الأدب... هل يعود وسيلة دعوية ناجحة؟ لا شك أن الأدب بجميع أنواعه يعتبر من تراث الأمم وحضاراتها، ومما تعتز وتفخر به، فهو يحفظ مآثرها ويظهر أمجادها، وينشر لغتها وإبداعاتها، ويقرر عقائدها وأفكارها وتوجهاتها، ثم هو يصل إلى النفوس بجماله ويؤثر فيها بحسنه.
ولذا نجد القرآن الكريم نزل في غاية الإبداع والبلاغة والتأثير، فلم يسمعه أهل اللغة والبلاغة إلا وتأثروا به، وعجبوا لبلاغته وفصاحته، ووقفوا مشدوهين لشدة أثره وعظيم فعله، حتى كان سبب إسلام
الكثيرين، وعلى نفس المنوال نجد النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه بلاغة وفصاحة وبيانا، وهو القائل "أوتيت جوامع الكلم" و"إن من البيان لسحرا".
من أجل ذلك كله نجد القرآن يدعو المسلمين إلى ضرورة استخدام البلاغة والفصاحة وعلى رأسها القرآن الكريم في الجدال مع الآخرين ونصحهم وتوجيههم، وعد ذلك من الجهاد، كما قال سبحانه: "وجاهدهم به جهادا كبيرا"، يعني القرآن الكريم، وقال عز وجل: "وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا"، والآيات كثيرة في هذا المعنى، والنبي صلى الله عليه وسلم يدعو الأدباء من أصحابه إلى إظهار ما عندهم من ملكة للرد على كفار قريش، مبينا لهم أن جبريل عليه السلام معهم، ويبين في أكثر من موضع قيمة البلاغة وأثرها، وثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة.
مارايكم أخوتي.