عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-22-2011   #32

القيصر
التميز الحقيقي

الصورة الرمزية القيصر

القيصر غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 644
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 المشاركات : 1,245
 النقاط : القيصر is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 16

مزاجي:
افتراضي

3
قال ناش عندئذ أنه سوف يستجوب روز مرة أخرى . فسألته ما إذا كان من الممكن أن آتي معه إن لم يكن في الأمر إحراج له . ولدهشتي رحب بعرضي .
" إنني مسرور جدتً بتعاونك يا سيد بيرتون . "
قلت : " يبدو هذا مثيراً للشك , ففي القصص البوليسية عندما يرحب المحقق بمساعدة شخص ما , فعادة ما يكون هذا الشخص هو الجاني "
ضحك ناش وقال : " من المستبعد أن تكون من تلك النوعية التي تجلس وتكتب الرسائل المجهولة , يا سيد بيرتون . "
ثم أضاف : " بصراحة , يمكن أن تفيدنا كثيراً . "
" يسرني ذلك , ولكنني لا أعرف كيف يمكن أن أكون مصدر عون ؟ "
" هذا لأنك غريب هنا , وليس لديك أفكار مسبقة عن الأهالي هنا , ولكنك في الوقت ذاته لديك الفرصة لمعرفة الأمور بالأسلوب الذي أطلق عليه الذكاء الاجتماعي . "
تمتمت قائلاً : " الجاني شخص له مكانة اجتماعية . "
" تماماً . "
" أيعني ذلك أن أكون جاسوساً لكم ؟ "
" ألديك اعتراض ؟ "
فكرت في الأم , ثم قلت : " كلا , بصراحة ليس لدي اعتراض . فإذا كانت هناك امرأة مختلة تقود سيدة مسالمة إلى الانتحار وتقتل خادمة صغيرة بدم بارد , فليس لدي اعتراض على عمل شيء قذر كالتجسس بهدف القبض على تلك المختلة . "
" ها لطف منك , سيدي . واسمح لي بأن أقول لك أن المرأة التي نطاردها خطيرة , فهي كأشد العابين فتكاً . "
ارتعدت ثم قلت : " في الحقيقة , علينا أن نسرع . "
" هذا صحيح , لا تظن أن الشرطة متكاسلة , فنحن نعمل على عدة خطوط . "
قالها بتجهم .
كنت أتخيل شبكة عنكبوتية واسعة تهدف إلى اصطياد الجاني ...
أوضح لي نا أنه يريد سماع قصة روز مرة أخرى لأنها أخبرته بروايتين مختلفتين , وكلما زاد عدد رواياتها , زادت احتمالات تجميع نقاط الحقيقة معاً .
وجدنا روز تغسل صحون الإفطار , ثم توقفت فجأة وأدارت عينيها ووضعت يدها على قلبها وهي تقص علينا مرة أخرى كيف اطلعت على هذا الأمر الرهيب هذا الصباح .
كان ناش صبوراً معها ولكن حازماً , وأخبرني بأنه كان يحاول تهدئتها في المرة الأولى , وكان حاسماً في المرة الثانية . أما الآن , فهو يعاملها بمزيج من الأسلوبين .
أخذت روز تقص تفاصيل الأسبوع الماصي بسعادة , وروت كيف أن آجنس كانت في غاية الخوف , ثم ارتعدت عندما حثتها روز على قول ما الذي كان يخيفها , وقالت : " لا تسأليني . " فلو أخبرتني لكنت أنا أيضاً ميتة الآن " كان هذا هو كل ما قالته روز , منهية حديثها وهي تقلب النظر إلينا بسعادة .
" ألم تلمح آجنس بما كان يخيفها ؟ "
" كلا , فيما عدا أنها كانت خائفة . "
تنهد المفتش ناش وابتعد عن هذا الموضوع , وأخذ يسأل روز عن أنشطتها في اليوم السابق .
