السيدة الفاظلة منى كنت هنا وذهبت وعدت
حاولت أن امتطي صهوة خيالي ..
لعلي اصل إلى مرتع الكلمات في داخل أعماقي..
ولعلي أجد بينها أعذب
وارق واروع الحروف لاقدمها لكِ من صميم فؤادي في حلة تخطها لك أناملي
بكل إجلال وتقدير ...
ولكنني أخاف أن تنقص في حقك ولاتوفيه...
لقد ذكرتيني بأمي التي لم ارها منذ ست سنوات..
فهي طبق الأصل عنك وكأن هي من كتب هنا ...
انظري هاهي سحابات الحزن تجتمع في سماء مقلتاي... فتهطل من خلالها لأن دموعي شوقا ولهفة إلى رؤيتها...فلم اعد يا منى أجد من يجفف هذه الدموع سواها...
ولم اعد أجد من يرسم لي الابتسامة على شفتاي سواها..
أصبحت بعدها أعيش في عالم غريب لا يحيط به سوى
الغربة والوحدة والبعد ونيران الشوق إليها...
لقد قتلني الزمان بحرماني من رؤيتها...وقتلني بطول المسافات بيننا...وقتلني بمرور الساعات والأيام والشهور والسنين دون أن اسعد بلحظة ألقاها فيها...سوى لحظات مؤودة التقيتها فيها وذهبت كالسراب...
ولقد تذكرت من خلال كلماتك ومعاناتك مع أولادك ماكانت تفعله أمي ..
تلك المرأة الريفية البسيطة التي لم تتجاوز في مراحلها الدراسية سوى ست سنوات ولكنها كانت تؤمن بأهمية العلم ..
فكم من كتاباً أهدتني وكم كانت تتمنى بأن أكون أديباً صاحب قلم يدافع عن الحق ويرد عن المظلوم ظلمه ..
تبا لي يا أمي لكم خيبت أملك ...