قصه عقلين

[منى]

[frame="4 80"]

والحقيقة أن هذه القصة ليست قصة عقلين فقط، وإنما هي قصة الأسرة، وقصة المجتمع وقصة الحياة.


والعنوان: "قصة عقلين" هو العنوان الذي اختاره القس والكاتب والمحاضر والموسيقي الأمريكي مارك جونجور ليقدم مجموعة من المحاضرات الجماهيرية التي صاغها في قالب كوميدي بالغ الروعة والإدهاش وحضرها عدد من المتزوجين ( شرط الحضور أن يحضر: كل رجل مع زوجته).

يقول:
تظن بعض الزوجات أن زوجها قد تغيرت مشاعره تجاهها أو العكس، والحقيقة هو أن السبب الأساسي هو أن الرجل يحتاج أن يتصرف وفق طبيعته كرجل كما تحتاج المرأة أن تتصرف وفق طبيعتها كامرأة، و من الخطأ أن ينكر أحدهما على الآخر هذا الحق – كما ننكر على أبنائنا أن يتصرفوا كأطفال، أو ننكر على كبار السن أن يتصرفوا ككبار سن، أو ننكر على الزعماء أن يتصرفوا كزعماء- يحدث كثيراً أن يعجز الواحد منا أن يستمر في تمثيل النفاق لفترة طويلة، فيعود للتصرف على طبيعته، فلا يفهم الطرف الآخر فيظن أنه تغير فتحدث المشكلة.

يؤكد المحاضر أن الخلاف بين الرجل والمرأة هو خلاف في أصل الخلقة، وأنه لا يمكن علاجه، وإنما يجب التعامل معه بعد أن يفهم كل طرف خصائص الطرف الآخر،

عقل الرجل صناديق، وعقل المرأة شبكة

وهذا هو الفارق الأساسي بينهما، عقل الرجل مكون من صناديق محكمة الإغلاق، وغير مختلطة. هناك صندوق السيارة وصندوق البيت وصندوق الأهل وصندوق العمل وصندوق الأولاد وصندوق الأصدقاء وصندوق المقهي.. الخ..

وإذا أراد الرجل شيئاً، فإنه يذهب إلى هذا الصندوق ويفتحه ويركز فيه… وعندما يكون داخل هذا الصندوق فإنه لا يرى شيئاً خارجه. وإذا انتهى أغلقه بإحكام ثم شرع في فتح صندوق آخر وهكذا.

وهذا هو ما يفسر أن الرجل عندما يكون في عمله، فإنه لا ينشغل كثيراً بما تقوله زوجته عما حدث للأولاد، وإذا كان يصلح سيارته فهو أقل اهتماماً بما يحدث لأقاربه، وعندما يشاهد مباراة لكرة القدم فهو لا يهتم كثيراً بأن الأكل على النار يحترق، أو أن عامل التليفون يقف على الباب من عدة دقائق ينتظر إذنا بالدخول.

عقل المرأة شيء آخر: إنه مجموعة من النقاط الشبكية المتقاطعة والمتصلة جميعاً في نفس الوقت والنشطة دائماً. كل نقطة متصلة بجميع النقاط الأخرى مثل صفحة مليئة بالروابط على شبكة الإنترنت.

وبالتالي فهي يمكن أن تطبخ وهي ترضع صغيرها وتتحدث في التليفون وتشاهد المسلسل في وقت واحد. ويستحيل على الرجل – في العادة – أن يفعل ذلك.

كما أنها يمكن أن تنتقل من حالة إلى حالة بسرعة ودقة ودون خسائر كبيرة، ويبدو هذا واضحاً في حديثها فهي تتحدث عما فعلته بها جارتها والمسلسل التركي وما قالته لها حماتها ومستوى الأولاد الدراسي ولون ومواصفات الفستان الذي سترتديه في حفلة الغد ورأيها في الحلقة الأخيرة لعمرو خالد وعدد البيضات في الكيكة في مكالمة تليفونية واحدة، أو ربما في جملة واحدة بسلاسة متناهية، وبدون أي إرهاق عقلي، وهو ما لا يستطيعه أكثر الرجال احترافاً وتدريباً.

الأخطر أن هذه الشبكة المتناهية التعقيد تعمل دائماً، ولا تتوقف عن العمل حتى أثناء النوم، ولذلك نجد أحلام المرأة أكثر تفصيلاً من أحلام الرجال.

