:: Home Page ::
آخر 10 مشاركات
ما هي مواصفات الاسهم الحلال الأمريكية (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 19 - الوقت: 09:17 PM - التاريخ: 03-27-2024)           »          بنك سيتي جروب الحقيقي Citigroup (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 45 - الوقت: 03:52 PM - التاريخ: 03-26-2024)           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 53 - الوقت: 09:22 AM - التاريخ: 03-26-2024)           »          شروط استخدام موقع حراج (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 68 - الوقت: 07:39 AM - التاريخ: 03-25-2024)           »          أعضاء مجلس إدارة شركة شمس (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 71 - الوقت: 06:18 AM - التاريخ: 03-25-2024)           »          كيف ابيع اسهم ارامكو الراجحي عبر الهاتف (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 59 - الوقت: 03:55 PM - التاريخ: 03-24-2024)           »          صناديق توزع شهري (الكاتـب : دعاء يوسف علي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 667 - الوقت: 10:45 PM - التاريخ: 02-18-2024)           »          حلبية و زلبية..محمود المشعان (الكاتـب : محمود المشعان - مشاركات : 0 - المشاهدات : 437 - الوقت: 07:14 PM - التاريخ: 02-16-2024)           »          بهلول..محمود المشعان (الكاتـب : محمود المشعان - مشاركات : 0 - المشاهدات : 479 - الوقت: 04:09 PM - التاريخ: 02-13-2024)           »          صورة من الزمن الجميل..محمود المشعان (الكاتـب : محمود المشعان - مشاركات : 0 - المشاهدات : 581 - الوقت: 01:28 PM - التاريخ: 02-11-2024)



 
استمع إلى القرآن الكريم
 
العودة   منتديات قبيلة البو خابور > الأقــســـام الــعـــامــة > زاوية البحث العلمي

زاوية البحث العلمي في هذا المنتدى تتم مناقشة الكشوف العلمية والقضايا والظواهر العلمية كما يتم وضع المقالات حول آخر ما توصل إليه العلم

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /08-18-2010   #1

عثمان الغدير

عثمان الغدير غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 819
 تاريخ التسجيل : Jul 2010
 الجنس : ~ MALE/FE-MALE ~
 المكان : سوريا - دير الزور
 المشاركات : 1,160
 النقاط : عثمان الغدير is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 0

افتراضي الماء في الحضارة الاسلامية

[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]
المياه في الحضارة الإسلامية (الإعجاز المائي في القرآن)
بقلم عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com

الدورة المائية (الدورة الهيدرولوجية للماء):
تعيد الطبيعة تدوير إمدادات المياه من خلال عملية تسمى "الدورة المائية" ، أو الدورة الهيدرولوجية. وهي دورة مغلقة ومستمرة تستمد طاقتها من الشمس . وعناصر الدورة المائية هي : التبخر، والتكثف، والتساقط، والاختراق، والتسرب والسيلان.
الدورة المائية (أو الهيدرولوجية) : هي عبارة عن حركة المياه من الأرض إلى الفضاء وعودتها إلى الأرض مرة أخرى على شكل أمطار أو ثلوج أو برد من خلال عمليات :
1-التبخر
2-النتح
3-التكثيف
4-الهطول
5-الترشيح
6-بخار الماء
7-المياه السطحية
8-المياه الجوفية
الدورة العامة للمياه Hydrological cycle
منذ القدم ارتبط الماء بالحياة نفسها قال تعالى (( وجعلنا من الماء كل شي حي )) ومما لا شك فيه إن الماء كان ولا يزال أولى أساسيات بقاء الإنسان وازدهاره. قديما نشأت الحضارات حول مصادر المياه وحتى يومنا هذا يعتبر الماء أولى أساسيات قيام الدول القوية . وإذا كانت معظم نزاعات وحروب البشر السابقة مردها التنافس على الثروات والأراضي والسلطة فان حروب البشر القادمة سوف تكون صراع على مصادر المياه كما تشير معظم الدراسات الاستراتيجية ، خاصة وان هناك تزايد كبير على الماء بسبب تزايد سكان الأرض وبسبب تصاعد النشاطات الصناعية والزراعية والخدمية التي تحتاج للماء.
علم المياه :
تتكون كلمة هيدرولوجي اليونانية الأصل من مقطعين الأول ( هيدرو) وتعني ماء و( لوجي) وتعني علم وتعرف الكلمة اصطلاحا على أنها العلم الذي يدرس توزيع المياه ودورتها في الطبيعة بالإضافة لخصائصها الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية.كما يسمى توزيع الماء ما بين اليابسة والمحيطات والبحار والغلاف الغازي بالموازنة المائية .أما حركة المياه بين اليابسة والبحر والهواء فتسمى بالدورة العامة للمياه
مراحل الدورة العامة للمياه:
يغطي الماء 70% من مساحة سطح الأرض على شكل محيطات وبحار .تحتوي على 97.5% من ماء كوكب الأرض وتشكل اليابسة 2.4% والتي تكون عادة على شكل أنهار وبحيرات وبرك ومياه جوفية أو رطوبة تربة ،ماء البحار والمحيطات مالحا أما مياه اليابسة فغالبا ما تكون عذبة ،ويمكن أن يتواجد الماء على شكل سائل أو صلب أو غاز في الغلاف الجوي حيث تبلغ نسبته في الغلاف الجوي أقل من 0.001% .
