أمي أم علي

[وسام زهير المشعان]

هي القصيدة كتبها الوالد لأمه
(أم علي ) جدتي الغالية على قلبي

أمّي أمّ علي

إلى كل أمهات الوطن وإلى كل الأمهات في العالم
(1)

أُمّي

أمّ عَلي

مِثلُ كُلّ النساءِ

في قريتي

بِعاداتِها وَلِباسِها

وفي حكاياتِها

تبدأُ بالصلاةِ

على النّبي

(2)

حملتني تسعة أشهرٍ

وَنَسيت آلامَ الطُّلق

لمّا بشّرُوها

بي

رَضِعتُ مِن ثديها

ولا عاشَ مَن يَخونُ

ذاكَ الثدي

(3)

إذا بكيت

تَهرعُ مُسرِعَةً

تُهَدهِدُنِي

تناغيني ... تحاكيني

وتبسم لي

وتغني

العتابا والميجنا

وبعد الموليا

تصيح: يا هلي

(4)

أمي أُمّيَةٌ

لا تُحسِنُ القراءةَ والكتابةَ

وَمَعَ ذَلِكَ

علمتني أولَ حَرفٍ

أبجَدِي

ربتني يتيماً

بعد أن مات

أبي

وتقول لي وأنا صبي

متى تكبر يا ولدي

وأراك رجلا

لتفخر بي

وكبرت وأصبحت أبا

وكلما رأتني تضمني

وتمسد على شعري

وتخاف أن أتعثر

فتمسك بيدي

وتأخذني في حضنها

وأغفو على كتفها

فيغار ولدي

ويلكزني ويقول

انهض

جاءت أمي

يا أبي

وأصحو مستقبلاً

فيضحك الشقي

ويندّس مكاني في حضن

أم علي

فتهش وتبش ضاحكة

ما أغلى من الولد

إلا ولد الولد

يا ولدي

(5)

عندما سجنت

نامت على الأرض

كما أنام

وحرمت نفسها

من كل ما أحب

من طعام

كانت تبكي

من الصباح إلى المساء

وتُبَكّي من في الحارة

من الرجال والنساء

ولمّا توهن تبدأ بدعاء الحرية

إلى أن يأفل الظلام

وإذا ما غفت عينها

ورأتني مقبلاً في المنام

تهب فزعة

لتعانقني

فتجدها أضغاث

أحلام

(6)

أمي

أم علي

في الصباح تفتح

التلفاز

لتسمع الأخبار وتحاول

أن تحلّ ما في السياسة

من ألغاز

وتسألني وتتساءل

من هو الليبرالي

ولماذا يفعل ما يفعل

الدر دري

إن قلت لا أدري

فتلك مصيبة

فأختصر وأقول لها

لا عليك.. سيرحل

فاصبري

( 7 )

أمي

أم علي

تدعو بالنصر للمقاومة

في العراق ولبنان

وفلسطين

في كلّ آن

وفي كل صلاة

وبين الصلاتين

وترى بحسها

مثل زرقاء اليمامة

أنّ الأخطار قادمة

فترفض الاستسلام

أو المساومة

وتقول بصريح الكلام

لا خيار لنا يا ولدي

إلاّ المقاومة

تلك هي أمي

أم علي

مثل كل الأمهات

في وطني

*****