بسم الله الرحيم الرحيم
.
.
هي قصة مشهورة ومعروفة ، أرسلت على الهواتف المتحركة وعلى الإيميلات وموجودة في كل موقع ومصاغة بطرق مختلفة . قصة فيها عبر كثيرة ولعلى أبرزها هي فضل الأم فلا أحد يعرف قدر الأم إلا عندما تضيع من يده ولا أحد يشعر بمعاناة الأم والآلام التي تعانيها إلا عندما يمر بذاة المعاناة بها . البعض اصبح يتهاون ولا يقدر أمه بل وصلت في البعض بأن يُملي الأوامر والطلبات لأمه بأسلوب غير مهذب مثال (اذهبي واحضري لي كذا وكذا وكأنها تعمل كخادمة وخاتم في اصبعه ) .
وهذه رسالة أريد أن أنشرها بأسلوب النثر القصصي لتكون أوضح وأتمنى أن تحوز على إعجابكم .
= الــقــصــة =
في يوم من الأيام وبالتحديد في فصل الخريف عندما تصفر أوراق الشجر.. وتذبل وتتساقط بانكسار على الأرض، . أرملة بلا زوج ، مات زوجها قبل ولادة طفلهما بشهر ، والأن يبلغ عمر الطفل شهراً من اليُتم ، كثير البكاء كعادة الصغار دوماً، تواصل والدته رعايته ليلاً ونهاراً لا تغفو عيناها عنه إلا لساعتين ترتاح فيه من عناء السهر.
هذه الأرملة وحيدة ولا أقارب لديها ولا يزورها إلا بعض من الجيران ، فقيرة وليس لديها ما يكفي لمصروف البيت .
بعد مرور عدة سنوات رأى الطفل أبناء الجيران يلعبون بالدراجات الهوائية فأراد من والدته أن تشتري له واحدة مثلها مع الإلحاح والطلب منه، بالرغم أنها حاولت أن تشرح له أن حالتها المادية لا تسمح على شراء واحدة مثلها هذه ولكن مع إصراره وعناده، قررت أن تفاجئ الإبن صباح اليوم التالي ، بما أنها لا تملك المبلغ الكافي لشراء الدراجة النارية، قررت أن تبيع بعضاً من حُليها وحاجاتها المنزلية التي لا تحتاجها، وبهذا حصلت على مبلغ كافٍ لتشتري دراجة هوائية جميلة وأجمل من ما يملكه أبناء الجيران وفاجأت إبنها بها وقدمتها له وهي مسرسوة لسعادته وفرحه بهذه الدراجة الهوائية. مع تحذيرات الأم لإبنها ونصحها له بالحذر وعدم الإقتراب من الشارع العام خوفاً عليه من الحوادث وغيرها.
وحدث مالم يكن في الحسبان، في يوم من الأيام خالف الطفل نصائح أمه، وبتهوره وإندفاع الأطفال خرج إلى الشارع العام، دون أن ينتبه للقادم من السيارات، فإذا به يقع ضحية لحادث دهس، تجمع أهالي المنطقة، وبفطرة الأم الحنون، أحست بوغزة في قلبها فأتاها خبر حادث إبنها وقد نقل إلى المتسشفى وهو في غرفة العمليات.
بعد ساعات خرج الطبيب ليخبر الأم بأن إبنها قد فقد عينه اليمنى، سقطت الأم مغشيةً عليها من هول الصدمة، بعد ساعات قليلة همست في سرها ( إبني .. إبني .. لا تخف فلن أتركك وحدك ) وقررت أن تتبرع بإحدى عينيها لإبنها حتى لا يكبر وهو فاقد لإحدى عينيه وليكون مثل اقرانه من الأطفال ولا يخجل منهم، وأكدت للطبيب من ثقتها وإصرارها في قرارها وعدم تراجعها عنه، وامتثل الطبيب لذلك رغبة على طلبها.
أٌجريت العملية وانتهت بنجاح.
بعد مرور عدة سنوات أخرى، يدور في خلد الإبن سؤال يحيره، يا ترى تضع أمي ضمادة بيضاء على عينها كل هذه السنين، وببراءة الطفل سألها :امي مابكِ؟ لِمَ هذه الضمادة على عينك؟ فأصدقائي يضحكون علي ويقولون أمك تشبه القراصنة ..!! أحقيقة أنكِ مثلهم ..!! وحقيقة هذه الكلام يُزعجني فهل ستنزعين هذه الضمادة عن عينك ام لا ؟ بدمعة غالية تحرق فؤادها صمتت الأم ولم تجبه وفضلت الصمت. لم يجد الطفل أي إجابة شافية لسؤاله .. فاحترم صمت والدته وسكت عن إلحاحه. ومرت السنون حتى كبر الطفل وأصبح شاباً في سن الزواج ..وفاجأ والدته بطلبه للبحث له عن عروس له ... فرحت الأم كثيراً لطلب إبنها .. وبدأت للبحث عن زوجة ذات خلق ودين تُسعد بها قلب إبنها الوحيد .. وكان لها ما أرادت .. وتم الزفاف وفرحة الزواج أخيراً بإبنها. وفضل الإبن أن يعيش في بيت منفصل عن والدته لينعم بالإستقرار العائلي على حسب قوله ومنطقه .. وهو في هذا يُجحد حق والدته فيه .. وفي رعايته لها بعد هذا العمر من تربيته له .. وتركها وحيدة في بيتها تندب حظها .. وتشتاق لإبنها وفلذة كبدها .. احتسبت امرها لله .. ولم تعارض طلبه في الخروج في بيت الزوجية المستقل بذاته .
.
.
>> يـتبع <<