المثير في أمر صناديق الرجل أن لديه صندوقاً اسمه: "صندوق اللاشيء"، فهو يستطيع أن يفتح هذا الصندوق ثم يختفي فيه عقلياً ولو بقي موجوداً بجسده وسلوكه. يمكن للرجل أن يفتح التليفزيون ويبقى أمامه ساعات يقلب بين القنوات وهو في الحقيقة يصنع لا شيء. يمكنه أن يفعل الشيء نفسه أمام الإنترنت. يمكنه أن يذهب ليصطاد فيضع الصنارة في الماء عدة ساعات، ثم يعود كما ذهب، تسأله زوجته ماذا اصطدت، فيقول: لا شيء لأنه لم يكن يصطاد كان يصنع لا شيء.

وتأتي المشكلة عندما تحدث الزوجة الشبكية زوجها الصندوقي فلا يرد عليها، هي تتحدث إليه وسط أشياء كثيرة أخرى تفعلها، وهو لا يفهم هذا لأنه – كرجل – يفهم أنه إذا أردنا أن نتحدث فعلينا أن ندخل صندوق الكلام وهي لم تفعل. وتقع الكارثة عندما يصادف هذا الحديث الوقت الذي يكون الرجل فيه في صندوق اللاشيء. فهو حينها لم يسمع كلمة واحدة مما قالت حتى لو كان يرد عليها .

ويحدث كثيراً أن تقسم الزوجة أنها قالت لزوجها خبراً أو معلومة، ويقسم هو أيضاً أنه أول مرة يسمع بهذا الموضوع، وكلاهما صادق. لأنها شبكية وهو صندوقي.

والحقيقة أنه لا يمكن للمرأة أن تدخل صندوق اللاشيء مع الرجل، لأنها بمجرد دخوله ستصبح شيئاً .. هذا أولاً، وثانياً أنها بمجرد دخولها ستبدأ في طرح الأسئلة: ماذا تفعل يا حبيبي، هل تريد مساعدة، هل هذا أفضل، ما هذا الشيء، كيف حدث هذا… وهنا يثور الرجل، ويطرد المرأة… لأنه يعلم أنها إن بقيت فلن تصمت، وهي تعلم أنها إن وعدت بالصمت، ففطرتها تمنعها من الوفاء به.


الرجل الصندوقي بسيط والمرأة الشبكية مركبة واحتياجات الرجل الصندوقي محددة وبسيطة وممكنة وفي الأغلب مادية،
أما احتياجات المرأة الشبكية فهي صعبة التحديد وهي مركبة وهي متغيرة. قد ترضيها كلمة مرة، ولا تقنع بأقل من عقد ثمين مرة أخرى.. وفي الحالتين فإن ما أرضاها ليس الكلمة ولا العقد وإنما الحالة التي تم فيها صياغة الكلمة وتقديم العقد.


الرجل الصندوقي لا يحتفظ إلا بأقل التفاصيل في صناديقه، وإذا حدثته عن شيء سابق فهو يبحث عنه في الصناديق، فإذا كان الحديث مثلاً عن رحلة في الأجازة، فغالباً ما يكون في ركن خفي من صندوق العمل، فإذا لم يعثر عليه هناك فلن يعثر عليه أبداً.. أما المرأة الشبكية فأغلب ما يمر على شبكتها فإن ذاكرتها تحتفظ بنسخة منه ويتم استدعاؤها بسهولة لأنها على السطح وليس في الصناديق.

ووفقاً لتحليل السيد مارك، فإن الرجل الصندوقي مصمم على الأخذ، والمرأة الشبكية مصممة على العطاء. ولذلك فعندما تطلب المرأة من الرجل شيئاً فإنه ينساه، لأنه لم يتعود أن يعطي وإنما تعود أن يأخذ وينافس، يأخذ في العمل، يأخذ في الطريق، يأخذ في المطعم.. بينما اعتادت المرأة على العطاء، ولولا هذه الفطرة لما تمكنت من العناية بأبنائها..

