ان مغادرة الابناء طفولتهم ودخولهم مرحلة المراهقة تحرم أهلهم التصرف معهم كأطفال قصر..
فالأهل الذين يتمنون بقاء أولادهم أطفالا , ليبقى همهم صغيرا , غالبا مايعجزون عن التعامل مع مرحلة المراهقة وما تحملها من اضطرابات تجعل العلاقات بين الأبناء وذويهم محتدمة أو متشنجة , او تقطع سبل التواصل نهائيا ..
والسبب لا يتعلق بالمراهقين بقدر ما يتعلق بالناضجين, وذلك أن غالبية الآباء والامهات لا تحتضر نفسيا لفكرة ان الابناء يقفون على عتبة النضج . والامر ليس سهلا على رغم رفض معظمهم الاعتراف بذلك والتظاهر ان كل شي على مايرام . اما اذا لم يجر الأمر كما يريد الاهل فيبررون ذلك بأن العلة في الجيل الطائش , ولا يحاولون منع المراهق التفهم الكامل لقلقه وعصبيته وتمرده , ولا يبحثون عن الوسيلة الأفضل لامتصاص غضبه ومراعاة احساسه المرهف ..
خصوصا ان علماء الاجتماع والنفس يؤكدون أن المراهق يكون سهل الاستثارة والغضب , وفي تفسير لغوي لكلمة ((المراهقة)) نتبين المعنى الفيزيولوجي , ففعل (( راهق)) في اللغة العربية يعني الاقتراب من الشيء. وراهق الغلام أي: قارب الاحتلام , ورهقت الشيء رهقاً , أي : قربت منه . والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد ..
أما المراهقة في علم النفس فتعني : (( الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي , ولكنه ليس النضج نفسه , لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي , ولكنه لا يصل الى اكتمال النضج الا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات ..
تقول الاختصاصية في علم النفس ليلى السيد : (( المراهق لا يترك عالم الطفولة بكبسة زر , ولكنه ينتقا انتقالا تدريجيا , ويتخذ هذا النتقال شكل نمو في جسمه يسبقان نضج عقله واستقرار نفسيته ,
يتأرجح بين الطفولة والنضج , الأمر الذي يحير أهله فهو تارة يكون كبيرا وتارة يعود طفلا صغيرا يحتاج الى حضن أمه . يخيفه النضج الجسدي الذي لا يترافق بالضرورة مع النضج العقلي , فتبدأ لديه مرحلة الرفض , يرفض أهله أولا ويكرر أنهم لا يفهمونه ..
هنا يأتي دور باب الحوار ليكون مفتوحا حتى يشجع المراهق على التحدث عما يدور في نفسه مع أهله ( والديه ) ..
فالبالغون يحتاجون من الأهل الى الأمان والاطمئنان ..
كما يطلبون منهم سلوكا جديدا , قد يرفضه البعض لأنه يذكرهم بأن الشباب ولى . وبععض تصرفاتهم أو أسلوب حياتهم يجب أن يراعي هذه الحقيقه ..
ودمتم بخير ..
المصدر / جريدة الشرق الأوسط
ملاحظة : طرحته للنقاش وأتمنى إبداء آرائكم فيما يخص الموضوع وانوا تعرفون يا اولاد عمي انو بهاالمرحلة يحدد الفرد شخصيته ، وما ننسى طبعا انو الاخ الاكبر ممكن أن يلعب دورا كبيرا في توجيه اخيه المراهق راجين من الله التوفيق
ابن عمكم |أبو النور