بسم الله الرحمن الرحيم
المزاح الزائد
المزح الزائد يسقط الهيبة ، ويجرئ السفهاء
قيل في بعض منثور الحكم: "المزاح يأكل الهيبة كما تأكل النار الحطب".
وقال بعض الحكماء: "من كثر مزاحه زالت هيبته".
وكان يقال: "لكل شيء بدء، وبدء العداوة المزاح".
قال سعيد بن العاص: "لا تمازح الشريف فيحقد، ولا الدنيء فيجترئ عليك".
وقال ميمون بن مهران: "إذا كان المزاح أمام الكلام فآخره الشتم واللطام".
وقال أبو هفان:
مازحْ صديقَك ما أحبَّ مزاحًا وتوقَّ منه في المزاح جماحا
فلربما مزح الصديق بمزحــةٍ كـانت لِبَــابِ عــداوةٍ مِفْتَاحا
وقال آخر:
لا تمزحنْ وإذا مزحتَ فلا يكن مزحًا تضاف به إلى سوء الأدب
واحذر ممـازحـــةً تعود عداوةً إن المــزاح على مقدمــة الغضب
وقال آخر:
فإيــاك إيــاك المــزاحَ الزائد فإنــه يُجَرِّي عليك الطفلَ والدَّنِسَ النذل
ويذهب ماء الوجه بعد بهائه ويــــورثــه من بعــد عـــزته ذلا
والمقصود أن المزاح لا ينبغي الإكثار منه، ولا الإسفاف فيه.
أما ما عدا ذلك فيحسن؛ لما فيه من إيناس الجليس، وإزالة الوحشة، ونفي الملل والسآمة.
وإنما المزاح في الكلام كالملح في الطعام، إن عدم أو زاد على الحد فهو مذموم