[frame="2 10"]
قيل هو الدركي المناوب ليلاً في الأزقة و الحارات الفرعية في دمشق أيّام العثمانيين
وقيل أيضاً هو مشعّل الفوانيس و القناديل التي كانت تضاء بها الأزقّة و الزنقات في أحياء المدن إبان الحكم العثماني للديار الشاميّة و العربيّة
و قيل أصل الكلمة عصملي و نسبها البعض الآخر إلى "دمّر " و هي منطقة معروفة في دمشق
والمثل المعروف في الشام و الذي يعبّر فيه عن خلو المكان
" ما شفت الدومري " والذي يقابل في مخزوننا القبلي و الشعبي " ما شفت نفّاخ النار"
على كلّ حال تتعدّد و تكثر الأقاويل و الرّوايات ولعلّ تسمية مجلة أو جريدة بهذا الاسم في بدايّة الألفية الثانية و إغلاقها هي أكثر ما سيطالعك لو بحثت في أصل الكلمة ومعناها في محرك البحث في الشبكة العنكبوتيّة
قد لا يهمّ الآن أو من غير المسموح و الطائل الخوض في التفاصيل، و لكن إنّ لعبنا دور الدومري " مشعّل الفوانيس " لبضع دقائق و حاولنا الإضاءة على معنى و قيمة الدومري في حياتنا فسيسرح بنا الخيال أدباً و علماً
نحتاج إلى دومري في حياتنا أيّها الأخوة و إلى دليل يضيء عتمة الزقاق و عتمة الأحياء و عتمة الأوطان، نحتاج إلى أناس يعون ما يفعلون و يقولون نجعلهم لنا نبراساً في كلّ عمل و كلّ خطوة
أكثر ما نفتقده في حياتنا هم أولئك الّذين بوعيهم يبنون المستقبل و يصنعون الأجيال، ونحن ما نزال نفتقدهم منذ سنين و حتّى غاية هذه اللحظة ، وما نراهم على الشاشات و المنابر الإعلاميّة و الجماهرية ما هم إلا من فصيلة الـ " Show Time " لهم مؤقت زمني به يبدؤون ومع نفاذ الوقت ينطفئون
لو جاء أحدكم اليوم فقط ليبحث في مدى اقتراب الوعي و الإشراق لوجدهما في غالب اللغات من أصل و جذر واحد هي نفسها " Orientation "
قد يأتي آخر و يرجّح المعنى الآخر و هو " حارس الزقاق " و هنا أيضاً لا ضير في ذلك ، فهل من الممكن أن يستوي أمر من غير حمايّة و أمان
لغاية اليوم لا أرى الدومري
نحتاج لدومري
دومري يــدوم و يعلّم
[/frame]