1- التبخير :
وهو عملية تحول الماء من حالة السيولة إلى الحالة الغازية وهي العملية التي ترطب الغلاف الغازي حيث تعمل حرارة الشمس والرياح على تحويل الماء من سائل إلى غاز ( من حالة الصلابة إلى غاز تسمى التسامي وهي قابلة للحدوث في الطبيعة ولكن على نطاق ضيق جدا ).80% من بخار الماء في الطبيعة مصدره المحيطات والباقي من مياه اليابسة .يتواجد معظم بخار الماء في الغلاف الغازي على شكل غاز ونسبة قليلة منه تتواجد على شكل غيوم .تعتبر هذه العملية أساسية في نقل الماء من المسطحات المائية إلى مناطق أخرى على شكل أمطار كما أن هذه العملية تلعب دورا هاما في توزيع الطاقة بين أركان الأرض الثلاثة اليابسة والماء والهواء حيث تخزن جزيئات الماء في عملية التبخر طاقة داخلية تسمى الطاقة الكامنة والتي تطلق على شكل طاقة محسوسة عند عملية التحول العكسي أي من بخار إلى ماء ( المطر ).
2- النقل :
وهو يمثل عملية تجول بخار الماء في الغلاف الغازي مؤثرا على رطوبة الكتل الهوائية ويكون خلال ذلك محكوما بحركة الرياح مثل التيارات النفاثة في أعلى الغلاف الغازي أو نسيم البحر والبر.على الرغم من أن بخار الماء في الغلاف الغازي في أكثر الأحوال يكون غير مرئي بالعين المجردة ولكنه يمكن مراقبته بواسطة الأقمار الصناعية.
3- التكاثف :
وهو عملية تحول بخار الماء إلى سائل ( يمكن أن يحول بخار الماء إلى حالة الصلابة مباشرة وتسمى هذه الحالة عملية الترسب ) حيث أن حركة الهواء لأعلى تعمل على تبريد الهواء ذاتيا مما يجعله يفقد قدرته تدريجيا على حمل بخار الماء فيكثف متحولا إلى غيوم ومن ثم مطر .أما حركة الهواء لأعلى فهي نتاج تيارات الحمل أو الجبهات أو التضاريس .
4- الهطول :
وهو عملية انتقال الماء الناتج عن التكاثف في الغيوم من الهواء إلى أسفل (الماء أو اليابسة ) . تعتمد حجم قطرة الماء الساقطة على تيارات الهواء الصاعدة وتعمل قوى التصادم بين القطرات المائية في الغيوم على زيادة حجم القطرة حتى تصل الحجم القادر على التغلب على التيارات الصاعدة ومن ثم تسقط باتجاه الأسفل وفي حال سقطت على اليابسة فان طاقتها الحركية تتحول إلى شغل يعمل على تفتيت التربة عند الاصطدام بها .
تتغير كميات الهطول من مكان إلى آخر ومن زمان إلى زمان (منطقة قد تعاني لفترة طويلة من جفاف ثم فجأة تتعرض لفيضان) ولكن كميات المطر التراكمية العالمية ثابتة والتي هي أصلا تعتمد على معدل حرارة الغلاف الغازي و حجمه والذين يعتبران ثابتتين ( في حال تأكد زيادة درجة حرارة الأرض فان هذا يعني زيادة في كميات الأمطار)
5- الاعتراض:
جزء من ماء المطر يتعرض للاعتراض من قبل النباتات وحواجز أخرى مما يعمل على تقليل التعرية وانجراف التربة.
6- النتح :
تعمل النباتات على امتصاص الماء من التربة بواسطة جذورها حيث تمتصه من أعماق بعيدة ومن ثم تخزن جزء منه في أجزاء النبات وثماره وتطلق الباقي للغلاف الغازي في عملية النتح .
7- الجريان :
تتجمع مياه الأمطار والينابيع والثلوج الذائبة لتشكل الجداول والأنهار والبحيرات والسدود الطبيعية والاصطناعية وعادة ما يكون الجريان في أوجه بعد الأمطار الغزيرة وخاصة فوق المناطق الرملية التي تصل إلى حالة الإشباع بسرعة مما يؤدي إلى حدوث الفيضانات بمختلف أشكالها .
8- الترشيح :
وهي عملية تعمل على تصدير الماء إلى باطن الأرض حيث تنتقل مياه الأمطار إلى باطن الأرض ويعتمد معدل الترشيح على العوامل التالية : معدل هطول الأمطار ،كيفية الهطول ، الغطاء النباتي ،كيمياء التربة وتركيبها و رطوبة التربة حيث أن التربة تمنع تسرب الماء للأسفل إلا بعد أن تصل حالة الإشباع وهي كمية الماء التي تستطيع أن تحملها بين جزيئاتها وتسمى هذه الكمية بالسعة الحقلية .وبالنظر إلى المقطع العرضي التالي نلاحظ وجود منطقتين رئيسيتين هما منطقة التروية وهي التي تزود النبات بحاجته من الماء ومنطقة الإشباع وهي المنطقة التي تخزن المياه الجوفية والتي يمكن استخراجها عن طريق الحفر إلى ما يسمى مستوى المائدة المائية (water table ) . في حالة الفيضان يكون هذا المستوي أعلى من سطح الأرض أو يساويه . وفي حال وجدت هذه المياه طريقها إلى السطح بشكل طبيعي تتشكل الينابيع بشكل عام تتحرك المياه الجوفية بشكل أفقي باتجاه الأنهار والبحيرات ومن ثم البحار والمحيطات وبذلك تكتمل دورة المياه .
