:: Home Page ::
آخر 10 مشاركات
ما هي مواصفات الاسهم الحلال الأمريكية (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 18 - الوقت: 09:17 PM - التاريخ: 03-27-2024)           »          بنك سيتي جروب الحقيقي Citigroup (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 45 - الوقت: 03:52 PM - التاريخ: 03-26-2024)           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 53 - الوقت: 09:22 AM - التاريخ: 03-26-2024)           »          شروط استخدام موقع حراج (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 67 - الوقت: 07:39 AM - التاريخ: 03-25-2024)           »          أعضاء مجلس إدارة شركة شمس (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 71 - الوقت: 06:18 AM - التاريخ: 03-25-2024)           »          كيف ابيع اسهم ارامكو الراجحي عبر الهاتف (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 59 - الوقت: 03:55 PM - التاريخ: 03-24-2024)           »          صناديق توزع شهري (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 667 - الوقت: 10:45 PM - التاريخ: 02-18-2024)           »          حلبية و زلبية..محمود المشعان (الكاتـب : محمود المشعان - مشاركات : 0 - المشاهدات : 437 - الوقت: 07:14 PM - التاريخ: 02-16-2024)           »          بهلول..محمود المشعان (الكاتـب : محمود المشعان - مشاركات : 0 - المشاهدات : 479 - الوقت: 04:09 PM - التاريخ: 02-13-2024)           »          صورة من الزمن الجميل..محمود المشعان (الكاتـب : محمود المشعان - مشاركات : 0 - المشاهدات : 581 - الوقت: 01:28 PM - التاريخ: 02-11-2024)



 
استمع إلى القرآن الكريم
 
العودة   منتديات قبيلة البو خابور > الأقــســـام الــعـــامــة > منتدى المواضيع العامة

منتدى المواضيع العامة خاص بالمواضيع التي ليس لها أقسام

الإهداءات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم منذ /11-22-2019   #1

ابوعبدالله
التميز الذهبي

الصورة الرمزية ابوعبدالله

ابوعبدالله غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 556
 تاريخ التسجيل : Feb 2010
 المشاركات : 3,951
 النقاط : ابوعبدالله is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 10

