الموضوع حسب رواية الحبابات الخابوريات الله يطول عمرهم و يحفظ تراثنا الخابوري
قبل قدوم المولود الجديد إلى العائلة الخابورية كانت هناك تحضيرات و تجهيزات طويلة لاستقبال الضيف الجديد و يستبشرون بقدوم الذكر و يحزنون بقدوم الأنثى
حيث تبدأ الأم بتجهيز ملابس الطفل و حاجياته تمهيدا لقدومه
عند ولادة الطفل يقطع الحبل السري و يوضع الطفل في غربال و لا يتم تغسيله إلا بعد ثلاثة أيام بالماء و الملح وكلها معتقدات لإبعاد الحسد
و أيضا الأم لا تستحم إلا بعد سبعة أيام و تتلثم و تلف يداها بأكمامها خشية ريح النفاس
ولا يحلق الأب ذقنه إلا بعد مرور أيضا سبعة أيام
و لا ترمى القمامة خارج المنزل
و لا يدخل إلى البيت أي نوع من أنواع الأطعمة من سكر و حبوب و لحم حتى تنقضي السبعة أيام
لباس الطفل كان عبارة عن فستان خفيف و فوقه
يلف المهاد المنسوج من الصوف أو القماش
و يلبسونه الكبع المصنوع يدويا إما من الصوف أو من القماش و مزركشا بألوان عديدة
و توضع على الكبع عدد من ريش الديك الملونة أو يتم تلوينها من قبل الأم
و يوضع أيضا خرز أزرق و سن ذئب لحمايته من الحسد
و لنفس السبب كانوا يلبسونه خلاخل و تراجي من ذهب حتى يظن الحاسد بأنه فتاة
و بعد أن يرتدي المولود ملابسه من مهاد و كبع تقوم الأم بهشهشته مرددة
دوشها دوشها و اقطعلي دندوشها
دشها و دشيتها و قرصتها و حبيتها
ويقوم الأب بذبح شاتان للذكر و شاة واحدة للأنثى
تسمى باللهجة الخابورية العكيكة ( العقيقة)
و كان طعام الطفل ريثما يدر حليب الأم عبارة عن قطعة راحة ملفوفة بالشاش يمصها الطفل إضافة إلى اليانسون المحلى بالسكر
و ينام الطفل في سرير من الخشب المصنوع محليا يسمى العبارة و حين بلوغه من العمر حوالي السنة تصنع له دراجة من الخشب ليتعلم المشي و يطشون عليه القضامة حين يمشي ( مشان يصير يدرج مثل القضامة )
و حين ظهور أسنان الطفل يطبخون السليقة و يوزعونها على الأقارب و الجيران و يعاد صحن السليقة محملا بالنقود المعدنية نقوط للطفل
و كانت هناك أناشيد و هدهدة خابورية تغنيها الأم للطفل كي ينام و هي تهز السرير
إنتو تنامون و عين ألله ما نامت
كل شدة عالمسكين ما دامت
لا خير دام و لا شر على أهلو دام
لا صديج ذخرتو للشدايد دام
مكتوب على قصتو كاف و لام
صبر جميل على ما يكتب الدوُام
إنتو تنامون وآني الليل ما أنامو
إلا يغيب القمر وسهيل جدٌامو
أنتو تنامون و عيني تسحن الليمون
مدري تجون السنة لو بالترها تشتون
أحمد محمد و اسمو بالسما محمود
يا بو تراجي ذهب يا بو عيون سود
عزيت يا خالقي جلٌيت يا معبود
تخلق من الطين خد أحمد و عيونو سود
نتيجة التطور انقرضت هذه العادات فأصبحت حاجيات الطفل موجودة بالأسواق فأصبح قدوم الطفل أقل عناء على الأم و أكثر تكلفة
حفظ الله أمهاتنا و رحم من توفاهم الله
أبو عبدالله
29/8/2010