حوار مع القاصة ...أماني عصام المانع يحلو العيش مع القصّة القصيرة
سألها أحد أصدقاء الأدب ذات مرة ... هل لوالدك الأستاذ عصام أي جانب في كتاباتك وفي ظهورك كقاصة ؟
فأجابت : لوالدي كل الفضل في تهذيبي وتعليمي وإيصالي لمنزلة ذات سوية جيدة في العلم ولازلت أتخذ رأيه في كل ما أكتب ..لكن في النهاية الذي يكتب هو قلم وفكر أماني
والدها الأستاذ عصام قال عنها : مذ كانت صغيرة كانت موهوبة أدركت ذلك وفعلت مااستطيع حتى أنمي هذه الموهبة لديها وقد توضحت موهبة الكتابة لديها وتجلت وتبلورت في صفوف الدراسة الثانوية ...أماني ابنتي كاتبة متميزة دائماً أدعو لها بالتوفيق.
أماني المانع قاصة ذات يراع شفاف تكتب بسلاسة ووضوح مع عمق للفكرة فعندما تقرأ كتاباتها تجد نفسك تغوص في أسطر مفعمة بالحب بالأمل بالصفاء بالنقاء...نالت حبوراً لدى الأدباء لكتاباتها ونالت أيضاً الإعجاب .. تكتب الخاطرة والقصة القصيرة والمقالة وكذلك كانت لها تجربة مع الرواية.
صدر لها مجموعة (سيد الكلمات ) قصص قصيرة
ورواية (كي لايموت الحب )
عن كتاباتها ومجموعتها وروايتها... الفرات التقت القاصة وكان معها الحوار التالي:
- أين هو موقع القصة القصيرة حالياً بين الأجناس الأدبية المختلفة؟
- القصة القصيرة فن جميل وصعب أو بالأصح (السهل الممتنع)وهنا يحلو العيش معها حيث تتنوع موضوعاتها وتأخذ من كل زاويا الحياة ومن كل ألوان المشاعر.فقد كانت معروفة منذ القدم عند العرب على صورة نوادر وحكايات لكنها راجت بصورة أوضح في بدايات القرن الماضي ولازالت تسطع وتشرق أكثر فأكثر وتتحدر معالمها ويصبح لها أهلها وعشاقها وهي في الوقت الراهن مطلوبة جداً ولها مكانتها كما هي القصيدة الجميلة.
وتتابع المانع:وما يميز القصة القصيرة ويجعل لها جاذبيتها هي الإيجاز مما يجعلها اللون المناسب لهذا الزمن الذي أصبح القارئ فيه بحاجة على أن تصله الرسالة والمتعة والفائدة بوقتٍ وجيز وكلما كانت القصة تحمل فكرة مشرقة وتكويناً جديداً يكون هناك عامل الجذب بين المبدع والقارئ
- للقصص القرآنية دور في فكر الكاتب فهل استفدت من تلك القصص؟
-القصة القرآنية هي نبع البلاغة والروعة والبيان والمعاني وهي كالنهر الذي يستزيد منه الكتاب في إبداعاتهم وكتاباتهم واليوم نراها تدون في كتب الدعاة والشيوخ لتكون عوناً لهم في إيصال فكرتهم ، تبقى القصة القرآنية لها مكانتها المحفوظة والجليلة وما علينا نحن كأدباء إلا أن نستزيد منها أكثر وتكون لنا بمثابة النهج الذي نسير عليه كل حسب تقديمه لنصه وفكرته.
- في مجموعة سيد الكلمات التي أصدرتيها لاحظنا أن هناك قصصاً ذات نهايات مفتوحة ...فماذا كنت تريدين من هذه النهاية؟
-في البداية ...لكل نهاية أسبابها ووجهات نظر الناس حولها ،النهاية المفتوحة كانت مصير حكاياتي وقصصي وذلك حتى يكون للقارئ حرية الاستنباط أكثر لأن القارئ اليوم ذكي فهو بالتالي ليس بحاجة أن نوضح له الأمور وليس بحاجة أيضاً إلى أن نعطيه ونفرض عليه مايريد لأنه قادر على ذلك وهناك سبب آخر يتعلق برسالتي التي أحاول من خلالها أن تصل إلى قلوب القراء وأرواحهم وعقولهم وهذا السبب هو الذي يقودني للسعي إلى أن أترك هدفي من كل قصة أعمق الأثر ولهذا كان لابد من أن أطيل حبل تفكير القارئ بما سيحدث بعد انتهائه من قراءة أو سماع القصة .