روت روز ذلك بصراحة , حيث قالت أنه استقلت حافلة الثانية والنصف وقضت فترة العصر والمساء مع أسرتها , ثم عادت في الثامنة والنصف من نيذر ميكفورد . وقد تعقدت روايتها بفعل ما قالته عن الاحساس الغريب الذي راودها بأن ثمة شراً يحدث عصر الأمس وكيف علقت أختها على ذلك وكيف أنها لم تستطع لمس قطعة واحدة من كعكة البذور .
تركنا المطبخ بحثاً عن إلسي هولاند , التي كانت تصحح دروس الطفلين , وكعادتها كانت إلسي هولاند متعاونة . رفعت رأسها وقالت : " والآن يا كولين أنت وبراين سوف تحلان هذه المسائل الثلاث إلى أن أعود . "
ثم قادتنا إلى حجرتها . " أليس ذلك أفضل ؟ فأنا أعتقد أنه من الأفضل ألا نتحدث أمام الطفلين . "
" شكراً لك يا آنسة هولاند . فقط أخبريني مرة أخرى ؛ هل أنت متأكدة من أن آجنس لم تخبرك بقلقها بخصوص أي شيء , أقصد منذ وفاة السيدة سيمنجتون ؟ "
" كلا , لم تقل أي شيء . لقد كانت فتاة هادئة جداً , كما تعرف , ولم تكن تتحدث كثيراً . "
" على عس الخادمة الأخرى إذا ؟ "
" نعم , فروز تتحدث كثيراً . وعلي أن أخبرها بأن تكف عن وقاحتها تلك بعض الأحيان .
" والآن , هلا أخبرتني بما حدث بالضبط عصر أمس ؟؟ كل شئ تتذكرينه ."
" حسنا , لقد تناولنا غداءنا كالعاده ، بعدها بساعه خرجنا لنزهه , فأنا لا أدع الطفلان يملان أبداً . دعني أتذكر . لقد عاد السيد سيمنجتون الى مكتبه أو ساعدت آجنس في إعداد المائده ـ بينما كان الطفلان يلعبان في الحديقة ريثما أتجهز للخروج معهما . "
" أين ذهبتم ؟ "
" إلى كومبي آكر , فقد أراد الطقلان صيد الأسماك , ولكني نسيت الطعم لذا عدت إحضاره . "
" متى كان ذلك ؟ "
" دعني أتذر , لقد خرجنا حوالي لساعة الثالة إلا الثلث ـ أو بعدها بقليل , وكام من المقرر أن تأتي ميجان معنا ولكنها غيرت رأيها , وقررت أن تخرج للتنزه على دراجتها , فهي تعشق ركوب الدراجات . "
" أقصد متى عدت لإحضار الطعم ؟ هل دخلت المنزل ؟ "
" لا , لقد تركتها في السقيفة خلف المنزل . ولا أعرف بالضبط كم كان الوقت حينئذ ـ حوالي الثالثة إلا عشر دقائق تقريباً . "
" هل رأيت ميجان أو آجنس ؟ "
" أعتقد أن ميجان كانت قد غادرت . أما آجنس فلم أراها . لم أر أي أحد . "
" وبعدها ذهبتم للصيد ؟ "
" نعم لقد ذهبنا للجدول . ولم نصطد شيئاً , فنحن لا نصطاد شيئاً تقريباً , ولكن الطفلين يستمتعان بذلك . وقد بلل براين ملابسه . كان يجب أن أغير ملابسه عندما عدنا . "
" هل تقومين بإعداد الشاي كل يوم أربعاء من كل أسبوع ؟ "
" نعم , فالشاي يكون معداً في غرفة الاستقبال من أجل السيد سيمنجتون . إنني أعد الشاي فقط عندما يحضر إلى المنزل . أما أنا والطفلان فنتناوله في حجرة الدراسة . فلدي أدوات الشاي والأدوات الأخرى في الخزانة الموجودة أعلى هناك . "
" ومتى عدت ؟ "
" في حوالي الخامسة إلا عشر دقائق . أخذت الطفلين إلى الطابق العلوي وبدأت فس إعداد الشاي . ثم عندما عاد السيد سيمنجتون ونزلت لأقدم له الشاي , ولكنه قال إنه سيتناوله معنا في غرفة الدراسة . وقد فرح الطفلان لذلك , ولعبنا معاً , يبدو لي الأمر فضيعاً الآن عندما أفكر فيه ـ حيث كانت تلك الفتاة المسكينة مقتولة في الخزانة في ذلك الحين . "
