يَقُوْلُ أَنَسُ فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْ كَفَرْحنَا بِقَوْلِ الْنَّبِيِّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الْمَرْءِ مَعَ
مَنْ أَحَبَّ ) ثُمَّ قَالَ وَأَنَا أُحِبُّ رَسُوْلَ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ
وَأَرْجُوَا الْلَّهُ أَنْ أُحْشَرَ مَعَهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ
وَلَكِنْ الْسُّؤَالَ: هَلْ أَنْتَ تُحِبُّ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقا فَتَنْعَمُ بِهَذِهِ
الْكَلِمَةِ (الْمَرْءِ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ) أَمْ لَا؟
قَبْلَ التَّسَرُّعِ فِيْ الْإِجَابَةِ يَنْبَغِيْ أَنْ تَسْأَلَ عَنْ عَلَامَاتٍ الْمَحَبَّةِ . مَاهِيْ الْعَلَامَاتُ الَّتِيْ
تَنْبَغِيْ أَنْ تَكَوُّنَ فَيّ حَتَّىَ أَكُوْنَ مُحِبٌّ لِلْنَّبِيِّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقا لَا إِدِّعاءً ؟
الْجَوَابُ أَنَّ هَذِهِ الْعَلَامَاتِ كَثِيْرَةٌ وَلَكِنْ سَأَذْكُرُ بَعْضُهَا ؛ وَلَكِنْ قَبْلَ أَنْ أَذْكُرَهَا يَنْبَغِيْ
أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ هَذِهِ الْعَلَامَاتِ لَيْسَتْ لَأَحْكُمَ عَلَيْكَ أَوْ لِتَحْكُمَ أَنْتَ عَلَىَ وَإِنَّمَا لِيَحْكُمَ كُلِّ
مِنَّا عَلَىَ نَفْسِهِ وَيُطَالِبُ بِهَا نَفْسُهُ؛ فَكُلُّنَا يَدَّعِيَ حُبَّ الْنَّبِيِّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَلَكِنْ مِنَ الصَّادِقِ مِنَّا وَمِنْ الْكَاذِبُ ؟ نَسْأَلُ الْلَّهَ أَنْ نَّكُوْنَ مَنْ الْصَّادِقِيْنَ
الْعَلِامَةِ الْأُوْلَىْ :- طَاعَتِهِ فِيْمَا أَمَرَ وَالانْتِهَاءِ عَمَّا نَهَىَ عَنْهُ وَزَجَرَ
قَالَ تَعَالَىْ: (قُلْ إِنَّ كُنْتُمْ تُحِبُّوْنَ الْلَّهَ فَاتَّبِعُوْنِيْ يُحْبِبْكُمُ الْلَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوْبَكُمْ وَالْلَّهُ
غَفُوْرٌ رَحِيْمٌ ) وَفِىُّ الْبُخَارِيُّ عَنْ ابِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ قَالَ أَنَّ رَسُوْلَ الْلَّهِ
صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (كُلِّ أُمَّتِيْ يَدْخُلُوْنَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَىْ قَالُوْا وَمَنْ يَأْبَىْ يَا
رَسُوْلَ الْلَّهِ قَالَ مَنْ أَطَاعَنِيْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِيْ فَقَدْ أَبَىْ)