وتضيف المانع:أما البعض الآخر من قصص فكان يختم بالعنوان الذي هو بذاته رسالة كما في قصتي (مات بداخله إنسان،فن اسمه التجريح)
- اعتمدت في رواية كي لايموت الحب إلى تقسم الرواية إلى ست أراشيف فما مغزى ذلك؟
-روايتي كي لايموت الحب هو عبارة عن رحلة في حياة البطلة مهجة حيث يتم سرد الوقائع والأحداث بتصفح البطلة صورها ورسائلها منذ طفولتها حتى النهاية لذلك قسمت الرواية إلى أقسام كل اسم جاء تحت اسم أرشيف فهو يمل من الصور والأحداث والماضي مايجعله أرشيفاً بالفعل ولكن بطريقة أكثر رومانسية .
-هل استفدت من التجارب السابقة التي نهج عليها أدباء المحافظة ؟
-بالفعل لقد استفدت من التجارب الأدبية السابقة في المحافظة ...لازلت أقرأ للعديد من المبدعين من فراتنا العزيز وكان آخر ماقرأت مجموعة (الطريق إلى الحلوى ) للأستاذ الأديب محمد رشيد رويلي الذي تشرفت بإهدائه نسخة لي منها.
-ما جديد أماني المانع وهل تقدمت بطلب انتساب لاتحاد الكتاب العرب ...وهل الاتحاد هو غاية الأدب وهدفه ..أم أن للكتابة وإشباعها الدور الرئيس؟
-جديدي بإذن الله هي مجموعة قصصية ثانية أما بالنسبة لعضوية اتحاد الكتاب العرب فهي أمنية لكل أديب وهي بالوقت نفسه ليست غاية بحد ذاتها فالأدب رسالة وهذه الرسالة لاتتحقق بمنصب أو مكانة وتذكر أماني : جميل جداً أن تصبح عضواً في اتحاد الكتاب العرب لكن ليس معنى هذا أن تقف رسالتك إن لم تكن عضواً .
- الأدب لايتجزأ ومع ذلك يذهب البعض إلى إيجاد مصطلح أدب نسائي فهل ذلك في رأي أماني صحيحاً وإذا كان كذلك فهل نستطيع أن نقول أن الأدب المقابل هو (أدب ذكوري) مثلاً؟
-الأدب الجيد هو الذي يحمل خواص العصر ومكوناته ويتفاعل مع الإنسان ويحمل مشاكل من حوله بشكل خاص ومشاكل الإنسانية بشكل عام .
وتقول القاصة :أنا لست مع التقسيم و***** للتصنيف الجنسي للإبداع مع أنه يجب الاعتراف بوجود أدب نسائي وذلك لاعتبار أن هناك رؤية نسائية لجوانب مختلفة تختلف أحياناً في رؤيتها عن رؤية الرجل ...وبصراحة أكثر معظم من يكثرون من الحديث عن الأدب النسائي غرضهم الوحيد الكبت والإحباط وهم لازالوا أسرى مجتمع وصفوه (هم ) بالذكوري ..فلذلك لايسعني إلا أن أقول أن الأدب أدب سواء من كتبه إمراة أم رجلاً.
- في النهاية ماذا تود أن تقول أماني المانع ؟
- في النهاية أحب أن أتقدم بالشكر لجريدتنا العزيزة والقائمين عليها وكذلك لكل من يصفق للكلمة التي تستحق التصفيق فقط ولأولئك الذين شجعوني على المضي في طريق الكلمات وهم عمالقة في هذا المجال (أساتذتي ..معلمي) وأهلي والدي العزيز .
يبقى الفرات ويبقى أدباؤه ينهلون منه ...أماني المانع كاتبة شابة اختارت لنفسها طريقاً تمشي به ألا وهو الأدب ...بشفافية تكتب وبإحساسٍ مرهف تكتب...تنظر إلى الأدب على أنه حالة شعورية تكمن في داخل الكاتب فلابد من إخراجها كدفقة أدبية تحمل بين طياتها العشق للإنسانية ...
حاورها : خالد جمعة
آخر 10 مشاركات
الإهداءات
اهلا وسهلا بالاديبة و الشاعرة ....اماني المانع .....
مرحباً ألف 
العرض العادي
