرسلت واشنطن احتجاجًا: فيتنام لا تريد ان “تتأدب” يا أمم يا متحدة فما العمل؟ وأجابت فرنسا، بصفتها المجربة: “فتشوا عن موقع استراتيجي يكون اسمه ديان بيان فو وتمترسوا فيه فتلك الطريقة الوحيدة المجدية لإنهاء القتا...ل في الهند الصينية..”!
ومن هنا جاءت دعوة جونسون إلى مفاوضات بلا شروط، هو أن يكفّ رجال الفيتكونغ عن “تشريط” وجه العم سام، ولذلك فإن من حق هذا العجوز أن يطالب بمفاوضات بلا شروط، فكيف يعقل أن يجلس إلى مائدة المفاوضات بوجه “مشرّط”؟
.......
(14.4.1965)
من مقالات غسان كنفاني الساخرة التي نشرها في ي جريدة "المحرر" خلال العام 1965 بإسمه المستعار "أ.ف" (أبو فايز)..












 
التوقيع - زهرة قاسيون



وما أملي إلا بالله..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مـزقي يا دمشـق خـارطـة الـذل..

  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-15-2011   #9

زهرة قاسيون
التميز الذهبي

الصورة الرمزية زهرة قاسيون

زهرة قاسيون غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 592
 تاريخ التسجيل : Mar 2010
 الجنس : ~ MALE/FE-MALE ~
 المكان : قاسيون دمشق
 المشاركات : 4,067
 النقاط : زهرة قاسيون is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 19

مزاجي:
افتراضي

ليس المهم أن يموت الانسان، أن يحقق فكرته النبيلة .. بل المهم أن يجد لنفسه فكرة نبيلة قبل أن يموت..


غسان كنفاني












 
التوقيع - زهرة قاسيون



وما أملي إلا بالله..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مـزقي يا دمشـق خـارطـة الـذل..

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:25 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
+:: تصميم وتطوير فريق الزيني 2009 : حمزة الزيني ::+