تأثير الانسان على دورة الماء
تبقى إمدادات المياه على كوكبنا ثابتة، لكن الإنسان قادر على تعديل دورة هذه الإمدادات الثابتة. والواقع أن الزيادة السكانية، والتوسع العمراني، وارتفاع مستويات المعيشة والنمو الاقتصادي والصناعي كلها عناصر أسهمت في زيادة الضغوط على البيئة الطبيعية. ويمكن لنشاطات الانسان أن تؤدي إلى اختلالات في المعادلة المائية وتؤثر بالتالي على كمية ونوعية موارد المياه الطبيعية المتاحة للأجيال الحالية والمستقبلية.
ورغم ازدياد كميات المياه المستخدمة في البيوت، والصناعة والزراعة. الا انها تبقى محدودة على كوكبنا. والخطورة هنا تتجلى في الانتاج الكبير من مياه الصرف الصحي الذي يرافق الاستهلاك المتزايد.
ويؤدي الصرف المنزلي والزراعي والصناعي، و الاستخدام المكثف للمبيدات والمخصبات، إلى تحميل إمدادات المياه بكميات كبيرة من الكيماويات والبكتيريا الخطرة. وبالإضافة إلى ذلك، تؤدي أنظمة الري البائسة إلى زيادة معدلات ملوحة الأرض. وتؤدي هذه العوامل مجتمعة إلى تشكيل المزيد من الضغوط على الموارد المائية الحالية. وإذا استمرت الاتجاهات الراهنة على حالها، فإن هذا سيلحق عواقب بالغة السلبية بمجاري الأنهار، وأسطح البحيرات، وخزانات المياه الجوفية، وهو ما يؤثر على البيئة ككل.
علم المياه في الحضارة الإسلامية
المياه والري:
تعريف علم المياه والري:
علم المياه أو الـ " هيدرولوجيا " :هو علم يهتم بالمياه التي نجدها على سطح الكرة الأرضية وكذلك فوقها وتحتها، بتشكلها، بدورانه، وبتوزعها زمانياً ومكانياً، بخواصها البيولوجية، الفيزيائية والكيميائية وتفاعلها مع بيئاتها بما فيها الكائنات الحية.
أو هو علم يدرس العمليات التي تتحكم بتذبذبات المصادر المائية للسطوح الأرضية، ويهتم بالمراحل المختلفة للدورة الهيدرولوجية.
ويمكن أن يقال: إن علم المياه هو العلم الذى يدرس العمليات التى تحكم استنفاد وتجديد الموارد المائية لمساحات الأراضي، ويعالج المراحل العديدة لدورة الماء ( فى الطبيعة).
وجاء في كتاب " أبجد العلوم " باسم ((علم الريافة)) وهو: معرفة استبناط الماء من الأرض بواسطة بعض الأمارات الدالة على وجوده.
فيعرف بعده وقربه بشم التراب، أو برائحة النباتات فيه، أو بحركة حيوان مخصوص وجد فيه، فلا بد لصاحبه من حس كامل، وتخيل قوي شامل.
ونفع هذا العلم بيّن، وهو من فروع الفراسة من جهة معرفة وجود الماء والهندسة من جهة الحفر، وإخراجه إلى وجه الأرض. كتاب أبجد العلوم (2/ 310).
نبذة تاريخية:
نشأت الحضارات القديمة على ضفاف الأنهار التي وفرت المياه للزراعة، وزرع المصريون حوالي عام 5000 ق.م الأراضي التي تحولت بفعل فيضانات نهر النيل إلى مناطق خصبة. وحوالي عام 3000 ق.م شيدوا مجموعة من النظم التي احتوت على قنوات مُتقنة تنقل المياه من النيل إلى حقولهم. وشُيِّدت في ذلك الوقت أيضًا مشروعات ريٍّ ضخمة في كل من الصين والهند وجنوب غربي آسيا، وفي منطقة الشرق الأوسط مثل العراق والأردن.
استخدم الهنود في المكسيك وبيرو حوالي عام 800 ق.م مياه الأنهار لزراعة الذرة الشامية. ووجد الإسبان عند دخولهم هذه البلاد في القرن السادس عشر الميلادي، حضارات عظيمة معتمدة على الزراعة الإروائية، ويُقدر العلماء أن الهنود الأمريكيين قاموا بري آلاف الهكتارات من الأراضي قبل القرن السابع الميلادي، في المناطق التي تعرف اليوم بأريزونا الوسطى.
والماء هو المادة الأكثر شيوعًا على الأرض، ويغطي أكثر من 70% من سطح الأرض. يملأ الماء المحيطات، والأنهار، والبحيرات، ويوجد في باطن الأرض، وفي الهواء الذي نتنفسه، وفي كل مكان. ولاحياة بدون ماء، قال تعالى: ?وجعلنا من الماء كل شيء حيٍّ أفلا يؤمنون? الأنبياء:30. كل الكائنات الحية (نبات، حيوان، إنسان) لابد لها من الماء كي تعيش. وفي الحقيقة فإن كل الكائنات الحية تتكون غالبًا من الماء، كما أن ثلثي جسم الإنسان مكون من الماء، وثلاثة أرباع جسم الدجاجة من الماء. كما أن أربعة أخماس ثمرة الأناناس من الماء. ويعتقد بعض علماء الطبيعة أن الحياة نفسها بدأت في الماء ـ في ماء البحر المالح.
ومنذ بداية العالم والماء يقوم بتشكيل تضاريس الأرض. فالمطر يهطل على اليابسة ويجرف التربة إلى الأنهار. ومياه المحيطات تلتطم بالشواطئ بقوة مُكسِّرة ومُحطمة للهُوات الصخرية على الشاطئ، كما أنها تحمل الصخور المحطمة وتبني رواسب صخرية حيثما تفرغ حملها، والمثالج تشق مجاري الوديان وتقطع الجبال.
