عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-22-2011   #33

القيصر
التميز الحقيقي

الصورة الرمزية القيصر

القيصر غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 644
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 المشاركات : 1,245
 النقاط : القيصر is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 16

مزاجي:
افتراضي

الفصل التاسع
1
ذهبت لأرى ميجان قبل مغادرة المنزل . كانت في الحديقة وبدت وكأنها عادت إلى حالتها الطبيعية تقريباً , حيتني مبتهجة .
اقترحت عليها العودة إلينا مرة أخرى لفترة , ولكن بعد التردد هزت رأسها : " هذا لطف منك ـ ولكني أعتقد أنني سأبقى هنا . فهو على أية حال ـ حسناً , يفترض أنه بيتي . وأزعم أنني أستطيع مساعدة الطفلين . "
قلت : " حسناً , كما تشائين . "
" إذن أعتقد أنني سأبقى . هل أستطيع ـ هل أستطيع ؟ "
قلت لكي أحثها على الكلام : " نعم . "
" إذا ـ إذا حدث أي شيء رهيب , أستطيع الاتصال بك لتأتي إلي , أليس كذلك ؟ "
تأثرت لكلامها , فقلت : " بالطبع , ولكن ما هو الشيء الرهيب الذي تعتقدين أنه قد يحدث ؟ "
" أوه , لا أعرف . "
بدت غامضة بعض الشيء وهي تقول : " أوه , لا أعرف . أشياء مثل ما يحدث الآن . "
قلت , بالله ليك , لا تكوني متشائمة إلى هذه الدرجة , فلن يكون هناك المزيد من الجثث ! فهذا ليس جيداً لكي . "
ابتسمت لي ابتسامة خاطفة , قائلة : " كلا , إنه ليس جيداً بالمرة . قد جعلني أشعر بالغثيان . "
لم ترق لي فكرة تركها هناك , ولكنه على أية حال , كما قالت و بيتها . وتخيلت أن إلسي هولاند ستشعر بمزيد من المسؤولية تجاهها .
ذهبت أنا وناش إلى ليتل فيرز . وبينما كنت أقص باختصار أحداث هذا الصباح على جوانا , كان ناش يتحدث مع بارتريدج ليسألها عما إذا كانت آجنس قد قالت لها شيئاً محدداً عندما اتصلت بها . ثم عاد إلينا موهو يبدو محبطاً .
" لم تفدنا كثيراً , فطبقاً لهذه المرأة , فإن الفتاة لم تقل شيئاً سوى أنها قلقة بخصوص أمر ما ولا تعرف ماذا تفعل وأنها تود طلب النصيحة من لسيدة بارتريدج . "
سألته جوانا : " هل ذكرت بارتريدج هذا لأي أحد ؟ "
أومأ ناش متجهماً .
" نعم , فقد أخبرت السيدة موري ـ خادمتكم التي تأتي في الصباح ـ بأن هناك بعض الفتيات اللاتي يرغبن في طلب النصح ممن هن أكبر منهن سناً ولا يعتقدن أن بمقدورهن البت في أي شيء بمفردهن ! وربما لم تكن آجنس فتاة ذكية , ولكنها كانت فتاة مهذبة وعلى خلق . "
تمتمت جوانا : " إن بارتريدج تمدح نفسها في الحقيقة . وهل يمكن أن تكون الآنسة إموري قد أضشاعت الخبر في البلدة ؟ "
" هذا صحيح ! يا آنسة بيرتون . "
قلت : " هناك شيء يصيبني بالدهشة , لماذا كنت أنا وأختى من ضمن متلقي الرسائل المجهولة ؟ فنحن غربء هنا ـ ولا يكن أحد لنا ضغينة ؟ "
" إنك لا تستطيع فهم عقليات أصحاب الأقلام المسمومة ـ إنهم يصوبون سهامهم إلى الجميع . ويمكنك القول إنهم يكنّون الضغينة للإنسانية كلها . "
قالت جوانا متفكرة : " أعتقد أن هذا هو ما قصدته السيدة كالثروب . "
نظر إليها ناش نظرة متسائلة , ولكنها لم توضح له , فقال : " لا أعرف ما إذا كنت قد نظرت بتأن إلى مظروف الرسالة التي تلقيتها يا آنسة بيرتون ولو أنك فعلت لربما لاحظت أنها كانت سترسل إلى الآنسة بارتون ثم تم تحويل حرف الألف إلى ياء . "
لو تم ملاحظة ذلك , لكان يمكن أن يكشف لنا جزءاً من الغموض الذي يكتنف الأمر , ولكن أحداً منا لم يعرها اهتماماً .
غادر ناش , وبقيت أنا وجوانا . قالت : " إنك لا تعتقد أن الرسالة كان مقصوداً بها إيميلي حقاً , أليس كذلك ؟ "
أوضحت لها قائلاً : " لو كانت إيميلي هي المقصودة ما كانت الرسالة لتبدأ بعبارة : (( أيتها الساقطة المتبرجة . )) " فوافقتني جوانا .
ثم قلت إنه ينبغي علي الذهاب إلى وسط البلدة .
" يجب أن تسمعي ما يقوله الجميع , لكن لدهشتي رفضت وقالت إنها ستتسكع في الحديقة .
توقفت عند الباب وأخفضت صوتي , قائلاً : " أعتد أنها بارتريدج . "
