قال تعالى }وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ {[الزمر 67]
ثمّة ظاهرة تكادُ السماوات يتفطرْنَ منها وتنشقُ الأرض وتخِرُّ الجبالُ هدًّا .. يشيبُ من هول فداحتها كلّ واحدٍ قدر الله قدَرَه..وعرف ربّه .. وعرف مع هذا حقـارة نفسه كمخـلـوق ضعيف لم يُخلـق سِوى لعبـادة الله عـز وجــــلّ .
إنها ظاهرة سبُّ اللهِ سبحانه وتعالى! أو سبُّ دينِه .. أو الاستهزاء بشيء من شعائر الإسلام .
وإليك حكم الله ذاته في أمثال هؤلا:-
قامَ نفرٌ مِن الناس بالتّندُر على بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما رأينا مثل قرائنــا هـؤلاء أرغب بطـونـا وأكـذب ألسُنـا وأجبـنُ عند اللقـاء .. فأنزل الله حكمه القاطع بكفرهم }قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَِ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ { [التوبة 65-66]
فتأمل أخي الكريم كيف وصَمهـم الله بهـذا مع كـون استهـزائهم بحمـلة الدين لا بالـدين نفسه .. فمــا ظنك بمـن يسب الله أو يستهزئ بدينه؟! لقد عصى قلة من صحـــابة رسول الله صلى الله عليه و سلم أمــرًا له بغفـلة يـوم أحُــد، فقلبَ الله نصــرَهـــم هزيمة.. فمـا بالنـا اليـوم نـرجـو النصر والتمكين وفينـا من يسبّ الله عز وجل أو يسبّ دينه !!..
يا من وقعت في هذه الجريمة الكبرى ..
أكنت تــرضــى أن يسخرَ بك أحد أو يسبُك أو يسب والديك؟
فكيف استساغتها نفسك المخلوقة في حقّ الله تعالى الملِك القهّار الذي خلقك ولم تكُ شيئا؟!
وهو القائل عزّ سلطانه }مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًاِ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًاِ {[نوح 13-14]
و صدق الله تعالى } إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَِ{[يونس 44]