إخوتي فتحنا في الأسبوع الماضي باب العلم وما زال بابه مفتوحاً.
وكان الإقبال على الدخول في هذا الباب متواضعاً إن لم أقل معدوماً.
لأن معظم الأعضاء يطرقون باب العبادة.. لا بأس ولكن أتعلمون أن نبي الله يوسف عليه السلام طلب من عزيز مصر أن يكون مسؤولاً عن المالية لأنه أعلم من غيره بذلك( أجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)
فمن أجل أمانته ساد على غيره, ولعلمه اصبح وزير العزيز.
حقاً إن (( العلم حياة, وهو مصباح العقل)) ولذلك فإن العلماء حكام على الناس, فأكثر الناس قيمة أكثرهم علماً, وأقل الناس قيمة أقلهم علماً, والعلماء باقون ما بقي الدهر.
العلم والاعتماد على المنهج العلمي أساس النجاح في الدنيا وأيضاً هما أساس النجاح في الآخرة.
يقول الحديث الشريف:((من أراد الدنيا فعليه بالعلم, ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم, ومن أرادهما معاً فعليه بالعلم))
العلم جنة, وطلبه عبادة, والبحث عنه جهاد, وتعليمه صدقة, والعلم منار في الجنة, وأنس في الوحشة, وصاحب بالغربة, ورفيق في الخلوة, ودليل في السراء, وعوناً في الضراء, وزين عند الأخلاء, وسلاح على الأعداء..
من هنا فإن أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم(( والعلماء ورثة الأنبياء)) ومدادهم أفضل من دماء الشهداء حيث يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء
ولذلك فإن العلم أفضل من العبادة, بل إن قليل من العلم خير من كثير العبادة ونوم مع علم خير من صلاة مع جهل فعالم ينتفع بعلمه أفضل من عبادة سبعين ألف عابد
إن النجاح يعتمد على العلم وإطاعته
يقول الإمام علي رضي الله عنه:((أطع العلم واعص الجهل تفلح))
وهكذا فإن النجاح يعتمد على العمل المتقن, ومن دون العلم فإن العمل لن يكون إلا طائشاً وبدون فائدة..
أخوتي أرجو أن يكون موضوعي المتواضع فيه الفائدة لكم تقبلو تحياتي...
أبو جرير