ويحُول الماء دون تغيُّر مناخ الأرض إلى البرودة الشديدة أو الحرارة الشديدة. وتمتص اليابسة حرارة الشمس وتطلقها بسرعة بينما تمتص المحيطات حرارة الشمس وتطلقها ببطء، ولهذا فإن النسيم القادم من البحر يجلب الدفء إلى اليابسة شتاءً والبرودة صيفًا.
كان الماء ـ ولا يزال ـ عصب الحياة، فقد ازدهرت الحضارات المعروفة حيثما كانت مصادر الماء وفيرة، كما أنها انهارت عندما قلت مصادر المياه. وتقاتل الناس من أجل حفرة ماء مشوب بالوحل، كما عبد الوثنيون آلهة المطر وصلَّوا من أجلها. وعلى العموم فعندما يتوقف هطول الأمطار فإن المحاصيل تذبل وتعُمُّ المجاعة الأرض. وأحيانًا، تسقط الأمطار بغزارة كبيرة وبصورة فجائية، ونتيجة لهذا فإن مياه الأنهار تطفح وتفيض فوق ضفافه، وتغرق كل ما يعترض مجراها من بشر وأشياء أخرى.
أهمية علم المياه والري:
كل نبات وحيوان وإنسان بحاجة إلى الماء ليبقى حيًا؛ ذلك لأن كل العمليات الحيوية من تناول الطعام إلى التخلص من الفضلات تحتاج إلى الماء. لكن اعتماد الناس على الماء يتعدى حاجتهم للبقاء أحياء، فنحن نحتاج إلى الماء أيضًا في أسلوب ونمط معيشتنا، ونحتاج إليه في منازلنا للنظافة الشخصية وطبخ الطعام، وغسل الأطباق، ونحتاج إليه في مصانعنا لإنتاج كل شيء تقريبًا من السيارات حتى السحَّابات التي نستعملها في ملابسنا. ونحتاجه في عمليات الري لزراعة المحاصيل في المناطق التي لاتحظى بأمطار كافية.
نشأة علم الري:
في اليمن نشأت أول حضارة نهرية معروفة في تاريخ العالم تعتمد في زراعتها على الري، وفيها انتقل الإنسان من طور القنص والصيد إلى طور الفلاحة والزراعة التي تعتمد على الري، وكانت الخطوة الأولى عندما بدأ الإنسان اليمني باكتشاف سبل إيصال الماء إلى الأرض الزراعية، وفي تجاربه في شق الجداول والخزانات والسدود، نشأ علم الري في التاريخ، ومعه اشتهرت الحضارة النهرية. " موقع المؤتمر نت "
اهتمام الإسلام بعلم المياه والري:
لما خلق الله سبحانه و تعالى الأرض و السماء، وأراد أن يخلق الإنسان على هذه الأرض خلق له الماء الذي فيه قوام حياته و حياة من حوله من الكائنات الحية.قال الله عز وجل:
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) (الأنبياء).
و الماء هو مادة الحياة وإكسيرها السحري الذي بدونه لاستحالت الحياة على سطح هذا الكوكب.
و لقد ذكر الله تعالى الماء في القرآن الكريم منكراً " ماء " 33 مرة، وذكره مُعرَّفاً " الماء " 16 مرة.
وامتنَّ الله على المؤمنين أن أنزل عليهم الماء الذي فيه قوام حياتهم قال تعالى:
{9} هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْه شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ {10} يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُل الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {11} ِّ سورة النحل
ووصف الله الماء بأنه مبارك أي أنه كثير العطاء قال الله تعالى: وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّات وَحَبَّ الْحَصِيدِ {9} سورة ق.
ٍوذكر الله تعالى أن إنزاله الماء من السماء، و إحياءه الأرض بعد موتها هو دليل و آية على وجود الله قال تعالى:
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ والنهار والفلك الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّر ِبَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لقوم يعقلون {164} سورة البقرة، و قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْق خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْض بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {24} سورة الروم
َو امتن الله على الكافرين بأن جعل من الماء كل شيء حي قال تعالى:{29} أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ {30} سورة الأنبياء.
و ذكر الله الماء على أنه من نعيم الجنة، و أن أهل النار يُعذَّبون بحرمانهم منه؛ قال تعالى:{49} وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ {50} الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا
وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ {51} سورة الأعراف
كما ذكر الله الماء على أنه جند من جنود الله ووسيلة لإهلاك الكافرين قال تعالى:
{39} حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْل وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ {40} وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {41} وَهِي تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَان فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ {42} قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِم الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَان مِنَ الْمُغْرَقِينَ {43} وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيل بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {44} سورة هود
و قال تعالى:"كذبت قبلهم قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ {9} فدعا ربه أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ {10} فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ{11} وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ {12}وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ {13} تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كان كفر {14} وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ {15} فَكَيْفَ كان عذابي وَنُذُرِ {16} وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر" (سورة القمر).
و ذكر الله إحدى فوائد الماء و هي التطهير قال تعالى:
" إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّل عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْز الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ {11} سورة الأنفال، وقال تعالى: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُوراً {48}"سورة الفرقان.
و أمرنا الله بالوضوء عند كل صلاة والاغتسال بالماء عند كل جنابة؛قال تعالى:"ياأيُهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغسلوا وجوهكم وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُم وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِط أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّه لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُم وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {6} سورة المائدة.
