الملك فيصل بن عبد الـــــعزيز آل سـ ع ــود

[أيهم المحمد]

لقد كنا نعيش تحت الخيام ونستطيع أن نعود إليها ، فلئن نخسر المال خير من أن نخسر الشرف

فقط بهذه العبارة يمكننا أن نختصر ما يتلوه من كلام و عبارات
يتذاكره مدرسونا في سوريا
في ذكرى حرب تشرين التحريرية و معانيها والتي تقدّم فيها معنى الحزمة المجتمعة الّتي تأبى التكّسر
في صلبها و متنها كان هناك قادة شرفاء صناديد لم يخشوا شيئاً سوى أن تخذلهم عزائمهم عن متابعة الحرب حتّى النصر المبين
بالفعل انتصر العرب على خوفهم و استطاعوا أن يثبتوا ثقتهم بأنفسهم فكان النصر الأكبر هو راية تنصب بيد جندي عربي و ملىء صدره صيحة " ألله أكبر "
و أنا اليوم أجد نفسي محتاجاً لذكر رجل نكنّ له في بلدنا سوريا كلّ الحبّ و الاحترام و الامتنان لعظيم دوره الذي كان سنداً لنا في حربّ الأمتين العربية و الإسلامية عام 1973


إنّه الملك فيصل بن عبد العزيز آل سـ ع ــود


عاشا يتيما وكانت تربيته مزيجاً من الثقافه الدينية التي تولاُها جده الشيخ عبدالله بن عبد اللطيف ومن التربية السياسية والاجتماعية والعسكرية التي تولاها أبوه الملك عبدالعزيز آل سعود
وكان يتعلّم ركوب الخيل و العلم الشرعي وكان يعطي دروس التاريخ والأدب الكثير من وقته
تولّى الفيصل العديد من المناصب من بينها وزيراً للخارجية ثم ولياً للعهد بعد وفاة الملك عبد العزيز وتولّى الملك فيصل بن عبد العزيز بعدها منصب ملك المملكة العربيه السعودية

شغلت القضية الفلسطينية حيزاً كبيراً من جهود الملك وقد كانت له محطات بارزة في هذا الموضوع، واستمر الملك يتخذ المواقف تلو المواقف كلما أتيحت له الفرصه مؤكدا على عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني وعلى حق العرب باسترجاع أرضهم المغتصبة ، ودعمه الكامل للدول العربيه المجابهة لاسرائيل في الحروب التي جرت في الاعوام 1956م 1967م 1973م


وساند مصر في العدوان الثلاثي عليها في عام 1956 كما قامت السعوديه بدعمها في أكثر من موقف وحجبت البترول عن بريطانيا وفرنسا وقدم مساعدة مالية وفي حرب أكتوبر 1973م فاتخذ الفيصل قراره التاريخي باستخدام سلاح النفط الذي أدى الى أزمة طاقه في الغرب فقد قرر قطع النفط عن أمريكا وجميع الدول المساندة لاسرائيل وكان لهذا السلاح الأثر الكبير عليهم ولم يقتنع الامريكيون بجدية الموقف يتخذه العرب ولكن ماحدث في أكتوبر 1673م أيقظ النائمين والغافلين والمشككين والطامعين لقد دخل البترول معركه شديد القصف قوى الصف واضح الرؤيه والهدف

فاتضح للعرب بعدها مدى أهمية البترول العربي في الاقتصاد العالمي وأن معركة البترول قد أكسبت العرب احترام العالم
ونتج عن حرمان الدول المعادية للعرب نقص هائل من البترول وارتفاع أسعار المنتجات الصناعيه وانخفاض صادرتها
أذن فلم تكن المشكلة في حقيقتها مجرد حرمان الأوربي من قيادة سيارته يوم الأحد ولم تكن مجرد تخفيف درجة التدفئة في بيته ولكنها قبل ذلك والأهم هو استغناء المصانع من العمال وانتشار البطاله و مايتتبع ذلك من خطر الانكماش الاقنتصادي العام حتى تنبأ البعض منهم بأن هذه الأزمه الاقتصاديه قد تصل بأوربا الى مرحلة من الاحداث الاجتماعيه العنيفة .
ومهما قيل عن الأثار البعيدة لسلاح النفط فأن كل ما أرادته الأمة العربية ... أن تنظر هذه الدول نظرة عدل وحق وأن تقر بأن هناك شعب بأكمله هو شعب فلسطين حرم من أبسط حقوق وهو حق العيش بأمان


وعلى أثر العدوان الذي قامت به اسرائيل على الدول العربيه انعقد مؤتمر الخرطوم وأصدر الفيصل بيان أقر فيه دعم التضامن العربي واتفق معهم على ثلاث (لا صلح لا مفاوضات لا اعتراف بإسرائيل)
وعندما تحركت الدول العربيه لتحرير فلسطين والأراضي العربية من يد اليهود واستطاعت الدول العربيه أن تحطم نسبة كبيرة من الدفاعات الاسرائيلية فكان للفيصل الأثر الكبير في قيادة الجيوش العربية كما وضع جميع الموارد السعودية تحت تصرف الجيوش العربية ليس المادة فحسب بل الجيش السعودي وعبروا قناة السويس إلى سيناء

بلغت مكانة الملك فيصل في العالم حداً جعل صحافة الغرب تقول عنه :
(( إن القوة التي يتمتع بها الملك فيصل، تجعله يستطيع بحركة واحدة من قبضة يده، أن يشل الصناعة الأوربية والأمريكية، وليس هذا فقط، بل إنه يمكنه خلال دقائق أن يحطم التوازن النقدي الأوروبي ويصيب الفرنك والمارك والجنية بضربات لا قبل لها باحتمالها. كل هذا يمكن أن يفعله هذا الرجل النحيل، الجالس في تواضع على سجادة مفروشة فوق الرمل))

إنّ أي موقف عربيّ مشرّف هو دافع ورافعة لكلّ مواطن عربي شريف لأنّ إيماناً بالعروبة و القوميّة العربيّة يجب أن يلحظ أنّ الموقف المشرّف لكل رجل عربي يعنيه قبل أن تعنية أي تقسيمات قطريّة أو وطنيّة أنا عربي سوري أعتزّ بقادتي العرب السوريين الشرفاء و بقادتي العرب غير السوريين الشرفاء أحتفي بهم إحتفاء أبناء أقطارهم لأنّ المهم عندنا أن نعزّز ثقافة البطولة و الشجاعة العربيّة التي تمس بالنهاية ماضي و تستشرف حاضر الأمّة


ندعو له بالرحمة و المغفرة و أن يسدّد خطى قادتنا العرب لما فيه خير الدين و الناس و الوطن







كتب و جمع و نقل من عدّة مصادر

لمنتدى البوخابور