فَعَلَامَةُ الْمَحَبَّةِ أَنْ تُطِيْعَ أَمْرَهُ وَتَجْتَنِبُ نَهْيِهِ
تُعْصَى الْإِلَهُ وَأَنْتَ تَزْعُمُ حَـبِــهِ *** هَذَا لَعَمْرِيَ فِىْ الْقِيَاسِ شَنِيْعُ
لَوْ كُنْتُ صَادِقا فِيْ حُبِّهِ لَأَطَعْتَهُ *** إِنَّ الْمَــحَبَّ لِمَنْ يَحْـبِ مُطْيَـعَ
وَهَا أَنَا أَذْكُرُ لَكَ بَعَضَ الْأَوَامِرِ لِتُطَالِبَ نَفْسِكَ أَيُّهَا الْمُحِبِّ لِلَّهِ وَرَسُوْلِهِ بِفِعْلِ هَذِهِ
الْأَوَامِرِ الَّتِيْ أَمَرَكَ بِهَا الْلَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَمْرُكَ بِهَا الْنَّبِيُّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- أَمْرِكَ ايَّتُهَا الْمَحَبَّةِ بِالْحِجَابِ فَهَلْ ارْتَدَيْتَهُ ؟
- أَمْرِنَا نَّتْرُكَ الْغِيْبَةِ وَالْنَّمِيْمَةِ فَهَلْ تَرَكْتُهَا ؟
- أَمْرِنَا بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَصَلَهُ الْرَّحِمِ وَالْإِحْسَانِ إِلَىَ الْجَارِ
- أَمْرِنَا أَمْرَا مُهِمَّا وَهُوَ صَلَاةٌ الْفَجْرِ فَهَلْ تُؤَدِّيَهَا فِيْ وَقْتِهَا أَيُّهَا الْمُحِبُّ وَأَنْتَ أَيَّتُهَا
الْمَحَبَّةِ
الْعَلِامَةِ الْثَّانِيَةُ الْغَيْرَةِ :-
إِنَّ أَيُّ مُحَبٍّ يُغَارُ عَلَىَ مَحْبُوْبِهِ وَلَهُ؛ فَيَنْبَغِيْ أَيُّهَا الْمُحِبِّ لِلَّهِ وَلِرَسُوْلِهِ صَلَّىَ الْلَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَغَارَ إِذَا انْتُهِكَتِ حُرُمَاتِ الْلَّهِ
انْظُرُ إِلَىَ الْيَهُوْدِ حِيْنَ اسْتَوْلَوْا عَلَىَ الْقُدْسِ فِيْ عَامِ 1967 عَبَّرُوْا عَنْ فَرَحِهِمْ
وَخَرَجُوْا فِيْ مُظَاهَرَاتِ عَارِمَةْ وَصَاحُوْا قَائِلِيْنَ (مُحَمَّدٍ مَاتَ مَاتَ خَلَفْ بَنَاتِ )
إِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ يَنْبَغِيْ أَنْ تُفَجِّرَ فِيْ قَلْبِ كُلِّ مُحِبٍّ لِهَذَا الْرَّسُوْلِ الْأَمِيْنِ صَلَّىَ الْلَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ الْغَيْرَةُ عَلَيْهِ وَلَهُ لِيَقُوْمَ وَيَصْرُخُ وَيَقُوْلُ لِهَؤُلَاءِ الْكِلَابِ – الْيَهُوْدُ-
مُحَمَّدِ لَمْ يَمُتْ وَلَمْ يُخَلِّفْ بَنَاتِ ، بَلْ خَلَّفَ وَرَاءَهُ رِجَالْا يَحْمِلُوْنَ هَمَّ هَذَا الْدِّيْنَ
وَيُضْحُونَ مِنْ أَجْلِهِ بِالْغَالِيِّ وَالْنَّفِيْسَ.
وَلَكِنْ مُجَرَّدِ صَرْخَتَكَ لَنْ تَصِلُّ إِلَىَ هَؤُلَاءِ الْكِلَابِ – الْيَهُوْدُ – وَإِنَّمَا يَصِلُ إِلَيْهِمْ
فِعْلِكَ.