أهم الانجازات الاسلامية في مجال علم المياه والري
((جاء الحكم الإسلامي فنظم توزيع المياه بشكل قلَّ نظيره في أي قانون دولي، ولا تزال كتب الفقه الإسلامي تسهب في تفصيلات تنظيم المياه والسقي، وتحرم بعض فقراته استخدام مياه الجداول والأنهار الخاصة لأي غرض، ولو كان الوضوء للصلاة دون إذن من صاحبها الشرعي.
ولم يعرف العالم أزمة المياه إلا في العصور المتأخرة نتيجة الهدر المائي والتوزيع السيء لهذهِ الثروة، إضافة إلى الظروف المناخية التي ساعدت على تفاقم هذه الأزمة وانتشارها، واللافت للنظر في بحث المياه - كما سنرى - أنها شكلت أولى الحضارات في العالم؛ لتنتهي مناطق هذه الحضارات بنضوب هذه الثروة وحدوث ما يسمى بأزمة المياه.)) موقع النبأ
(( والمسلمون أول من أدخلوا شبكات المياه في مواسير الرصاص أو الزنك إلى البيوت والحمامات والمساجد.. وقد أورد كتاب "صناعات العرب " رسما وخرائط لشبكات المياه في بعض العواصم الإسلامية...)) موقع إسلام ست
توزيع الموارد المائية في الوطن العربي:
يقع حوالي 80% من المساحة الكلية للوطن العربي في المناطق المناخية الجافة وشبه الجافة التي تتسم بسقوط متذبذب للأمطار على مدار السنة، وبالتغير في كمياته من سنة إلى أخرى. وإذا كانت مساحة الوطن العربي تمثل 10.2% من مساحة العالم فإن موارده المائية لا تمثل سوى 0.5% من الموارد المائية المتجددة العالمية، كما لا يتجاوز معدل حصة الفرد العربي حاليا من الموارد المائية المتاحة، حدود 1000 متر مكعب سنوي، مقابل 7000 متر مكعب للفرد كمتوسط عالمي.
وتشير بعض المصادر إلى أن جملة الموارد المائية المتاحة (المتجددة) في الوطن العربي تقدر بما يقارب 265 مليار متر مكعب في السنة، تتوزع بين 230 مليارا كمياه سطحية و35 مليارا كمياه جوفية، بالإضافة إلى بعض المياه الناجمة عن إعادة استخدام المياه العادمة من الصناعة والصرف الصحي وتلك المتأتية من تحلية المياه المالحة.
ورغم ضعف مستوى حصة الفرد العربي من الماء في الوقت الحاضر فإن التنبؤات المستقبلية تشير إلى أن هذا المستوى سوف ينخفض إلى حدود 460م2 في السنة بحلول عام 2025، وأن أكثر من نصف الوطن العربي سيصبح تحت خط الفقر المائي (التقرير الاقتصادي العربي الموحد، 2001، ص 38). تضاف إلى ذلك احتمالات تناقص كميات المياه التي ترد من الخارج بسبب بعض الخلافات مع دول الجوار المشتركة معها في مصادر هذه المياه، والتي تمثل 50% من المياه المتاحة عربيا والواردة أساسا من نهر النيل ونهري دجلة والفرات ونهر السنغال.
وتتوزع المياه السطحية المتاحة في الوطن العربي كما يلي (حسب التقرير الموحد، 2001):
38.5% من مجموع المياه السطحية المتاحة عربيا في (مصر والسودان والصومال وجيبوتي).
37% منها في (الأردن وسوريا ولبنان والعراق وفلسطين).
19.7% في دول المغرب العربي (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا).
4.8% في شبه الجزيرة العربية (اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي).
استخدامات الموارد المائية:
تقدر استخدامات المياه في الدول العربية بما يناهز 190.7 مليار متر مكعب سنويا وهو ما يمثل نسبة 72% من مجموع الموارد المائية المتاحة. وتتوزع هذه الاستخدامات بين قطاع الزراعة بنسبة 87% والاستخدام المنزلي بنسبة 8% والاستخدامات الصناعية بنسبة 5%. وتعكس أهمية النسبة التي يستحوذ عليها قطاع الزراعة من جملة استخدامات المياه، ضرورة استعمال التقنيات المتطورة من أجل عقلنة وترشيد استخدام المياه في هذا القطاع.
وتعادل جملة الاستخدامات المائية في الزراعة في الوطن العربي 166.5 مليار متر مكعب في السنة، منها حوالي 157 مليارا تستخدم سنويا في الري السطحي. وتقدر كفاءة هذا النظام بـ 38% في السنة، مما يعكس أن نسبة مهمة من الموارد المائية تضيع هدرا وتسربا وتبخرا وتلوثا. ويُعزَى الهدْرُ في الموارد المائية إلى عدة عوامل من بينها: تدني مستوى كفاءة إدارة الموارد المائية، وتدني مستوى أو حتى فقدان الوعي المائي وما يرتبط به من إسراف وتبذير وتلويث للمياه، وتخلُّف مستوى التجهيزات والبنية التحتية في مجال استخدام المياه في أغلب الدول العربية بصورة عامة، واستخداماتها في الري بصورة خاصة.
