الإسلام دين الوسطية واليسر والسماحة

[المهاجر]

الإسلام دين الوسطية واليسر والسماحة



* الباحث: جابر نور


الإسلام منهج وسط ودين اليسر والسماحة في كل شيء: في التصور والاعتقاد، والتعبُّد والتنسُّك، والأخلاق والسلوك، والمعاملة والتشريع. وصفات الوسطية واليُسر والسماحة تمثل الخصائص العامة للإسلام، والمعالم الأساسية التي مَيَّز الله تعالى بها أمته عن غيرها (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ) (البقرة 143).


أمة الإسلام هي أمة العدل والاعتدال، التي تشهد في الدنيا والآخرة على كل انحراف يميناً أو شمالاً عن الخط الوسط المستقيم. والنصوص الإسلامية تدعو إلى الاعتدال ، وتحذر من التطرُّف الذي يُعبَّر عنه في لسان الشرع بألفاظ عدّة ، منها "الغلو" و"التشديد".


إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) قاوم كل اتجاه ينزع إلى الغلو في التديُّن، وأنكر على مَن بالغ من أصحابه في التعبُّد والتقشُّف، مُبالغَة تُخرجه على حد الاعتدال الذي جاء به الإسلام، ووازن بين الروحية والمادية ووفـّق بين الدين والدنيا، وبين حظ النفس من الحياة ، وحق الرب في العبادة التي خُلق لها الإنسان.


بهذا يتبيَّن أن الوسطية ميزة تميَّز بها هذا الدين، وتميَّزت بها شرائعه، فالدين وأهله بَرَاء من الانحراف، سواء الجانح على الغلو، أم الجانح إلى التقصير. وصور هذه الوسطية ومظاهرها في الدين كثيرة، إذ هي شاملة جميع جوانب الحياة.


- الإسلام دين يسر:

إن يسر الإسلام وتيسيره سِمَة من سماته، فالحَرَج ليس من مقاصد الشرع، واليُسر من مقاصده، يقرر هذا من القرآن والسنّة. قال الله تعالى في سياق الامتنان على هذه الأمة: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُم في الدِّين مِنْ حَرَجٍ) (الحج 78). وقال سبحانه في سياق بيان فريضة الصيام: (يُريدُ الله بكُمُ اليُسْرَ وَلا يُريدُ بِكُمُ العُسْر) (البقرة 185). ويقول سبحانه في سياق فريضة أخرى وهي الوضوء: (مَا يُريدُ الله لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلكن يُريدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَةُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة 6).


وعلى وفق اليسر والتيسير جرت السنة العملية للرسول (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)، فما خُيِّر النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) بين أمرين، إلا اختار أيسرهما ما لم يأثم، وكان داعياً إلى الرفق.


- الإسلام دين السّماحة:

إن الإسلام كما هو دين اليسر فهو دين السماحة واللين، ومن أبلَغ مظاهر سماحة الإسلام، ما تبرز في نطاق الدعوة ونشر الدين، وفي معاملة العُصاة والمخالفين، ويتضح ذلك في أمور كثيرة منها:

* اللين في الدعوة:

إن أساس الدعوة هو القول الليّن ، حتى لو كان المدعو من أعتى الخلق، وهذا يتبين من قول الله تعالى لموسى وهارون (عليهما الصلاة والسلام) لَمَّا أرسلهما إلى فرعون: (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أوْ يَخْشَى) (طه 44). يقول ابن كثير بعد عرض أقوال المفسرين: والحاصل من أقوالهم أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق سهل رفيق، ليكون أوقع في النفوس وأبلَغ وأنجَع.


يقول تعالى مُرشداً لنبيه (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم): (إنَّ رَبَّكَ هُوَ أعْلَمُ بَمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أعْلَمُ بِالمُهْتَدين) (النحل 125). ويتجلّى هذا المنهج السليم في الدعوة إلى الله بالحكمة أولاً والموعظة الحسنة ثانياً. والجدال بالتي هي أحسن ثالثاً. وما وصف الموعظة والجدل بالإحسان إلا من باب تأكيد معنى السماحة في الدعوة وعدم اتخاذ العنف وسيلة لها.

