السلام عليكم ..
لا أجد جدوى من مخاطبة العقول في الوقت الراهن لأني أجده نوعا ما ترف فكري لا حاجة لنا به و لا طائل من الإصرار عليه .
العقول اليوم شتى و تنتمي للماضي و الحاضر و المستقبل ، و تنتمي لداعميها و دول اغترابها و مناطقها و قنواتها التلفزيونية و لمن يدفع لها، أما القلوب فهي تنتمي لله و للحقيقة و الجمال .
بالأمس القريب كنت قد وصفت لكم كيف يحرس الآباء ذكريات الأبناء ، فيخيل للعقل أنه يحرس قطعة خشب هنا و حائط هناك بانتظار العودة ، و حديث قلبه يقول أحرس ما تبقى لي من حياة .
حديث القلب حديث أبعد ما يكون عن الزمان فهو لا يعرف الماضي و يجتاح عمق المستقبل ، و يجتاح عمق المكان فيسافر إلى من رحلوا بلا فيزا أو هجرة غير شرعية.
حديث القلب سبيل للنجاة من تكبيل الواقع و محرمات السياسية و مراعاة الأوضاع .
انظر و أنت تتخيل معي كيف أن الزهر في الربيع تطاول فوق ركام الأبنية المتهدمة ، لسان عقلك يقول " هجره أهله و استطال فوق العمران " و لسان القلب يقول " لايليق بالزهر ان يحاط بالركام ".
بقيت بغداد رغم كل النكبات لأن الآباء فيها ما برحوا المكان يحرسون ذكرى الأبناء