[frame="5 80"]
أيها السيدات الفاضلات والسادة الأكارم : كل عام وأنتم بخير
ثلاثون يوما .. مرت زاخرة بما لذ وطاب من الأصناف من المأكولات والمشاريب والحلويات والمعجنات ..
ثلاثون يوما .. مضت على الغالبية من الناس بين نوم النهار وسهر الليل حتى الصباح ..
وذلك السهر كانت تترافق معه أعراض حمى أنفلونزا المسلسلات ؟؟!!
وموجة متدفقة من الإعلانات والدعايات والفوازير والمسابقات !!
مالذي أصاب الناس؟؟
ماهي الفوائد التي حصلنا عليها ؟؟
ماذا تابعنا ؟؟ في غمرة السيل المتدفق من الأعمال الدرامية؟؟
وأي عبرة استفدنا ؟؟
من أين نبدأ ؟؟
هل سندخل من باب الحارة إلى بيت جدي ؟؟ حيث ضاع الزعيم أبو شهاب في الأولى ووجدناه في الثانية ؟؟
بين الشتاء الساخن الذي قدم قمة الإنحلال في مجتمع لايمت لقيمنا وديننا بصلة ؟؟
والهدوء النسبي الذي لف مشرط الجراح بوهن ضعيف خائف من وضع يده على الورم وهو حال أغلب الأعمال
الدرامية هذا العام !!
هل بات المشاهد ساذجا لدرجة أن يجلس أمام صندوق الدنيا ليشاهد الممثلة تقوم بجميع الأدوار ؟؟
لم نعد نعرف أم جوزيف أم البدوية في قبائل الشرق أم الأم المسحوقة في أعمال لاحصر لها !! وتعرض في آن واحد !!
يختلف الممثل مع الجهة المنتجة التي تضطر أن تميته في عمل ليبرز لنا في عمل آخر وكلها تعرض معا في رمضان !!
رفقا بنا ياصانعي كركوز وعيواظ .. بل رفقا بكم ..
ياصانعي الدراما السورية أنتم تقفون على حافة السقوط
نحن بأشد الحاجة لأعمال تلامس واقعنا ومعاناتنا كشعوب عالم ثالث يرزح تحت المداس
ويتأوه من شدة القهر لما يدور حوله من من دوامات وليست دوامة واحدة !!
إنفلونزا المسلسلات تجتاح البيوت والأدمغة معا ..
أعمال هابطة تعرض على كبرى المحطات الفضائية العربية :
بيني وبينك .. طاش الذي لم يجد أي طرح جديد .. باب الحارة الذي يدور حول نفسه ويقدم
نسخة مكررة في بيت جدي ..
شر النفوس الذي عاد الحكاية ذاتها بلا أدنى حرج من المشاهدين
صبايا : وياللنموذج الذي تحتذي به فتياتنا العربيات ؟؟
مالذي أصاب الكتاب والمبدعين ؟؟
رفقا بنا أيها التجار المنتجين ...
فأنتم بلا شك قادرين على جمع المال .. ولكن لاتتاجروا بتاريخ أمتنا العريق ..
لاتزيفوا الحقائق وتلونوا الوجه المشوه وتلبسوا الأجساد الممسوخة حللا من الحرير !!
نحن بحاجة لأقلام نظيفة ناصعة ..
اكتبو الكوميديا السوداء التي تجعلني أضحك على غبائي وخيبتي !!
اكتبوا الدراما الحقيقية التي أراها كل آن في وجوه البائسين من حولي
اكتبوا المسلسل المضحك الناقد الذي يكشف الستار عن وجه الفاسدين المفسدين
لقد رأينا لاشك أعمالا جليلة وراقية كبقعة ضوء والمرايا القديمة والكثير من
الملاحم التاريخية الجميلة كالخوالي والعبابيد وأيام شامية
ولكن ؟؟؟ هو الخوف من الإنزلاق في مهب المسلسلات التجارية التي أساءت كثيرا
للدراما السورية المتألقة
وعذرا للشهر الكريم سيد الشهور الفضيلة الذي أنزل فيه القرآن
وقد حوله التجار إلى سوق لتجارتهم الكاسدة
ولكن مايثلج الصدور بأن المساجد بحمد الله تغص بالمصلين فترة التراويح
والحرم المكي وصل فيه المعتمرون إلى أكثر من مليوني مسلم ومسلمة
لازال أهلنا بخير وديننا هو الأقوى بإذن الله وكل عام وأنتم بألف خير
تماضر الموح مع المحبة
[/frame]