هل سبق لك وأن كنت تتحدث مع زميل جديد وبعد بضع دقائق قلت لنفسك:((إنني وهذا الشخص نفكر بنفس الطريقة! إننا على نفس الموجة))
هذا شعور رائع يشبه الوقوع في الحب تقريباً.يطلق العشاق عليه((كيمياء)) ويتحدث الأصدقاء الجدد عن تلاقي الأرواح أو الألفة اللحظية مثل هذا الأحساس المفاجىء بالدفء والقرب, هذا الأحساس الغريب الذي يجعلك تقول: يا للروعة أشعر وكأننا أصدقاء قدامى!
عندما كنا أطفالاً صغاراً في القرية كان صنع الصداقات أسهل علينا حيث إن معظم الأطفال الذين نلتقي بهم نشؤا وتربوا معنا في نفس القرية وبذلك فقد كانوا معنا على نفس الموجة ثم مرت السنوات وكبرنا ولم نعد أطفالاً وبعدنا عن بعضنا البعض واختلفت خبراتنا واهدافنا وأسلوبنا في الحياة فلم نعد على نفس الموجة
ولكي نعود بعد هذا التباعد إلى نفس الموجة لا بد لنا من أداة سحرية حتى نرجع كما كنا وهذه الأداة هي الأداة اللغوية(( كالكلمات المحكية بهلجتنا في القرية التي تمر من خلال أحاديث الأخوة في صفحات المنتدى)) فأشعر براحة نفسية تجاه من يكتب بهذه اللهجة وكأنه تأثيراً كيميائياً يجتاحني أيقظ كل حبي للقرية وذكرياتها..
ابو جرير