وهنا نشير إلى ضرورة ترشيد استخدام الموارد المائية المتاحة عربيا والحاجة الملحة إلى العمل على توفير المزيد من هذه الموارد، وهو ما يستوجب تكافل الجهود العربية وتكاملها من أجل الحدِّ من سوء استغلال المياه المتاحة اللازمة لإنتاج زراعي يقابل الطلب على الغذاء في وطننا العربي. " موقع الجزيرة نت "
حقائق مهمة عن الماء: موقع الموسوعة العربية العالمية
ما كميات الماء على الأرض؟
هناك نحو 4.1 ألف مليون كم2 من الماء على الأرض. ويحوي الكيلو متر المكعب من الماء أكثر من 0.9 مليون مليون لتر من الماء.
ما مقدار الماء العذب على الأرض؟
3% فقط من الماء على الأرض ماء عذب، وحوالي ثلاثة أرباع هذا الماء العذب متجمد في المثالج والأغطية الثلجية. وُتقدر كمية الماء المتجمد هذا بما يعادل كميات الماء التي تجري في كافة أنهار الأرض لمدة ألف عام.
كم تحوي الكائنات الحية من الماء؟
تتألف الكائنات الحية غالبًا من الماء؛ فمثلاً يشكل الماء حوالي 65% من جسم الإنسان، 70% من جسم الفيل، 80% من درنة البطاطس، 95% من ثمرة الطماطم.
ما كمية الماء التي يستهلكها الفرد الواحد طوال حياته؟
متوسط ما يستهلكه الفرد الواحد من الماء طوال حياته نحو 60600لتر.
ما الصور المختلفة لوجود الماء؟
يُعتبر الماء المادة الوحيدة على الأرض التي يمكن وجودها بشكل طبيعي في ثلاث حالات: يوجد في الحالة السائلة، والصلبة (جليد) والغازية (بخار ماء).
مامقدار كمية الماء التي يستعملها الفرد الواحد يوميًا؟
في الأقطار المتقدمة يستعمل الفرد نحو 380 لترًا في المنزل يوميًا.
ما أكثر استعمالات الماء؟
يُستعمل الماء بكثرة في الصناعة، فهي تحتاج إلى نحو 300 لتر من الماء لإنتاج ورق نسخة واحدة من صحيفة يومية، وحوالي 170 لترًا من الماء لإنتاج كيلوجرام واحد من الفولاذ.
هل يأتي وقت ينفد فيه الماء تمامًا؟
يستعمل الماء ويعاد استعماله مرات ومرات ولايمكن أن ينفد بالاستعمال، ويحتوي كل كأس ماء نشربه على جزيئات من الماء استعملت سابقًا عددًا لايحصى من المرات.
الأزمات المعاصرة للمياه
توقع تقرير للأمم المتحدة أن تصل أزمة المياه العالمية إلى مستويات لم يسبق لها مثيل خلال السنوات المقبلة. وحذر التقرير الذي أعدته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) عشية منتدى الماء الثالث الذي عقد في كيوتو باليابان من التدهور المستمر في مصادر المياه بسبب نمو السكان وتلوث وتغيير مناخي متوقع.
و المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) كويتشيرو ماتسيرا: إنه "ما من منطقة ستفلت من تأثير هذه الأزمة التي تمس كل مظاهر الحياة من صحة الأطفال إلى قدرة الأمم على تأمين الغذاء لمواطنيها".وأضاف أن "إمدادات المياه تنخفض فيما يتنامى الطلب بشكل مثير في نسبة غير قابلة للدعم على مدى السنوات الـ 20 المقبلة" محذرا من أن "المتوسط العالمي لمعدل نصيب الفرد الواحد من المياه سينخفض بمقدار الثلث".
وأنحى التقرير باللائمة إلى حد كبير على غياب الالتزام السياسي عالميا للتعامل مع هذه الأزمة بجدية، وللتوصل إلى حل ناجع يقلص النقص العالمي لإمدادات المياه "على الرغم من توافر أدلة واسعة على هذه الأزمة إلا أن الالتزام السياسي يتجه عكس ذلك".
وذكر التقرير أن "الموقف والمشاكل الأخلاقية تكمن في قلب الأزمة" إضافة إلى "القصور الذاتي في مستوى القيادة وسكان العالم لعدم إدراكهم التام لمقياس المشاكل مما يعني أننا نخفق في اتخاذ الإجراء التصحيحي المناسب المطلوب".
وقال التقرير: إن التحدي على مستوى عالمي "يكمن في رفع الارادة السياسية لتطبيق التزامات ذات علاقة بالمياه وما عدا ذلك ستظل المياه منطقة للخطابات السياسية والوعود العالية بدلا من أعمال مطلوبة جدا".وحذر التقرير من أن هناك أكثر من 180 بلدا وأرضا تعيش في حالة من الازمة فيما يتعلق بشُحِّ إمدادات المياه، أو تجهيز الماء النظيف الصالح للشرب.
وصنف التقرير دولة الكويت على أنها فقيرة من ناحية توافر المياه إذ أن نصيب الفرد السنوي من المياه هو 10 أمتار مكعبة فقط يليها قطاع غزة ب (52 مترا مكعبا)، ودولة الامارات العربية المتحدة (58 مترا مكعبا)، وجزر الباهاما (66 مترا مكعبا)، ودولة قطر (94 مترا مكعبا)، وجزر المالديف (102 متر مربع)، وليبيا (113 مترا مربعا)، والمملكة العربية السعودية (118 مترا مربعا)، ومالطا (129 مترا مربعا)، وسنغافورة (149 مترا مربعا).
وذكر أن أغنى عشرة بلدان بالمياه هي غينيا الفرنسية وأيسلندا وجوانا وسورينام والكونغو وبابوا غينيا الجديدة والجابون وجزر سليمان وكندا ونيوزيلندا.
