عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /05-23-2010   #2

بشار الدرويش
أبو آدم

الصورة الرمزية بشار الدرويش

بشار الدرويش غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 الجنس : ~ MALE/FE-MALE ~
 المكان : جمهورية فيتنام الشقيقة !!
 المشاركات : 13,244
 النقاط : بشار الدرويش is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 10

مزاجي:
افتراضي

السيدة الفاضلة منى
أنا أرى بأنه بدأ تراجعنا الفكري والثقافي والحضاري قبل 800 سنة تقريبا، حينما أحُرقت كتب ابن رشد وانتصر الفكر التكفيري انتصارا ساحقا على فكر الفيلسوف العظيم فيلسوف قرطبة ذلك الفيلسوف المستنير الذي اعتمد على العقل منهاجا وعلى الحرية طريقا، محاربا من خلالهما تخلف الفكر وظلام الاستبداد.
وبينما ساهم فكر ابن رشد في إحياء دور العقل في أوروبا كان العقل في المشرق قد مات بموته
أن فكر أبن رشد مهد لعصر النهضة في أوروبا واستفاد منه الغرب أيّما استفادة وبينما نحن قابعون في مكاننا لانتحرك .
على الرغم من أن كثير من الفقهاء كفروا من يتعامل مع الفلسفة والأخذ بها،إلا أن ابن رشد نجح في فلسفته في التوفيق بين الدين والفلسفة ودحض الادعاء بأن الفلسفة تتناقض مع الدين،
وأنكر المقولة الشهيرة
( من تمنطق فقد تزندق)
فقد رأى إبن رشد أن العقيدة تُبنى على العقل
((فكلما عرفنا الموجودات معرفة أتم تكون معرفتنا بصانعها أتم))
أكد فيلسوفنا العظيم إبن رشد أهمية القياس العقلي وأسّس لدراسة المنطق من خلال الأدلة الدينية التي تدعو إلى النظر والاعتبار والتفكر والرؤية، وأشار إلى أكثر من آية تدعو إلى التفكر والتفلسف مثل الآية الكريمة
(واعتبروا يا أولي الأبصار)
كما أنه شدد على ضرورة الاستفادة من إنجازات الأمم الأخرى والأخذ بمعارفها وفلسفتها، حتى إن كانت على غير ديننا أو من ثقافة غير ثقافتنا.
فخط بيان الفلسفة لدى ابن رشد يعبر عن حركة تصاعد وانتقال الفكر بدءاً من الموجود إلى المجهول أي العلم بالمجهول من خلال المعلوم فهو هنا يختلف عن أرسطو في الغاية من الفلسفة
وأنا أعتبره قد فاق أرسطو في التعمق في الفلسفة
فالفلسفة عند أرسطو تنحصر في النظر إلى الموجودات بما هي موجودة، ولكنها عند ابن رشد تستهدف الاعتبار أي الاستدلال على وجود الصانع فمعرفة الحقيقة لا تتناقض مع معرفة الحق الذي هنا هو الله
والذي ميز ابن رشد في هذا الإستدلال أنه فضل القياسي اليقيني البرهاني الفلسفي عن القياسي الزمني الفقهي واعتبر ظاهر الشرع يقبل التأويل العربي إذا ما خالف البرهان وكان قصده من وراء ذلك كله الجمع بين المعقول والمنقول..
وقد قام الأمام أبو حامد الغزالي بتكفير الفلسفة والفلاسفة
و في كتابه الشهير (المنقذ من الضلال) كان قد أتهمهم بالخداع والتلبيس وقام بتكفيرهم في كتابه الثاني (تهافت الفلاسفة) معتمداً على ثلاث محاور
1_قولهم بأن العالم قديم.
2_وعدم معرفة الله للجزئيات المتغيرة.
3_وإنكارهم لحشر الأجساد والمعاد الجسماني.

وكذلك لاننسى فيلسوف الشعر والشعراء أبو العلاء المعري
صاحب أعظم كتاب في التاريخ الفلسفي العربي ( رسالة الغفران ) التي الهب خيال الأدباء والشعراء وكان أكثر من تأثر به هو ( دانتي ) صاحب الثلاثية الشهيرة( الكوميديا الألهية ).
ولزوم مالا يلزم أو مايعرف بــ( اللزوميات ) الذي جمع به 13 ألف بيت كان قد قالهن في كهولته .ولم يبلغ أحد مبلغه .

والكثير والكثير .
والعودة إلى كتابنا هذا ( قصة الأيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن ) حقيقة لم أقرأه ولكن من خلال هذا الشرح الذي أوردته السيدة منى نقول بأنه قد جاء ليصحح مسار ما تم توارثه من أفكار معادية للفلسفة في الأسلام ..
وكما أنه يحاول تعريفنا بأن الفسلففة في الأسلام كانت تسير في مسار تثبيت اليقين في قلب المؤمن وليس الذهاب به بعيداً عن إلى بحر الإلحاد المظلم .

للحديث بقية ..











 
التوقيع - بشار الدرويش

كم يؤلم ان نفتقد .. من لا عنوان على الأرض لهم !
  رد مع اقتباس