" هل يذهب أحد إلى تلك الخزانة في العادة ؟ "
" أوه كلا , إنها لا تستخدم إلا لحفظ الأشياء البالية , أما القبعات والمعاطف فنعلقها في الحجرة الصغيرة الواقعة على يمين الباب الأمامي عند الدخول . ولم يذهب أحد إلى الخزانة الأخرى منذ شهور . "
" حسناً , ولكن ألم تلاحظي شيئاً غريباً عندما عدتِ ؟ "
اتسعت عيناها الزرقاوان , قائلة : " أوه , كلاأيها المفتش لم ألحظ أي شيء على الإطلاق . كان كل شيء كالمعتاد , وهذا هو الرهيب في الأمر . "
" وفي الأسبوع السابق ؟ "
" أتقصد اليوم الذي انتحرت فيه السيدة سيمنتون ؟ "
" نعم . "
" أوه , كان ذلك فظيعاً , فظيعاً . "
" نعم , نعم , أعرف , هل كنت في الخارج أيضاً عصر ذلك اليوم ؟ "
" أوه نعم , فدائماً ما أخرج وآخذ الطفلين بعد الظهر ـ إذا كان الطقس مناسباً . حيث أعطيهما الدروس في الصباح . وفي ذلك اليوم ـ على ما أذكر ـ ذهبنا إلى ناحية المستنقعات ـ ومشينا كثيراً , حتى أنني كنت أخشى أننا تأخرنا في العودة لأنني عندما دخلت من الباب رأيت السيد سيمنجتون عائداً من مكتبه ولم أكن حتى وضعت إناء الشاي على النار , ولكنها كانت الساعة الخامسة إلا عشر دقائق . "
" ألم تذهبي للسيدة سيمنجتون في غرفتها ؟ "
" أوه , كلا , فأنا لم أفعل ذلك أبداً , فهي دائماً ما تأخذ قسطاً من الراحة بعد الغداء بسبب النوبات العصبيى التي تعاني منها ـ وعادة ما كانت تداهمها بعد تناول الوجبات . وقد أعطاها الدكتور جريفيث بعض المهدئات , واعتادت الاستلقاء على الفراش ومحاولة النوم . "
قال ناش بصوت خفيض : " إذن ألا يأخذ لها أحد البريد ؟ "
" بريد العصر ؟ كلا , إنني أنظر داخل صندوق البريد وأضع الرسائل على المائدة في الردهة عندما أدخل . ولكن غالباً ما تأخذها السيدة سيمنجتون بنفسها . فهي لم تكن تنام طوال فترة العصر , بل عادة ما كانت تستيقظ قبيل الساعة الرابعة . "
" ألم تعتقدي أن شيئاً مريباً حدث لأنها لم تستيقظ عصر ذلك اليوم ؟ "
" أوه كلا , إنني لم أتصور حدوث شيء كهذا . لقد كان السيد سيمنجتون يعلق معطفه في الردهة , وقلت له : " الشاي ليس جاهزاً بعد , ولكنني على وشك الانتهاء من إعداده . "
فأومأ برأسه ونادى على السيدة سيمنجتون و قائلاً : " مونا , مونا ! " ـ وعندما لم ترد عليه صعد إلى الطابق العلوي متوجهاً نحو غرفة نومها , ولابد أنها كانت أفضع صدمة تعرض لها . وقد نادى علي , وعندما جئته , قال لي : " أبق الأولاد بعيداً . " ثم اتصل بالدكتور جريفيث ونسينا أمر إناء الشاي حتى احترق الجزء السفلي بالكامل ! آه يا عزيزتي ! لقد كان أمراً رهيباً , فقد كانت السيدة سيمنجتون سعيدة ومبتهجة على الغداء . "
قال ناش بسرعة : " ما رأيك في تلك الرسالة التي تلقيتها يا آنسة هولاند ؟ "
قالت إلسي هولاند بشيء من الغضب : " أوه , أعتقد أنها عمل شرير ـ شرير ! "
" نعم , نعم , لم أقصد ذلك . هل كنت تعتقدين أنها حقيقة ؟ "