وَيَنْبَغِيْ أَنْ يَسْأَلَنِي كُلِّ مَنْ احْتَرَقَ قَلْبِهِ وَثَارَتْ فِيْهِ الْغَيْرَةُ مَاذَا أَصْنَعُ وَمَاذَا عَلَيَّ ؟
وَأُجِيِبُكَ : إِنَّهُمَا أَمْرَانِ
الْأَوَّلِ إِصْلَاحِ نَفْسِكَ فَإِنَّهُ بِصَلَاحِكَ يُفْسِدُ عَلَىَ هَؤُلَاءِ كَثِيْرا مِنْ خِطَطِهِمْ الَّتِيْ
يُخَطِّطُونَهَا لِإِفْسَادِ شَبَابِ الْمُسْلِمِيْنَ فَلَقَدْ قَالَ شَيْطَانُهُمُ الْأَكْبَرِ صَمُّوْئِيْلُ زْوِيْمَرْ
رَئِيْسُ جَمْعِيَّاتِ الْتَّبْشِيْرِ فِيْ مُؤْتَمَرٌ الْقُدُسِ لِلْمُبَشِّرِيْنَ عَامٍ 1935( إِنَّ مَهَمَّةَ
الْتَّبْشِيْرِ الَّتِيْ نَدَبَتْكم الْدَّوْلَةِ الْمَسِيحِيَّةِ لِلْقِيَامِ بِهَا فِيْ الْبِلَادِ الْمُحَمَّدِيَّةِ لَيْسَتْ هِيَ إِدْخَالُ
الْمُسْلِمِيْنَ فِيْ الْمَسِيحِيَّةِ فَإِنْ هَذَا هِدَايَةً لَهُمْ وَتَكْرِيمٌ !! إِنَّ مُهِمَّتَكُمْ أَنْ تَخْرُجُوْا
الْمُسْلِمُ مَنْ الْإِسْلَامِ لِيُصْبِحَ مَخْلُوْقَا لَا صِلَةَ لَهُ بِالْلَّهِ ------) فَأَرْجُوَا مِنْ الْلَّهِ أَنْ
تَعِيَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَأَنَّ تُخَيِّبْ آَمَالَهُمْ ،وَأَرْجُوَا أَنْ تُحَافِظَ عَلَىَ الْصَّلاةْ فِيْ الْمَسْجِدِ
وَبِالذَّاتِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَأَنَقِّلُ كَلَامَ ذَلِكَ الْيَهُودِيُّ وَهُوَ يَقُوْلُ ( لَنْ تَسْتَطِيْعُوْا أَنْ
تُغْلُبُونَنا حَتَّىَ يَكُوْنَ عَدَدُ الْمُصَلِّيْنَ فِيْ صَلَاةِ الْفَجْرِ كَعَدَدَهُمْ فِيْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ )
فَأَنْتَ وَاحِدٍ مِنْ هَذَا الْعَدَدِ
وَأَرْجُوَا مِنْكِ أَيَّتُهَا الْمَحَبَّةِ أَنَّ تَرْتَدِيّ الْخِمَارَ فَإِنَّهُ يُقْذَفَ فِيْ قُلُوْبِ الْأَعْدَاءِ الْخَوْفِ
وَفَوْقَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يُرْضِيَ رَبَّكِ وَهَذِهِ هِيَ الْغَايَةُ
الْثَّانِيَ إِصْلَاحِ غَيْرُكَ –أَصْحَابِكَ – إِخْوَاتَكَ – جِيْرَانِكِ – أَهْلَكَ .................
وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟ أُرِيْدُ أَنْ أَبْذُلَ وَلَا أَدْرِىٓ مَاذَا أَفْعَلُ ؟ أَذْكُرُ لَكَ بَعَضَ الْوَسْائِلِ الدَّعَوِيَّةِ
تَفْعَلُهَا مَعَ كَلَامُكَ لَهُمْ وَنُصْحُكِ إِيَّاهُمْ
1- تَوْزِيعِ الْشَّرَائِطِ الْإِسْلَامِيَّةِ : وَلَوْ أَنَّ تُخَصَّصُ مِنْ مَالِكَ كُلِّ شَهْرٍ ثَمَنِ شَرِيْطٌ وَاحِدٌ تَهْدِيْهِ لِأَحَدٍ الْنَّاسِ وَقُلْ لَهُ إِنَّ سَمِعْتُهُ فَأُهْدِيْهِ لِغَيْرِكَ وَهَكَذَا
2- تَوْزِيعِ الْكُتَيِّبَاتٍ الْإِسْلَامِيَّةِ . كُتَيِّبُ وَاحِدٍ كُلَّ شَهْرٍ عَلَىَ الْأَقَلِّ
3- تَعْلِيْقِ بَعْضَ الْوَرَقَاتِ عَلَىَ بَابْ الْعِمَارَةْ الَّتِيْ تَسْكُنُ فِيْهَا تَتَكَلَّمْ عَنْ حِرْمِه تَرَكَ
الَصَّلَاةَ أَوْ حُرْمَةٍ الْتَّبَرُّجِ أَوْ عَنْ حَقٍّ الْنَّبِيِّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَىَ أُمَّتِهِ
أَوْ..........