افتراضي أنا شاوي

منقول
أنا شاوي ...
جدّي الأوّل كان تاجرَ "غنم" يتنقل في أرياف ديرالزور و الرقّة , ذو بأس شديد وكانت كنيته "العنتري" ... لم آخذ من كنيته شيئاً ... وأخذتُ كثيراً من ريفيّته , لا أتذكر تفاصيل وجهه , ما يحضر في الذاكرة فقط سريرَ موته , والتشظّي الذي خلّفه رحيله في بيت جدّي , في حيّ الرشديّة …
جدّي والد أمّي , كان ريفيّاً أيضاً من ريف ديرالزور من قرى موحسن … أحفظ تفاصيل وجههِ جيّداً … تلك التي أورثها لكل أبنائه
كان تاجراً معروفاً في ديرالزور , أعطاه الله مالاً بعدَ تعبِ سنين , فبدأ يتاجر بالسيّارات , والشاحنات …
مرّت عليه السنين وهو كما هو لم يتغيّر , امتلك المال و بساطة الريفيّ أيضاً …
ولذا “نصبَ” عليهِ في إحدى تجاراته رجلا أعمالٍ حلبيّين … فجعلاه من غير أن يدري يوقّع على عقد شراء لشاحنته “قاطرة ومقطورة” وقضت هذه العمليّة على آخر ما تبقّى عنده من مال … لم تنصفه حكومة الـ ٦٧ وقتها وخسر كلّ شيء وتراكمت عليه الديون …
أبناؤه “أخوالي” … لم يرضوا أن تكسرهم الحياة … وحمل كلّ منهم همّ أن يعيش باقي أخوته بعزّ … فبدأوا يصنعون الكراسي و يخيطونها … وفي ذاتِ الوقت كان أمام كلّ منهم أملٌ بمستقبلٍ يقيه شرّه العوز …
والدتي “أخت الرجال” كانت كأخوتها تقضي نهارها وهي تحيكُ الكراسي وتتعب أكثرَ من عشرِ رجال وأخوالي أعطاهم الله بعضَ حياة كرمى لعملهم … فدرس بعضهم الطب والصيدلة و دخل الباقون في التجارة … وبقي في كلًّ منهم ذلك الريفي الصغير الذي يقاتل ليبقى ويعيشَ أبناؤه عيشةً كريمة … وأخواتهم أيضاً …
ــــــــــــــــــ
أنا شاويْ …
ماضيّ مشابه كثيراً لماضي كثيرٍ من السوريين …
والديَ لم يمتلكا المال … وكانت حياتنا في السنين الأولى منها ملأى بالحلّ والترحال في قلب المدينة كبدويّين يبحثون عن واحة …
تنقّلنا بين أكثر من ١٤ منزلاً من الأحياء الفقيرة لديرالزور حتى الأحياء الغنيّة …
أتذكر من طفولتي مساء يومٍ مثلج … بعد أن أنهت والدتي عملها وقد أعياها التعب … لتحصّل بضع ليراتٍ تسد بها رمقنا تلكَ الليلة …
مسيرنا نحو المنزل و بائع الفواكه في طريقنا … ونظراتي إلى حبّاتِ الفواكه ونظراتِ أمّي إلي … حين اقتنصت من عينيّ شهوةً ما …
فأنفقت كلّ ما حصّلته يومها لشراء بضع حبّاتِ موز …
أتذكّر زياراتِ “أبو نعيم” إلى الصالون وهجومه مرّاتٍ مجنونة علينا لنعطيه ليرة أو ليرتين …
أتذكّر عوزنا الشديد ووقتها و لفّاتِ “الهواء” التي كانت أمّي توهمنا أنّ طعمها حلو … كحبّات الموز …
ـــــــــــــــــــ
أنا شاوي …
ألهمتني لقاءات أصدقاءِ أبي … و رغباتهم أن أقتنص من الانترنت مقالاتٍ معارضة بعد أيّام من تركيبنا لخطّ انترنتٍ في المنزل , وثقتهم أن دماغاً كدماغي باستطعاته تجاوز الحدود التي كان يضعها النظام السوري على مواقع الانترنت … قراءتي للمقالات قبل كلّ لقاء بهم و طابعة المنزل التي كانت لا تكاد تملأ بالحبر حتّى تجفّ من كثرة المقالات و شراهةِ أصدقاء أبي …
حاربت في السنة الأولى من البكالوريا كأيّ طالبٍ سوريّ للفوزِ بعلامةٍ ترضي والديّ أوّلاً وكذا ترضيني … رغم أن والديّ وقتها كانا في خلافٍ أشدّ من خلاف معاوية ابن سفيان مع جندِ الحسينْ … لم أفلح في السنة الأولى و أعدتها وغايتي فقط أن ادرس هندسة بترول , لأن مقالة قرأتها سابقاً عن ثروةِ الأسد لم تذكر شيئاً عن نفطِ ديرالزور و إلى اين ترحلُ أمواله ؟
ولقاء أبي كذلك مع علماء تنقيبٍ يابانيين …
ـــــــــــــــــــ
أنا شاوي …
