لكل جيل له وعليه .
وكل جيل إبن وقته وزمانه وظروفه .
علينا أن نتصف بالواقعية وبكثير من الإنصاف .
مع أنني من الجيل الذي ولد عام 1950 إلا أنني مقتنع بأننا نظلم أبناء الجيل الحالي .
إن حجم التحديات والمؤثرات السلبية التي يتعرض لها أبناء الجيل الحالي ( جيل العولمة المقيتة ) تبلغ أضعاف مضاعفة عن التحديات التي واجهها جيلنا .
جيلنا كان يواجه تحديات مادية تتعلق بالإمكانات وتمكن ذلك الجيل من تجاوزها بالصبر والبساطة .
ولكل الجيل الحالي يواجه تحديات فكرية , وتحديات مفاهيم , ويواجه قوى جبارة وخرافية الإمكانات ومع ذلك هذا الجيل لم يستسلم والأمل معقود عليه بتحقيق ما عجز جيلنا عن تحقيقه .
على مستوى العلم , الجيل الجالي حقق نجاحات أفضل والإحصائيات تثبت ذلك .
على المستوى الفكري , جيلنا كان مشوشا تتنازعه شتى المدارس الفكرية , ولكن الجيل الحالي بشكل عام أقرب إلى وحدة الفكر منا .
على الصعيد النضالي وقضايا المنطقة والعروبة , الجيل الحالي أفضل من جيلنا , فقد رفض سياسات الهيمنه , وتصدى للعدو الصهيوني , فثقافة المقاومة اليوم أفضل من السابق لإنتقالها من التنظير إلى العمل الميداني فالمقاومة هزمت العدو الصهيوني ودحرته في لبنان وحررت الأرض , والمقاومة تقض مضاجع العدو في فلسطين , وفي مناطق أخرى من العالم .
نعم لهذا الجيل سلبيات بحكم الواقع والظروف ولكننا نحن جيل الخمسينات لم نتمكن من التعامل معها بالطريقة المناسبة وعالجناها بالطرق الكلاسيكية , وعن طريق الإملاءات , بينما لغة العصر اليوم هي لغة الحوار والإقناع .
على كل حال كل ما ورد في المقال عن جيل الخمسينات صحيح وبه كثير من الرومانسية بالحنين للماضي ,ولكن المقارنة غير عادلة مع هذا الجيل لإختلاف معطيات الواقع .
مشاركة جميلة جدا أخت آرام فقد ذكرتينا بالذي مضى .