* السماحة في التعامل مع العُصاة:

لقد كان في سُنّة النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) تقرير لسماحة الإسلام، حيث بيَّن (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) أنّ الوقوع في الذنب من طبع البشر.


كما بيَّنت سُنَّته (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) أنّ المعاصي درجات، وإنما يُعامَل كل عاصٍ بحسب جُرمه. إذ لو عُومِل الجميع بالضرب والهجر، لكان سبباً في نفورهم من الدّين، وانفضاض الجُموع عن سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)، وعن دُعاة الإسلام من بعده، ولكن رحمة الله سابقة. قال تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّن الله لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّا غَليظَ القلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران 159). فالشأن مع العاصي المخطئ هو دعوته إلى التوبة ، وتصحيح المسار وبيان وجه الخطأ الذي وقع فيه.

فهذا كله شاهد على أن التسامح في الإسلام أصل أصيل وسِمَة بارزة، وما دخول الناس فيه أفواجاً إلا من نتاج هذه السماحة.

[محمد الخابوري]

على راسي على راسي على راسي هذا الكلام اللي يقولون عنه ذهب وجواهر لين وسهل ومثل طلق الفشك

فعلا هذا ديننا وهذه اخلاقياته ومنهجه وهذا ماكان عليه سيدنا النبي وال بيته واصحابه الوسطيه قال ص: خير الامور اوسطها ..........لا إفراط ولا تفريط

انا شخصيا حبيبي المهاجر احب ان يكون المسلم طيب القلب خفيف الظل شديد وقت الشدة ولين وقت اللين

مو كل انسان يستطيع ان يفهم فكر رسول الله ص والذي يدرك ويفهم فكره ص هو القادر على تمثيل رسول الله ص

واللي يمثل سيدنا النبي ص يجب ان يكون للاسلام أصل لا يجزأ ويعتبر كل فرقة فرع من هذا الاصل وعلى هذا الاساس يتعامل مع الجميع

بمعنى ان يرى الاسلام شجرة اصلها رسول الله ص وباقي اهل القبلة كلهم فروع من هذه الشجرة والكل معرض لان يصيب أو يخطئ الا رسول الله ص

فعلى المسلم بداعي الوسطية ان لا يتحامل على من أخطأ فيكفره ثم عليه ان يثني على من أصاب ويقوم من أخطأ ويعتمد قوله ص : خيركم من خالط الناس وتحمل أذاهم ........خاصة اذا كان لاجل الاسلام فلقد رأينا كيف هانت على الصحابة أنفسهم في سبيل هذا الدين

وراينا كيف تعامل النبي مع الاعرابي الذي دخل المسجد وبال فيه قام اليه بعض الاصحاب لقطع رأسه فتعجب الاعرابي لان الامر طبيعي بالنسبة له و اصابته الدهشة من موقف الصحابة لان كل فكره انه ما عمل شيء يستحق عليه ان تضرب عنقه ولما قال النبي دعوه واريقوا على بوله ماء وكفى فأعجب الاعرابي برسول الله وفرح لما فعله وحيث انه ص انقذه من سيف سيدنا عمر رضي الله عنه سأل من هذا ومن هؤلاء فقالواله هذا محمد وهؤلاء اصحابه فقال الاعرابي : الهم ارحم محمدا ولا ترحم معه أحدا فتبسم رسول الله أرواحنا له الفداء حتى بانت نواجذه

الحبيب المهاجر أسعدتنا اسعدك الله ورفع قدرك وأعلى شأنك وبارك لك الله لا يحرمنا من مشاركاتك الرائعة وكل الشكر على هالتوجيه البناء والرائع كل المحبة لك

وان نحسن الظن بالناس