وحذر التقرير من أنه "في منتصف هذا القرن وفي أسوأ الاحوال سيواجه سبعة مليارات نسمة في 60 بلدا مشكلة ندرة الماء".
وأضاف أن تغيير المناخ يأخذ بالحسبان ما يقدر ب 20 في المائة من الزيادة في ندرة المياه العالمية بينما ستكون عملية إغراق النفايات عنصرا أساسيا يؤدي إلى تلوث الماء عالميا متوقعا أن تسوء الأزمة على الرغم من النقاش المستمر.
وبيَّن أن حوالي طنين من النفايات يتم التخلص منها يوميا عبر إلقائها في الأنهار والبحيرات والجداول مشيرا إلى أن لترا واحدا ملوثا من المياه القذرة يلوث حوالي ثمانية لترات من المياه العذبة.
ووفقا للتقرير فإن هناك نحو12 ألف كيلومتر مكعب من المياه الملوثة عالميا وهو أكثر من إجمالي كميات المياه التي تحتويها عشرة من أكبر أنهار العالم مشيرا إلى أن أنهار قارة آسيا هي الأكثر تلوثا.
وحذر من أنه إذا استمر الأمر من دون تغيير فإن العالم سيفقد بحدود 18 ألف كيلومتر مكعب من المياه العذبة بحلول عام 2050م.
وصنف التقرير نوعية المياه في بلدان كبلجيكا والمغرب والأردن والهند والسودان والنيجر وبوركينا فاسو وبوروندي وجمهورية أفريقيا الوسطى ورواندا على أنها الأدنى عالميا.
فيما اعتبر أن أفضل نوعية من المياه في العالم هي في بلدان كفنلندا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة واليابان والنرويج وروسيا والسويد وفرنسا.
وقال التقرير: إن "الفقراء يظلون هم الأكثر تضررا إذ أن 50 في المائة من سكان البلدان النامية يستخدمون مصادر المياه الملوثة".
وذكر أن ستة آلاف شخص معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة يموتون كل يوم بسبب أمراض الإسهال وهو الأمر الذي يصور فداحة المشاكل التي تواجه العالم في احترام مصادر المياه.
وحذر التقرير مجددا من أن "أكثر من 2ر2 مليون شخص يموتون سنويا نتيجة لأمراض متعلقة بتلويث المياه الصالحة للشرب، والتصريف السيىء لمياه المجاري".
وخلص تقرير (يونيسكو) إلى أنه فيما يتعلق بالنمو السكاني فإن "استهلاك المياه تضاعف تقريبا في السنوات الخمسين الأخيرة مما يشير إلى أن الطلب على الماء سيكون أكثر من الكميات المعروضة".
هذا وكانت الأمم المتحدة قد أقرت رسميا في 12 ديسمبر اعتماد سنة 2003 عاما دوليا للمياه الصالحة للشرب. ويأتي إقرار هذه السنة العالمية للمياه في وقت يحصل فيه توافق دولي على ضرورة التحرك لتجنب أن تتحول المياه إلى مصدر لصراعات المستقبل، إذ تشير الإحصائيات إلى أن 1،2 مليار نسمة في العالم ليس لهم أي وصول إلى شبكات المياه الصالحة للشرب، والمقصود بالوصول إلى شبكات المياه، إمكانية الحصول يوميا على حوالي 20 لترا للشخص الواحد، وبالتنقل لمسافة لا تتجاوز كيلومتر واحد عن مكان الإقامة. يضاف إلى ذلك أن أكثر من 2،4 مليار نسمة في العالم يعانون من عدم توفرهم على شبكات صرف المياه، مما يضاعف من أخطار الإصابة بأمراض كثيرة، وكون أن أكثر من 90% من مياه الصرف وأكثر من 70% من مياه المعامل تصرف بدون معالجة، يؤدي إلى ارتفاع تلوث البيئة ومصادر مياه الشرب.
وإذا كان أكثر من 70% من المياه المعدنية فوق الكرة الأرضية تسخر للزراعة، فإن الكمية المتبقية والمستعملة للشرب توزع بشكل غير عادل، إذ أن المواطن في البلدان المصنعة يستهلك يوميا ما بين 400 و500 لتر، بينما يستهلك الشخص في البلدان النامية معدلا لا يتجاوز 20 لترً.
ومن الفوارق الصارخة، كون المواطن في البلدان المصنعة يستهلك عند إطلاق صهريج دورة المياه مرة واحدة، ما يستهلكه يوميا شخص في البلدان النامية في شربه وغسيله وطهي طعامه وتنظيف ثيابه.
وقد تعهد قادة الدول في قمة الألفية عام 2000 في نيويورك بالعمل على تخفيض نسبة الأشخاص غير القادرين على الوصول إلى مصادر المياه الصالحة للشرب إلى النصف بحلول عام 2015م، وكذلك بالنسبة للأشخاص غير المستفيدين من شبكات الصرف الصحي.ولإنجاز ذلك، ترى الأوساط الأممية أن على المجموعة الدولية أن تضيف حوالي 14 مليار دولار لزهاء الـ 30 مليار دولار التي تنفق سنويا لتأمين المياه الصالحة للشرب ولشبكات الصرف الصحي في العالم.
ويعيش حاليا أكثر من 40% من سكان العالم في مناطق تعرف قلةً في الموارد المائية. وقد تصل هذه النسبة في عام 2025م إلى ثلثي سكان العالم أي حوالي 5،5 مليار نسمة. ومن المناطق المهددة بالدرجة الأولى، بلدان شمال إفريقيا وغرب وجنوب القارة الآسيوية.