4- عَمِلَ لِقَاءَ إِسْبِوعِيّ مَعَ أَهْلِ بَيْتِكَ أَوْ مَعَ أَصِدِقَائِكَ تَسْمَعُوْا فِيْهِ شَرَيْطَا أَوْ تَقْرَأُوْا
فِيْهِ الْقُرْانُ أَوْ ....
5- أَنْ تَقُوْمَ بِالْلَّيْلِ لِتَدْعُوَا لِهَذِهِ الْأُمَّةِ أَنْ يَحْفَظَهَا الْلَّهِ وَأَنْ يَحْفَظَ لَنَا مَشَايِخِنَا
وَعُلَمَاءُنا
6- دَعْوَةَ الْآَخِرِينَ لْمَجَالِسَ الْعِلْمِ فِيْ الْمَسَاجِدِ وَعَلَىَ شَبَكَةُ الْإِنِتَرْنَت
7- أَنَّ تَدْعُوَا لِمَنْ تَدْعُوَهُ وَتَنَصَّحَهُ أَنْ يَهْدِيَهُ الْلَّهُ
9- وَأَخِيْرا هَلْ جَلَسْتَ مَعَ أَمِكَ أَوْ أَبَاكَ تُكَلِّمُهُمْ فِيْ أَمْرِ الْدِّيْنِ !!
هُمْ يَقُوْلُوْنَ فَمَاذَا تَقُوْلُ أَنْتَ
يَقُوْلُ رُوْبَرْتِ مَاكَسَ أَحَدٌ أَعْمِدَةِ الْتَّنْصِيْرِ ( لَنْ يَتَوَقَّفَ سَعَيْنَا نَحْوا تَنْصِيرٌ
الْمُسْلِمِيْنَ حَتَّىَ يَرْتَفِعَ الْصَّلِيبِ فِىْ مَكَّةٍ وَيُقَامَ قُدَّاسُ الْأَحَدِ فِيْ الْمَدِيْنَةِ ) فَمَاذَا تَقُوْلُ أَنْتَ !؟
الْعَلِامَةِ الثَّالِثَةَ مُطَالَعَةِ أَخْبَارِهِ وَدِرَاسَةُ سِيْرَتِهِ فِيْ كُلِّ وَقْتٍ
فَإِنَّ مَنْ يُحِبُّ أَحَدٌ يُرِيْدُ أَنْ يَعْرِفَ عَنْهُ كُلَّ شَيْءٍ فَمَاذَا تَعْرِفُ أَنْتَ عَنْ حَبِيْبِكَ
مُحَمَّدٍ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنْ أَجْمَلِ الْكُتُبِ فِيْ السِّيْرَةِ : الْرَّحِيْقِ الْمَخْتُوْمِ – وَقَفَاتٌ تَرْبَوِيَّةِ فِيْ السِّيْرَةِ الْنَّبَوِيَّةِ
أُنْتَقِيْتُ لَكُمْ بَعْضَ الِفّلاشّات أَسْأَلُ الْلَّهَ أَنْ يَنْفَعَ بِهَا
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ
يَاحُرُوْفَ الْمَجْدِ قُوْلِيْ كَيْفَ شَوْقِيِّ لِلرَسُوْليّ
أَيُّهَ أَبْكَتْ الْرَّسُوْلِ صَلَّىَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَلَاشَاتْ حَوْلَ مَحَبَّتَهُ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مخْرَجَ .. }
أُحِبُّكِ يَارَسُوْلَ الْلَّهِ حُبّا ............
تَغَلْغَلَ فِيْ الْجَوَانِحِ وَالْفُؤَادَ
أُحِبُّكِ صَادِقَا حَتَّىَ كَانّي............
فَرِيْدٌ فِيْ الْمَشَاعِرِ وَالوَدَادِيّ