اليوم صباحاً وفي طريقي إلى العمل استوقفني شاب في السادسة عشر من عمره تقريباً ليسألني عن سرافيس القدم أين يجدها وبعد أن أرشدته طلب مني أن أقرضه أجرة هذا السرفيس بحجة أنه لا يملك ونظراً لأنني متأخرة عن عملي ولا وقت لدي لأن أعطيه محاضرة عن العمل أعطيته مبلغاً وتابعت طريقي..
وهذه الحالة تصادفني بشكل يومي تقريباً إذ كل يوم أجد شابات ونساء ورجال كثيرين أثناء طريقي..لدرجة أنني أحياناً اتمنى أن أقف معهم وأتسول فهذا العمل أسهل من عملي وأربح مادياً
في حالة أخرى: فتاة شابة أعرفها منذ أيام الدراسة في منطقة المزة كانت دائماً تسألني عن سرفيس الدوار الجنوبي ثم تطلب مني الأجرة..في المرة الأولى والثانية أعطيتها ولكن فيما بعد عندما أراها من بعيد أحاول أن أذهب إلى الجهة الأخرى حتى لا أزعج نفسي على الأقل قبل بدأ المحاضرة..
والآن بعد مرور سنوات عدت أرى نفس الفتاة والتي هي بعمري أو أكبر قليلاً ولكن ليس في المزة إنما في الحلبوني أو البرامكة وهي ترتدي ملابس أنيقة جداً تدل على حياة مترفة وكأنها تحاول أن توصل رسالة (ارحموا عزيز قوم ذل) إلى الآخرين..
منذ يومين رأيتها تجلس على إحدى العتبات وبجانبها طفل صغير جداً لا أعرف من يكون ومعها أغراض للطفل أيضاً كلها تبدو ذات قيمة وتطلب من النساء خصوصاً نفس الطلب الذي كنت أسمعه منذ أربع سنوات ولكن ليس أجرة الدوار الجنوبي وإنما تريد أجرة لتأخذ تكسي لأن معها طفل..
أحببت أن أطرح الموضوع عليكم لأعرف وجهة نظركم فهناك من يقول:
أن الله تعالى قال في كتابه الكريم:
(وأما السائل فلا تنهر) ويقصد سبحانه وتعالى أيضاً هؤلاء المتسولين..
والطرف الآخر يقول من الخطأ ونوعاً ما إثم إعطاءهم ما يريدون لأن ذلك يشجعهم أكثر على التسول..
فما رأيكم دام فضلكم؟!!