تقول إحدى الزوجات – ولعلها زوجتي- إنه يصر على معاندتي واستفزازي، لقد طلبت من زوجي أن يساعدني ويضع الغسيل في الغسالة… واستغرق الأمر مني بعض الوقت حتى أعددت وعاء الغسيل ووضعه له في منتصف الغرفة لينقله إلى الغسالة… ولكنه لم يفعل. وأقسمت على ألا أطلب منه هذا الطلب ثانياً، وكان لمزيد من استفزازي يعبر فوق الوعاء أو يمر من جواره دون أن يكلف نفسه عناء نقله أو حتى إزاحته ليتحرك بسهولة. وبقي الإناء هكذا لمدة شهر وهو يعاندني ولا يحركه أو ينقل ما فيه… حتى زارنا أحد الأصدقاء فقصصت عليه القصة فلما فاتحه في الموضوع قال زوجي: أي وعاء وأي غسيل. فأخذته من يده إلى الغرفة حيث يقع… فنظر إليه في بلاهة وقال: ما هو المطلوب مني؟ قلت: أن تنقله إلى الغسالة؟ قال: وهل طلبت مني ذلك؟ قلت: نعم طلبت، وحتى لو لم أطلب فعليك أن تفهم هذا بنفسك… الغريب أن الرجل قال بكل صدق: والله كأني أنظر إلى هذا الوعاء الآن لأول مرة

ما تعليكم على هذا الموضوع

[/frame]

[أيهم المحمد]

لا أعرف إن كنت قادراً على إضافة ما إلى هذا الموضوع الشامل ، ولكن أستطيع منح نفسي فرصة لأستعرض شريط الذاكرة وأفسّر الصندوقية المريضة الّتي تصيبني أحياناً عندما يتركّز جلّ تفكيري في أمر ما دون غيره من الأمور وخاصة في " صندوق الأوهام " دون " صندوق الواقع ".
ولكن هل يمكن الأخذ بالقول على أنّه حقيقة تامة ومسلّمة لا يمكن تمييعها بحجة أنها صلبة لا يمكن النفاذ من خلالها ؟ ثمّ أن اعتقادي الشخصي أنّ الصندوقية والشبكية هي حقيقة ولكن تأخذ صفة النسبية عند الإنسان ( إمرأة ورجل ) بمعنى أنّه لا يمكن الأخذ بقول أنّ الرجل صندوقي والمرأة شبكية لأن بالفهم البسيط للمسألة أننا إن وجدنا رجلاً شبكياً فأننا نسارع إلى نفي صفة الرجولة دون الصندوقية " ليس رجلاً " وهذا سلوك عفوي ولكن يحتاج إلى ترشيد هذا السلوك في غالب الأحيان ، وإن وجدا إمرأة صندوقية فإننا نسارع إى نفي صفات الأنوثة ( النفسية ) دون الشبكية وهو كسابقه سلوك عفوي يحتاج إلى ترشيد ، وبالتالي نقع في مشكلة موجودة بيننا أنّ الرجل الذي لديه وقت ليفكر ويعطف ويبكي ويستمتع بالجلوس مع زوجته ويتبادل الحديث معها هو شبكي و والعكس بالعكس .
أظن أنّ صاحب النظرية لديه تفسير لهذا الانقسام العمودي في الأسرة والمجتمع بين الرجل والمرأة ، ويستطيع الإجابة على الأسئلة السابقة وتبيان أن الأمر نسبي، فالصندوقية والشبكية ليست رجل وإمرأة والأصح القول أن الرجل والمرأة يتراجحان صندوقياً وشبكياً .

( كتبت ما سبق وأنا أحسّ في نفسي كأنّي أفسر لنفسي سلوكيات معينة صدرت مني في مراحل تسبق إطلاعي على الموضوع وحاولت الابتعاد عن مقولات متعلّقة بالعاطفة والعقل وتأثيرها في سلوك كلّ من الرجل " أنا " والمرأة " هي " ).


موضوع يضيء على جانب مهم في حياتنا وسلوكنا اليومي ..... شكراً أخت منى ...

[أيهم المحمد]

يا شباب الموضوع فيه وجهة نظر مهمة وعبرة قد يكون لها تأثير في تغيير النظرة لسلوك المرأة وسلوك الرجل لكلا الجنسين ... والله أعلم .

عندنا مواضيع بما يكفي لفتح ندوات ولكن شوي حركة يا نشامة .

مشكورة يا منى وبصراحة .

[أيهم المحمد]

يا شباب الموضوع فيه وجهة نظر مهمة وعبرة قد يكون لها تأثير في تغيير النظرة لسلوك المرأة وسلوك الرجل لكلا الجنسين ... والله أعلم .