" بارتريدج ! "
جعلتني الدهشة التي غلفت صوت جوانا أشعر بالخجل من فكرتي هذه , فقلت معتذراً : " كنت فقط أتساءل . فهي غريبة الأطوار إلى حد ما ـ فهي عانس متجهمة ـ ذلك النوع من النساء اللاتي يمكن أن يكن متعصبات دينياً . "
" ولكن موضوعنا هذا لا علاقة له بالتعصب الديني ـ أو أن هذا ما قاله جريفيز على حد قولك . "
" حسناً , فهو الهوس الجنسي إذن . إنهما مرتبطان ببعضهما على ما أعتقد . فهي تشعر بالكبت وتحظى بالاحترام وقد عاشت حبيسة البيت هنا لسنوات مع سيدات عجائز . "
" ما الذي دفع الفكرة إلى ذهنك ؟ "
قلت ببطء : " حسناً , إننا لم نسمع إلا روايتها هي بخصوص ما قالته الفتاة , ربما طلبت آجنس من بارتريدج أن تخبرها عن سبب مجيئها وتركها رسالة في ذلك اليوم ـ ثم قالت بارتريدج أنها ستأتي بعد الظهر وتشرح لها الأمر . "
" ثم موهت على الأمر بأن جاءت إلينا وسألتنا ما إذا كان من الممكن أن تأتي الفتاة إلى هنا . "
" نعم . "
" لكن بارتريدج لم تخرج عصر ذلك اليوم . "
" وما أدراك ؟ تذكري أننا كنا بالخارج . "
" نعم , هذا صحيح . أعتقد أن ذلك ممكن . " ثم قلبت جوانا الأمر في رأسها وقالت : " ولكني لا أعتقد ذلك فأنا لا أعتقد أن عقلية بارتريدج تستطيع حبك كل هذه الخدع للتمويه على أمر الرسائل المجهولة ؛ أي أن تزيل بصمات الأصابع وما إلى ذلك . فالأمر لا يحتاج إلى الدهاء فقط , بل والمعرفة أيضاً . وأنا لا أعتقد أنها تمتلك هذه القدرات . أظن أن ـ " ترددت جوانا , ثم قالت ببطء : " هم متأكدون أنها امرأة , أليس كذلك ؟ "
صحت غير مصدق : " أتظنين أنه رجل ؟ "
" كلا ليس رجلاً عادياً ـ ولكنه نوع معين من الرجال . إنني أفكر حقاً في السيد باي . "
" إذن قد وقع اختيارك على باي ؟ "
" ألا تشعر أنت نفسك أنه محل للشبهة ؟ فهو يعيش وحده ـ وغير سعيد ـ ومكروه من الآخرين . فالجميع يسخرون منه كما ترى . ألا ترى أنه يحقد على كل الناس الغير طبيعيين السعداء ويستمتع بشكل غريب بما يفعله ؟ "
" ولكن جريفز قال إنها امرأة عانس في أواسط العمر . "
قالت جوانا : " والسيد باي عانس في أواسط العمر . "
قلت ببطء : " مختلف عمن حوله . "
" وهو هكذا بالفعل . إنه غني , ولكن المال ليس كل شيء . وأعتقد أنه ليس متزناً . إنه رجل قصير ومخيف . "
" تذكري أنه هو نفسه تلقى رسالة . "
" لسنا متأكدين من ذلك , كل ما لدينا مجرد اعتقادات . وعلى كل ربما ادعى ذلك لحبك تمثيليته . "
" أتعتقدين أنه يخدعنا ؟ "
" نعم , ولديه من الذكاء ما يكفي للتفكير في ذلك ـ ةعدم المبالغة في أداء دوره . "
" لابد وأنه ممثل قدير . "
" بالفعل يا جيري , إن من يفعل ذلك لابد وأن يكون ممثلاً قديراً . فهذا أحد جوانب المتعة والسعادة بالنسبة له . "
" بالله عليك يا جوانا لا تتحدثي بذلك اليقين ! فأنت تجعليني أشعر بأنك ـ بأنك تفهمين عقلية هذه الرسائل . "
" أعتقد أنني أفهمها . أقصد أنني أستطيع تصور الحالة المزاجية والنفسية لكاتبها . فلو لم أكن جوانا بيرتون ولو لم أكن شابة وجذابة إلى حد معقول وقادرة على الاستمتاع بوقتي , ولو كنت ـ كيف أقولها ؟ ـ خلف القبضان وأشاهد الآخرين وهم يستمتعون بحياتهم , فهل كان الشر الأسود يتملك مني , ويجعلني أريد إذاء الآخرين وتعذيبهم ـ بل وتحطيمهم ؟ "
أمسكتها من كتفها وهززتها , قائلاً : " جوانا ! " فتنهدت وارتغشت ثم ابتسمت لي قائلة : " لقد أخفتك يا جيري , أليس كذلك ؟ ولكن يراودني شعور بأن هذه هي الطريقة الصحيحة لحل هذا اللغز . حيث تتقمص دور الشخص المعني كي تعرف أحاسيسه ومشاعره وما الذي يجعله يتصرف على هذا النحو , وعندئذٍ ـ وعندئذٍ ربما تعرف تصرفه التالي . "
قلت : " أوه , اللعنة ! وأنا الذي جئت إلى هنا لكي أقلد مملكة الخضراوات وأهتم بالفضائح المحلية التافهة . فضائح محلية تافهة ! قذف , بذاءات , كلام فاحش وجرائم قتل ! "












 
التوقيع - القيصر

http://up.arab-x.com/Oct11/4rc41652.gif

  رد مع اقتباس