أفضل ما يهدى للميت:
إنّ أفضل ما يهدى للميت هو ما كان أنفع للناس في حياتهم وحاجاتهم ولذلك فإننا نقول: أفضل ما يهدى للميت هو الصدقة ثم يأتي بعد ذلك الاستغفار والدعاء والحج والصوم والصلاة وقراءة القرآن. وكان أفضل الصدقة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سقي الماء وذلك لحاجة الناس إليه ولذلك قال: ((أفضل الصدقة سقي الماء)) (النسائي) وهذا في موضع يقل فيه الماء ويكثر فيه العطش وإلا فسقي الماء على الأنهار لا يكون أفضل من إطعام الطعام في حال حاجة الناس إلى الطعام، ولما كنا الآن في عصر النقد، حيث يحل المال كل المشاكل ويلبي كل الحاجات فإنا نقول: إنّ أفضل الصدقة التي تهدى للميت الآن هي إعطاء المال (النقد) لمن يحتاجه من الفقراء والمساكين والمديونين والمسافرين المنقطعين وطلبة العلم وغيرهم.
اشتراط النية:
في إهداء ثواب الفعل للميت لا بد من النية، نية الفعل عن الميت، والنية يجب أن تسبق الفعل كما في سائر الأفعال، ويحصل للحي من ثواب الفعل مثل ما يحصل للميت وإن كان الثواب يهدى إليه. قال ابن عقيل: ((إذا فعل طاعة من صلاة وصيام وقراءة قرآن وأهداها، بأن جعل ثوابها للميت المسلم، فإنه يصل إليه ذلك وينفعه بشرط أن تتقدم نية الهدية على الطاعة وتقارنها)). وقد رجّح هذا ابن القيم رحمه الله تعالى.