عندنا مواضيع بما يكفي لفتح ندوات ولكن شوي حركة يا نشامة .

مشكورة يا منى وبصراحة .

[عبدالكريم]

وها انا الان اكتشف ان موضوعي مكرر
مشكورة الاخت منى
والعذر منكي لاني لم اقرأ هذا الموضوع

[منى]

لا داعي للاعتذار اخي العزيز
هناك مواضيع يجب ان تكتب وتقرا عده مرات لما فيها من منفعه وفائده

[المستشار]

أحب أن أوضح للأخوة بأن هذا الموضوع لم يأخذ حقه من التفكير والتعليق عليه , فهو أهم بكثير مما نعتقد
أنا ومنى حل لدينا كثيرا من الأمور التي نراها في حياتنا اليومية .
أنا وجدت العذر والمخرج والتفسير لكثير من تصرفاتي اليومية بالقول بأنني كنت في الصندوق الفلاني , وفي بعض الأحيان في صندوق اللاشيء ( وصدقوني هذا صحيح و أحياننا نكتشف أننا كنا في صندوق اللاشيء )
وأحيانا عندما أكون في صندوق متابعة نشرة الأخبار وتنهال علي بعض الأسئلة التي تشوش علي التركيز في متابعة أرقام ونتائج الإنتخابات في هذه الأيام فلا أستطيع القيام بعملين في آن واحد فلا أستطيع متابعة النشرة والمشاركة في حديث جانبي آخر . , فلا يسعني إلا القول " ايتها الشبكة أخرجي من صندوقي ولا تشوشي علي " انا لا أستطيع الجمع بين متابعة الشاشة والإجابة على ملاحظاتك أو أسئلتك .
بإختصار هذا المقال أتاح لنا مساحة أوسع وأفضل لفهم سلوكنا
ووفر لنا قدرا أكبرمن الفهم المتبادل وقلل من الإنطباعات السلبية , من منطلق الشبكة والصندوق .

[الياقوتة]

[align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=center]والحقيقة أن هذه القصة ليست قصة عقلين فقط، وإنما هي قصة الأسرة، وقصة المجتمع وقصة الحياة. [/align][/cell][/tabletext][/align] [align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=center][marq="3;right;3;scroll"]الرجل الصندوقي والمرأة الشبكه[/marq][/align][/cell][/tabletext][/align]
[align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=center]كل الشكر أختي منى على هذا الموضوع الرائع
بصراحة بعد ماقرأت الموضوع صرت أعذر الرجال لانوا موبكيفهم عند موضوع متابعة كرة قدم يعني تسكرت كل الصناديق وإذا تابعوا الجزيرة ولا العربية نفس الشي
أما أحنا عن جد نتابع بنفس الوقت عدة مواضيع ممكن مسلسل وتلفون وتدريس الأولاد وغيرة
أنا لاحظت الرجال إذا فتحوا موضوع معين خلاص يناقش للنهاية
أما احنا النساء ألاحظها ماناقش حتى 5% وننتقل على غيرة وغيرة
وبعد ممكن ساعة نتذكر أنوا صحيح ماكملنا الموضوع
مشكوره أخت منى
وسلمت يمينك[/align][/cell][/tabletext][/align]

[منى]

حقيقه اختي الياقوته هذا الموضوع حل لنا اشكالات كثيره لم نكن ننتبه لها سابقا
اتحدث بموضوع مهم ولا اجد اي اهتمام او تفاعل عندما يكون الصندوق مقفل
اقول لقد حدثتك عن الموضوع امس
انتي لم تحدثيني ابدا عن هذا الامر اطلاقا
واحاول ان انسحب بهدوء حتى لاتتطور الامور لكن بعد قراءة هذه المقاله وجدت له العذر عندما يكون الصندوق مقفل لا اتكلم باي موضوع حتى يفتح الصندوق ويصغي باهتمام
الحمد لله ربنا له حكمه في خلقنا شبكات نستطيع ان نركز على كل الامور اعتقد لان امورنا ومشاكلنا اخف من مشاكلهم
ولا تستوجب التركيز الكامل
ما رأيكم

[زهرة قاسيون]

بناء على طلب العم أبو محمد..
يعاد للواجهة!!