قالت إلسي هولاند بحزم : " كلا , في الحقيقة لا أعتقد ذلك , لقد كانت السيدة سيمنجتون شديدة الحساسية في الحقيقة . كانت تضطر إلى أخذ جميع المهدئات العصبية المتوافرة , كما كانت محافظة للغاية , وأي عمل حقير كهذا من شأنه أن يسبب لها صدمة . "
صمت ناش للحظة , ثم سألها : " ألم تتلقي أياً من هذه الرسائل يا آنسة هولاند ؟ "
" كلا , كلا , لا أتلق أياً منها . "
" هل أنت على ثقة من ذلك ؟ من فضلك " ـ ثم رفع يده ـ " لا تتسرعي الإجابة , أعرف أنها أشياء بغيضة , ولا يحب الناس أحياناً الاعتراف باستلام واحدة منها . ولكن من المهم جداً في هذه القضية أن نعرف الحقيقة , ونحن نعلم تماماً أن كل ما يَرِد بها محض أكاذيب , لذا لا داعي للشعور بالحرج . "
" لكني لم أتلق سشيئاً فعلاً أيها المفتش ؟ لم أتلق شيئاً من هذا القبيل على الإطلاق . "
كانت ساخطة وأوشكت على البكاء , وبدا إنكارها صادقاً . "
عندما عادت إلى الطفلين , وقف ناش ونظر من النافذة . قال : " حسناً ’ إنها تدعي أنها لم تتلق أياً من هذه الرسائل , ويبدو أنها صادقة فيما تقول . "
" بالقطع , أنا على ثقة من ذلك . "
همهم ناش , ثم قال : " ما أريد معرفته إذن هو لماذا لم يقع عليها اختيار تلك الشيطانة كاتبة الرسائل المجهولة ؟ "
واصل كلامه دونما صبر , بينما كنت أحدق إليه .
" " إنها جميلة , أليس كذلك ؟ "
" أكثر من مجرد جميلة . "
" بالضبط , وهي حسنة المظهر بشكل غير عادي , وفي سن الشباب في الحقيقة إنها مطمع لأي كاتب رسائل مجهولة . إذن لماذا استثنيت ؟ "
هززت رأسي .
" إنها مسألة مثيرة , ويجب أن أذككر لجريفيث هذلك , فقد طلب مني أن أخبره عن أي شخص لم يتلق رسائل مجهولة . "
قلت : " إنها المرأة الثانية , تذكر أن هناك إيميلي بارتون أيضاً . "
ضحك ناش ضحكة باهتة .
" لا تصدق كل ما يقال يا سيد بيرتون , فقد تلقت السيدة بارتون واحدة بالفعل ـ بل أكثر من واحدة . "
" كيف عرفت ؟ "
" تلك المخلصة سليطة اللسان التي تعيش معها خادمتها أو طاهيتها السابقة فلورنسا إلفرود . لقد كانت ساخطة جداً بسبب تلك الرسالة , وكانت تود أن تقطع صاحبتها إرباً . "
" لكن لماذا قالت إيميلي بارتون إنها لم تتلق أي رسالة من هذا النوع ؟ "
" إنها الرقة ؛ فلغة هذه الرسائل ليست لطيفة . والسيدة بارتون الصغيرة قضت حياتها وهي تتجنب كل ما هو بذيء وغير مهذب . "
" وماذا قالت الرسالة ؟ "
" الكلام المعتاد , وإن كان يبعث على الضحك في حالتها . وقد لمحت الرسالة إلى أنها وضعت السم لأمها العجوز ومعظم شقيقاتها . "
قلت غير مصدق : " أتقصد أن هذه المرأة المجنونة الخطرة ستظل طليقة ولن نستطيع التعرف عليها وإيقافها عند حدها ؟ "
قال ناش بصوت كئيب : " حسناً , سوف نكشفها , فسوف تكتب الكثير من الرسائل الأخرى ."
" ولكنها لن تكتب المزيد من الرسائل , على الأقل الآن . "
نظر إلي قائلاً : " بلى , ستفعل . فهي لا تستطيع التوقف الآن , فهذا نوع من الأمراض المستعصية . والرسائل ستستمر , لا شك في ذلك . "

يتبع ...












 
التوقيع - القيصر

http://up.arab-x.com/Oct11/4rc41652.gif

  رد مع اقتباس