قصاصة من جريدة
منذ عدّة أيّام و على عادتنا بقضاء السّهرة مع بعض الأخوة و أصدقاء العضو سُقراط في مضافة أبو عمر " محمود المشعان" و التي دائماً ما يحضر فيها كتاب أو مجلة أو جريدة قرأ لنا أحد الأخوة قطعة نثريّة صغيرة بصوتٍ عالٍ لجس نبض الحاضرين و استقراء الذائقة الأدبية لهم بطبيعة الحال هي بالتأكيد أعجبت قارئها الذي جهر بقرائتها و استفزت سُقراط حتّى حسبتها له أو أنّه زيدونها و سكت عنها الجميع فآثرت أنا نقلها مُعجباً بالعرض البسيط و المعنى العميق لها بعد اقتطاعها تمزيقاً من الجريدة ، فيما لم يعر بقية الحاضرين لها اهتماماً و وزناً [frame="7 80"] قصّة لم تنه بعد بقلم حسني هلال كانت " ميّ " بين وقت و آخر تطلع زميلها " زيدون " على ما يحبّره قلمهــا من مشاعرهــــا من أوراق وقصاصــات. فيكمّل لها فكرة ناقصة هنا .. يُصلـح خطأ إملائياً هنــاك .. يعالج براعــــم بوح تورق هنالك .. *** في البداية، كانت مي تكتب لنفسها . و قد تُطلع بعض المقربين أحياناً . لكن زيدون وحده ، الذي شجعها على مواصلة القراءة و الكتـابة، بعد أن لاحظ جديّة و واعديـة ما تكتب، آخذاً بين فترة و أخرى على عاتقه، نشر ما يستصلحـــه من كتاباتها، في الصحف التي ينشر فيها . *** مضى على ميّ و زيدون فترة غير قصيرة. حَفظَا فيها لبعضهمــا احتراماً و ودّاً جميلين. إلى أن أعمل أحدهم عبثه في شتلة علاقتهما فاستطـاع، يخدمه عناد ورثته مي عن أمها، و كبريـاء ورثه زيدون عن أبيه أن يباعد بينهما. *** اكتفى زيدون على خلفيـــة ما جرى أن يمرّق في كتاباته بين الحين و الحين. خاطـــرة لمجلة أو زاوية لجريدة موقعة باسم " مي " يكون قد استوحاها من أفكارها. و كانت هي تقرأ بعض ما يكتــب باسمها. فتبدي ملاحظاتها له مرّة، و تحجم أكثر المرّات. *** مع توالي الأيّام و توالف الأقدار،صار يتعزّز لدى مي حقيقة ما يكنّه لها زيدون من رفيف صادق المشاعر ، التي كانت تحسبهــا طقس مجاملة لا يُعمّر .. و بأحسن الأحوال، إعجاباً عابراً لا يدوم. غير أنها لم تجد في نفسها الشجاعة و لا التواضع الكافيين للتراجع عن موقفها السابق، و المصارحة و الاعتراف . فيما اكتفى هو بحضانة حبه لها من طرف واحد. الحب الذي تحول مع الزمن، إلى عشق جارف يهدئه زيدون و يرعاه بالكتابة باسم ميّ... [/frame] |
أنا شخصيّاً اكتفيت بالنهاية الغير مكتملة لهذه القصة الغير منتهية و التي صاغها صاحب الخاطرة " حسني هلال " وبصراحة قرأت من بين الكلمات أن زيدون هذا هو نفسه كاتب هذه الخاطرة و مي تلك هي كثير من نساء العالمين المرأة أكثر قدرة على الود و التعلّق لكنّها أقل حساسية من الرجل لاستنتاج أن المشاعر هي مشاعر حقيقيّة أم غير ذاك رأيكم دام فضلكم بصياغة الخاطرة و الضمنية الفاضحة فيها ؟ |
رائع يا أبا زيد .. الطريقة التي كتبت بها المقدمة و هذه النثرية الرائعة أيضاً..تدل على أسلوبك الجميل و إختيارك للكلمات .. كل هذا ينبئني أن أراك يوماً بين قلة قليلة تكتب بهذا الأسلوب الرائع.. أما ما ذكرته ما حصل لمي و زيدون ..فهناك الكثير من هؤلاء الذين ضحوا من أجل أن يعيش الحب و يكبر ؟؟ وهذا يذكرني بما كان بين الشاعر أحمد رامي و أم كلثوم !! عندما عشق الشاعر أم كلثوم و كبر هذا الحب و أراد أن يتزوجها ؟؟ فرفضت أم كلثوم هذا الزواج ..و ليس بسبب أن تتكبر عليه و إنما خافت أن تخفت نار هذا الحب بعد الزواج وبعد أن أبدع و كتب أجمل الأغنيات لها و عن هذا الحب.. شكراً أيهم على إبداعك.. |
مرورك الأروع يا أبو عمر بالتأكيد حساسية القراءة شرط لازم لكل من يريد أن يكتب باتقان هو السر و يتبقى فقط اتقان اللغة التعبيرية و الأسلوب |
الساعة الآن 02:54 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir