فارس الخوري ابن قرية الكفير في قضاء حاصبيا. عاش في دمشق وارتقى فيها إلى عدة مناصب سياسية هامة. عيَّنه الملك فيصل وزيراً للمالية ثم تبوأ وزارة الخارجية في عهد الاستقلال وكان مرة المندوب السوري لدى مجلس الأمن. وكان في وقت ما رئيس مجلس النواب. وبشهادة مذكرات من عمل معه في تلك الفترات, لقد كان وطنياً مخلصاً. إذ بعد انتصار الفرنسيين على الملك فيصل ودخولهم دمشق, هرب معظم الوزراء والنواب في حكومة فيصل ولكن فارس الخوري قال: "نحن أهل البلاد, ومن العار أن نتخلى عن مسؤولياتنا قبل أن يأتي من يتسلمها منا حسب الأصول". وهكذا بقي بعضهم حتى نزل الجنرال الفرنسي غورو في قصر المهاجرين وأقيمت له في القصر مأدبة كبرى دُعي إليها الوزراء والأعيان وكان فارس الخوري موجوداً. في أثناء الطعام أراد الجنرال غورو أن يتهكم على الملك فيصل فقال: "إذاً هنا كان ملككم فيصل يسكن في هذا القصر الجميل؟" فأجابه فارس الخوري: "نعم يا صاحب الفخامة, كان الملك فيصل يسكن في هذا القصر الذي بناه والي تركي اسمه ناظم باشا, ثم حل فيه جمال باشا, ثم الجنرال أللنبي, ثم الملك فيصل, والآن تحلون أنتم فيه, وجميع الذين ذكرتهم أكلنا معهم في هذه القاعة, ولكنهم رحلوا جميعهم, وبقي القصر وبقينا نحن". وظن السامعون بأن الأرض ستنشق وتبتلع فارس الخوري, فاستدرك أحد الموجودين بقوله: "كلمة فارس بك في غير محلها". لكن الجنرال غورو تظاهر بأنه لم يفهم شيئاً.
بعد ربع قرن على هذه الحادثة, خلال أواخر الحرب العالمية الثانية كان نفوذ الفرنسيون في الأفول عن سوريا ولبنان, وكان فارس الخوري يتبوأ رئاسة مجلس النواب. وصادف أن الشخص الذي قال "كلمة فارس بك في غير محلها" كان أحد النواب في المجلس النيابي, وحدث أن وقف هذا النائب يوماً يخطب ويهاجم الفرنسيين بشدة مطالباً بجلائهم أو إجلائهم مهما كلف الأمر. وبعد انتهاء خطابه اقترب من فارس الخوري سائلاً: "أرجو أن تكون كلمتي في محلها". فأجابه: "ليتها كانت في غير محلها".
وقصة فارس الخوري مع بائع الطرابيش المصري مشهورة. إذ كان رأس فارس الخوري كبيراً جداً؛ ووجد صعوبة في إيجاد طربوش يلائم رأسه. وبعد أن فتش في معظم محلات القاهرة, وجد أخيراً طربوشاً يناسب رأسه. فطلب البائع سعراً عالياً لطربوشه قائلاً: "لو فتشت كل مصر ما تلاقيش طربوش بالقياس ده". فأجابه فارس الخوري: "وأنت لو فتشت كل مصر ما تلاقيش راس مثل راسي لطربوشك".