كنتُ كثيراً ما احنق على التلفاز السوريّ الذي لا يحمل من تاريخ ديرالزور و حياتها الاجتماعيّة شيئاً إلّا حماقاتٍ تصوّر ديرالزور على أنها بادية ليس فيها إلا راعي غنمٍ لم يتعلّم من الحياة إلّا صنع السمنِ العربيّ … وبضع حلقاتٍ تافهة من “بقعة ضوء” تقولُ للسوريين في الطرف الآخر من العالم … أنّنا جهلة وحمقى و بقايا ممالك زائلة …
زاد حنقي كثيراً حين حدّثتني فتاةٌ طرطوسيّة عام ٢٠٠٥ بعدَ أن نبت الشعر تحت ابطي … وسألتني حين عرفت أنني من ديرالزور …
“كيف مشغّل انترنت ؟ عندكن نت بالخيمة؟”… أجبتها “الانترنت عندنا يعمل على بولِ البعير … سامحيني ان شممتِ رائحة سيّئة” … وحذفتها … لم أشأ أن اخبرها وقتها أن الكومبيوتر دَخَلَ إلى منزلنا منذ عام ١٩٩٧ … ربّما قبل أن تعرفَ هيّ أن هناك خارجَ حدودِ سوريا عالمُ آخر …
ـــــــــــــــــــ
أنا شاويِ …
كثيراً ما سألتُ نفسي لماذا لم يزر “حافظ الأسد” … ديرالزور في حياته ؟ إلى أن قرأت في جريدة تشرين عام ٢٠٠٧ …
“زيّارة تاريخيّة لسيادة الرئيس المفدّى بشّار الأسد … إلى ديرالزورْ” …
وقتها تأكدتُ تماماً أن ديرالزور خارج هذه المجرّة …
كنتُ أسأل أمّي … لماذا درستِ في حلب ؟ لماذا درس والدي في دمشق ؟ لماذا لا يوجدُ عندنا جامعة ؟
حتّى تذكّر بشّار … أن يفتتح جامعةً في ديرالزور عام ٢٠٠٧ , ويفتتح مشفىً للقلب .. ليداوي مرضى ديرالزور الذين كانوا يشربون ماء الفراتِ ملوّثاً ببقايا النفايات النووية التي زرعها عبدالحليم خدّام في بادية ديرالزور … القريبة من النهر …
اذاً ديرالزور غير مهمّة ونحن حقّاً في عالمٍ آخر …
لديرالزور تذهب النفايات النووية و الخذلان …
ـــــــــــــــــــ
أنا شاوي …
خذلنا الباقون في الأرضِ أكثرَ من مئةِ عام … ومع ذلك فتحنا بيوتنا للناجين من مذابح الأرمن … و الناجين من الموتِ في العراق و الأحياء بعد مجازر حمص , والهاربين من الرقّة … فتحنا قلوبنا لكلّ محتاج … ورضينا ألّا يأتينا من نفطنا وزراعتنا و صناعتنا واقتصادنا , أيّ شيء …
ولم يأتنا من السوريين إلّا الخذلان والنسيان والإهمال و الأمراض والكفر بالحكومات والجيوش …
وكذا بعدَ خمس سنينِ ثورة … مازال حزننا يؤلمنا وحدنا …
وحزن سوريّا يأكل من أكبادنا ولا يشبع …
مازال أخوتنا في الوطن … الثوّار منهم والأنذال يتعاملون معنا كأننا غزاةٌ لأرضنا … يعجبهم أن يناموا ليلتهم وجرح مجازرِ الشعيطات لا يؤلمهم … وجوع أهل الكرم في المناطق المحاصرة لا يعنيهم و موتنا داخل سوريا وخارجها لا يهزّ فيهم قصبة …
وبعد ذلك … ينعتنا البعض ببقايا رعاةِ الغنم … وبكلّ نرجسيّة مدنيّة مقيته … يهمسون داخلهم … وعلى العلن … “الشوايا” …
وكأنهم يسبّون …
ـــــــــــــــــــ
أنا شاوي …
اعتزّ كثيراً بريفية أجدادي , كما أعتزّ بسوريّة دمّي …
حلمي آخر الليلَ كوخ صغير يجري من تحته نهر فرات … وجدتي تخبز على التنّور خبزاً بطعم الفرات …
لن أقبل أن يُهضَمَ حقّي أو أن أهمّش …
لي من سوريا كما لكم وأكثر …
وحذارِ من سخطِ الجوع والخذلان … لأنّه وقتها سيرتدّ صرخةً توقظُ الأحياء …
كونوا “سوريّين" كما نحنُ … ولا تكونوا حمقى !












 
التوقيع - ابوعبدالله




[frame="1 80"]
لن يكون لدينا ما نحيا من أجله , إلا إذا كنا على استعداد للموت من أجله ..
يجب أنْ نبدأ العيْش بطريقة لها معنى الآن
[/frame]
  رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:38 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
+:: تصميم وتطوير فريق الزيني 2009 : حمزة الزيني ::+