بسم الله الرحمن الرحيم
ليس لى رأي فى شيء قد أوجده الله " قال تعالى " ياايها الناس انا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ... " فالذى اوجد القبائل هو الله ، ولكن أ وجدها لكى نتعارف بيننا ونتحد ويساعد كل منا الاخر ،فمع اختلاف الثقافات واللغات والطباع والعادات يمكن ان يتكون مجتمع قوى يعلم كلا منهم الاخر ويرقى به وتنشأ بينهم الموده والاخاء
ان الغرب حين يتحدثون عن النبي صلى الله عليه و سلم يقولون انه من اعظم الشخصيات التي عرفها التاريخ لانه وحد العرب و انهى الصراعات القبلية فكيف نعود نحن في القرن الواحد و العشرون الى هذه المفاهيم الخاطئة
وحينما تحدث "مايكل هارت " فى كتابه الشهير " العظماء 100 أعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم " ، هذا الكتاب يحتوى على 100 شخصيه اثروا فى العالم ،
اقرأ عليكم مقدمة الكتاب التى ابهرت العقول
يقول مايكل هارت:
((إن اختياري محمداً، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي.
فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدءوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى في اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته. ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً، وحّد القبائل في شعـب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم. أيضاً في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها))
ولو تحدثنا عن الامن والامان لوجدنا ان الانسان يشعر بالراحه والطمئنينه داخل قبيلته التى نشا وتربى فيها فهى تعتبر كالبنيه الاجتماعية التى يحتمى بها الانسان فى ظل الظلم والانظمه الفاسده فى المجتمع ، فهى بمثابة السلطه التى تحفظ الامن ، رغم كل هذا لا تعتبر مبررا لكى يلغى الفرد عقله ويسير على هوى قبيلته وجبروتها .
فقبل الاسلام كانت هناك قبائل وكان العرب يتفاخرون بقبائلهم فكانت هناك قبيلة قريش احد اشهر واقوى قبائل العرب، فقد تؤدى العصبية القبلية الى خسران الدين كما فعل ابوجهل فالذى منعه من دخول الاسلام هى القبليه لان محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة وازكى السلام ليس من قبيلته ، فهذا السبب حال بينه وبين دخول الاسلام ، والقصه معرفه عندما قال الاخنس لأبي جهل : يا أبا الحكم ، ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ فقال : تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تجاثينا (أو تحاذينا) على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذا ؟ والله لا نؤمن به أبداً و لا نصدقه...... انظر ماذا فعلت القبلية ؟؟
وكانت العصبية القبيلة فى بداية الامر دور هام فى نصرة الاسلام ، فإسلام" حمزة بن عبد المطلب " كان بسبب القبلية، فعندما تعرض ابوجهل باذى للنبى ، وعلم حمزه بذلك توجه اليه وضربه بسهم فى رأسه وقال له اتشتم محمد وانا على دينه ردها عليا ان استطعت. وكذلك حمايه ابوطالب للنبى ، فلم بيسطيع احد ان يتعرض للنبى باذى خوفا من ابو طالب " فكانت للقبليه دور كبير فى نصرة الاسلام فى البدايه ، والقصه المعروفه لدى الاطفال " قصه الهجره وكيف كانت ، عندما اجتمعت القبائل وجاء الشيطان وقال لهم " نأخذ من كل قبيلة رجل فنضرب محمد ضربة رجل واحد فيتوزع دمه بين القبائل " فلولا قبيلة ابو طالب لتعرض النبى الى اذى شديد فى دعوته .
ان الرابطة التى تربط المجتمع ليست رابطه الدم او النسب او الارض او الوطن او اللغه او الجنس او اللون او العصبيه او القبلية ولكن الرابطه هى رابطة العقيدة
فالعلاقة بين الدم قد تنقطع كما قال الله تعالى لنوح لابنه . انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح ،، وامراة فرعون التى طلبت من ربها ان ينجيها من فرعون وقومه ،
قال رسول الله " من قاتل تحت راية عُمِّيَّة يغضب لعصَبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقُتل فقِتْلةٌ جاهليةٌ
وقال تعالى : ] لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ ولَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ
وقال صلى الله عليه وسلم : « ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية
وإن الأخوة التي قامت بين المهاجرين والأنصار كانت دليلاً حاسماً على قيام
دولة العقيدة ونشوء مجتمع قضى على رواسب العصبية الجاهلية .
وفي خطبة الوداع وضع المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أسس التجمع العقيدي الصحيح إذ قال : « وكل دم في الجاهلية موضوع ، وأول دم أضعه : دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وإني تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لم تضلوا كتاب الله وسنتى.. وأنتم مسؤولون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ........"
أخوتي : في الخمسينات عندما نشبت اول ثورة ضد الظلم والاقطاع في سورية في موحسن لم يقم بها الاهالي لانهم بوخابور بل قام بها اهالي موحسن قاطبة وعندما تم توزيع الاراضي المسترجعة من الاقطاع تم توزيعها على ساكني موحسن فهذا حال الاباء فالاولى والاجدر بالابناء ان يلتمسو طريق آبائهم في نبذ هذه العصبية وان يصبح الولاء لهذه المدينة الصغيرة الواعدة بجهود شبابها
وأن نبتعد عن الولاء القبلي لما فيه من اذكاء لروح الفرقة والنصرة الظالمة لأخ القبيلة
والله ياأخوان اني لاعتز بنفسي عندما اقو ل أنا من موحسن فليس الفتى من قال كان ابي
ومثل ما قال معلم البشرية صلوات الله وسلامه عليه تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم
وايضا في موضع اخر والله يافاطمة لا اغني عنك شيئا
والله ما وراء القصد