المشكلة بالأخلاق فإن ذهبت ذهبوا

[ابوعبدالله]

ربما أوشكت المعضلة السورية على الحل وباتت الأمور الرئيسية قاب قوسين أو أدنى بالإنفراج ولكن كان وسيبقى الصراع الحقيقي في سوريا هو صراع الأخلاق الذي سبب لنا الأذى والألم أكثر من أي شيء آخر

[أيهم المحمد]

تعتبر الأخلاق حسب رأيي الشخصي واحدة من ثالوث و هو ( طرائق التفكير ،الأخلاق ، قراءة التاريخ ) و التي اعتبر فقدانها و التخبط فيها سبب جوهري و اساسي في كل المعضلات التي واجهتنا و افقدتنا بدورها أن نكون أصحاب المبادرة في حل تلك المعضلات ، و باقتضاب فيمكننا إعطاء مثال عن مسألة التفريق بين الكيان و الحاكمية بما يتعلق بطرائق التفكير ، و تكرارنا للأخطاء التاريخية التي وقعت بها الامة منذ صراع السلطة العباسية و الاموية و دور الشعوبيين و الخارج فيها على حد سواء ، و اخيرا أزمة الاخلاق المستعصية و التي هي منار و مدار كلامك أبو عبد الله ، و التي ستكون محل حديثك و حديثنا اليوم .

[أيهم المحمد]

يكاد لا يختلف سوريان إثنان على أننا عشنا سقطة أخلاقية و انحدار أخلاقي موغر في العمق تجاه بعضنا البعض . ربما هذه السقطة قد تعمقت تدريجيا و ظهرت يوما بعد يوم مع بدأ المأساة السورية و التي شكلت مسبار حقيقي لحاجة الناس للتعاون و التعاضد و التكافل ك اخلاق مجتمعية أساسية قبل أن تكون اخلاق فردية .
شكلت الإطلاقات و التقسيمات و من ثم التسميات الفرعية بيئة مناسبة لقاصري التفكير و الاخلاق للتمييز و التفضيل المجتمعي ، فقسمت القرى و القبائل بالمواقف و قسمت هي ذاتها بالافخاذ و الجماعات ، و هذا بدوره خلق ردات فعل جماعية بفكر تطرفي حاد نوعا ما استغله البعض لمكاسب ضيقة على حساب النفع العام ، و هذا باقتضاب تسلسل للانحدار العام في أخلاق الجماعة .

[أيهم المحمد]

أخلاق الجماعة هذه بدورها انعكست على اخلاق الافراد و ارتدت بأفعال جعلت الأسر بدورها تنقسم بين من لا حيلة له و متسلطين و منجرفين و منحرفين ، و كل أولئك قد اختار له جزء من سفينة المجتمع يدق فيها اسافينه.
و في الاختبار الاول و الاهم في رحلة النزوح و العذاب ظهرت كل تلك السنين بوجهها الأبشع ، و بالفعل و بلا مبالغة " نفسي نفسي ".

[أيهم المحمد]

و كي لا أبتعد عن العمومية التي طرحها ابو عبد الله ، فإننا إن اردنا سوق أمثلة و تسميات عن الأذى و الألم الذي سببه صراع الاخلاق ، فلن تتسع سنة كاملة من الحديث .
إن حدثناكم عن تقلب المواقف و الاهواء و الاذى الكبير الذي سببه لوجودنا كأفراد في مجتمع ، فلن تتسع كل الاحاديث لهذا الحدث .
إن حدثناكم عن الغل الذي ترجمته الافعال و نحن نتجاوز منطقة و أخرى و تجمع بشري و آخر ، فلن تسعفنا الكلمات .
إن حدثناكم عن الاستغلال الذي تغذت عليه أحقاد الناس فلا و لن نجد وقتا و كلمات تفي ذلك .
بالمقابل و إن كانت قليلة ، فلا يمكن ان نقول أن هناك في الحد الادنى عند قليلين أخلاق سمحت لنا بالبقاء على قيد الحياة .

[ابوعبدالله]

لن أزيد على كلام أيهم هو وصف الحالة بشكل لا يحتمل الإضافة
وأنا نتيجة ظروف معينة وقاهرة أعتذر عن التواصل معكم لفترة من الزمن ريثما تصبح الظروف مواتية