عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-12-2010   #8

عبدالرحمن الجاسم

عبدالرحمن الجاسم غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 218
 تاريخ التسجيل : Apr 2009
 المشاركات : 1,493
 النقاط : عبدالرحمن الجاسم is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 17

مزاجي:
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيهم المحمد

سأروي لكم قصّة جميلة وذات مغزى عميق للغاية حصلت في الستينات من القرن المنصرم عن رجل من رجالات البوخابور الصناديد وذوي البأس وقوة الشكيمة والحكمة توفي في أواخر السبيعينات وهو من سكان اللابد وأظنّ أنّ المقربين تماماً سوف يعرفون تماماً هذا الرجل، ولكن عدم حصولي على الإذن يجعلني أتكتم وأحفظ سريّة الأمر كون الأمر متعلّق بأناس قد توفوا .

سكن هذا الرجل منطقة عيّاش إلى جانب أخواله من البوسرايا منذ صغره ،وتربى على يد أحد أعمامه كونه كان يتيم الأب " عجي " إلى جانب أخواله وقد تعلّم من عمّه هذا الكثير من الأمور التي كانت واجبة في فترات الجوع والمسغبة التي مرّت على من المنطقة في تلك الفترة .
تزوّج ذاك الرجل من أحد الرجالات من " العكارشة " والذين يسكنون مع البحوري والذين انصهروا معهم ، وكان نسبيه من رجالات الوقار والخلق والدين ممن عرفوا في القرية في خمسينات القرن الماضي ، فأنجب من زوجه رحمها الله أربعة أبناء( ذكريين وأنثيين )وهم من المشهود لهم على مستوى العلي الحليحل ومنطقة اللابد .
إلا أنّه تعرض لمرض شديد في خمسينياته نتيجة قيامه بالسباحة بين عياش ومنطقة الحصان "محيميدة" في إحدى أشهر الشتاء القارس في تلك المرحلة " كوانين أوشباط " أصابه على أثرها حمى شديدة وما تعرفون من عوارض أمراض البرد والشتاء .
أحسّ الرجل فيما بعد بفقد القدرة على الإنجاب ولعدم وجود وسائل تمكّنه من معرفة الحقيقة قام بخطبة إحدى الفتيات العازبات من البيوت المعروفة والعريقة في البقّارة " حمد العابد " من سكان منطقة محيميدة ، ووافق والد الفتاة على الفور لما عرف عن هذا الرجل من فروسية وشهامة وقوة ، وفعلاً تم الزواج وسكنت الزوجة إلى جانب أهله وأبناءه ولكن هذا الزواج لم يستمر للسبب المذكور سابقاً .
لكن الجمال كلّه سأظهره لكم في الطريقة التي تمّ فيه الفراق أبعده الله عن جميع المسلمين .
أستأذنت تلك المرأة الرجل بالرحيل لبيت ذويه متعذرة برغبتها بالإنجاب وشوقها لطفل يشعرها بمعاني الأمومة " غريزة الأمومة " وقالت قولة لن أنساها في حياتي كلّها وهي " لو كان بي فرج بمهاد ما دشرت الفراش يا أبو فلان " فما كان من هذا الرجل إلا أن أطلقها بإحسان لبيت ذويها بكلّ شهامة ورجولة .
تزوّجت هذه المرأة بعد هذا الرجل من رجل من رجالات البقّارة المعروفين وأنجبت منه أربعة أبناء ذكور هم واجهة من واجهات البقّارة أكبرهم عضو مجلس شعب معروف .
بينما رضي الرجل بحاله ورحل إلى اللابد مع أهله وأبناءه وهناك زرع وأطعم وعرف بين أعمامه حتّى توفي في عام 1979 إن لم يخب تقديري .

ما ذكرني بالأمر شيئين رئيسيين هما : 1
-موضوع المتميزة على الدوام منى.
2- ولقائي بأحد أحفاد أخيها الـّذين تعرفت إليهم أثناء تواجدي في حمص منذ بعض الوقت ، وهو طالب هندسة مدنية " استصلاح أراضي جافة " في جامعة البعث وذلك عند سؤالي عن إسمه فكانت كنيته وكنية تلك المرأة والتي توفيت منذ خمس سنين متطابقة ، فطلبت منه التأكد من الأمر وكان الجواب بالإيجاب ، وتحدّثت لأبيه وأعمامه وسوف أقوم بزيارتهم وزيارة المنطقة فور انتهاء الامتحان .
مايهم في الأمر أننا تعارفنا من بعد طلاق فكان الطلاق جمعاً لأنّ الرجل والمرأة المعنيين بالأمر تطالقا بإحسان وتركا ذكرى طيبة تعبّر عن أصل طيّب رحمها الله واسكنها طيب جنان الله عزّ وجل .



رحمه الله
شكراً لك أيهم للصراحة قصة حزينة
تحياتي







  رد مع اقتباس