و تحتل الدول العربية الصدارة في المناطق المهددة بنقص في المياه، سواء في شمال إفريقيا أو آسيا، فإنها تحتل الصدارة أيضا في قائمة الدول التي قد تعرف توترات بسبب تقاسم مصادر مائية مع بلدان أخرى.
ويكفي الإشارة إلى التوتر القائم بين لبنان وإسرائيل بخصوص نهر الليطاني، وكذلك الخلاقات القائمة بين إسرائيل والفلسطينيين أو بين إسرائيل والأردن. كما أن ملف تقاسم المياه بين سوريا وتركيا والعراق لازال أحد أسباب التوتر في المنطقة.
وقد تم إحصاء أكثر من 261 مجرى مائي عابر لحدود أكثر من دولتين. وتشترك البحيرات والبحار في حدود أكثر من 145 دولة، كما أن هناك أنهارا تشترك فيها العديد من الدول مثل نهر النيل أو نهر الدانوب.وعلى الرغم من أن الاشتراك في تقاسم المصادر المائية يُعَدُّ من أسباب التوتر الدولي الرئيسية، فإن عدد الصراعات التي نشبت فيها أعمال عنف بسبب المياه خلال الخمسين عاما الماضية لا تتعدى الخمسة والثلاثين. وللعثور على حرب حقيقية بسبب المياه في تاريخ الإنسانية يجب العودة إلى ما قبل 4500 عام، وكانت حول مياه دجلة والفرات.
ولمواجهة هذه التخوفات الحقيقية والمبالغ فيها عند الحديث عن المياه في العالم، سيتم التطرق خلال العام العالمي للمياه إلى كيفية الحفاظ على الموارد المائية، وتسخير التكنولوجيا للحد من تلوثها وتبخرها وحسن استغلالها إما للري أو للشرب، وهو ما تهدف الأمم المتحدة إلى إشراك الحكومات وممثلي المجتمع المدني وأصحاب القطاع الخاص في إثرائه.
شبكة النبأ المعلوماتية - الأربعاء 5 / 3 / 2003 م
نظرية " الألواح الحركية " بين العلم والقرآن
قال الله تعالىوفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[سورة الرعد].
ذكر المفسرون في تفسير هذه الآية أن هناك أرضاً يجاور بعضها بعضاً، مع أن هذه طيبة تنبت ما ينفع الناس، وهذه مالحة لا تنبت شيئاً، ويدخل في هذه الآية اختلاف ألوان بقاع الأرض، فهذه تربة حمراء، وهذه بيضاء، وهذه محجرة، وهذه سهلة، وهذه رقيقة، والكل متجاورات، فهذا كله مما يدل على الفاعل المختار، لا إله إلا الله هو.
وينحصر وجه الإعجاز العلمي في الآية الكريمة في كلمة " قطع " وفي كلمة " متجاورات " إذن بنص الآية تتكون الأرض من عدد من القطع المتجاورة، كما نفهم أيضاً أن عدد القطع المتجاورة، كما نفهم أيضاً أ، عدد القطع غير ثابت، حيث الكلمة غير معرفة، وبالتالي فمن الممكن أن تتغير هذه القطع عبر الزمن. وهذا ما أثبتته أحدث النظريات العلمية في مجال علوم الأرض، وهي نظرية " قطع الأرض " أو " ألواح الغلاف الصخري"، وقد أحدثت النظرية ثورة كبيرة في فروع علوم الأرض المختلفة، فقد مكنت العلماء من تفسير كثير من الظواهر، مثل توزع أحزمة الزلازل، وأحزمة الجبال في العالم، وفتح وغلق المحيطات، ونطق التمعدن، وهلاك الكائنات عبر الزمن الأرضي، وغير ذلك.
تمثل نظرية الألواح الحركية نموذجاً لحركة الغلاف الصخري فوق نطاق المور (Asthenosphere) اللدنة الساخنة. ووفقاً لهذه النظرية فإن الأرض تقسم إلى عدة قطع كبيرة وأخرى صغيرة وهذه القطع تمر مر السحاب فوق الطبقة العليا من وشاح الأرض التي تسمى نطاق المور.
وتقدر سرعة حركة القطع الحالية ما بين 1ـ 18 سم كل عام، ويتراوح معدل الحركة بين 1-18سم كل عام، ويتراوح معدل الحركة بين 1-6سم كل عام. وتتميز أطراف القطع هذه بالنشاط، وتقسم إلى ألواح متقاربة الحواف(Convergent Plate Boundaries)،حيث تتحرك الألواح متقربة بعضها من بعض، وإلى ألواح متباعدة الحواف (Divergent Plate Boundaries)،حيث تتحرك الألواح مبتعدة بعضها عن بعض، وأخيراً هناك الألواح المنزلقة الحواف (Transform Plate Boundaries)،حيث تنساب الألواح أفقياً وجانبياً.
وتلعب حركة وطبيعة الألواح التكتونية دوراً هاماً في فهم الجغرافية القديمة والحركات التجبلية وغيرها من الأحداث الجيوليوجية عبر الزمن الجيولوجي يلخص طبيعة الألواح البنائية وأمثلة من الظواهر الناتجة عنها.
شواهد نظرية قطع أو ألواح الغلاف الصخري من القرآن الكريم :
تبدو ملامح نظرية قطع أو ألواح الأرض في آيات القرآن الكريم منذ أن أنزلت على قلب محمد صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1400سنة، وذلك قبل أن تظهر نظرية الزحف القاري ونظرية اتساع قاع البحر. ويذكر القرآن ثلاث مراحل في تكوين الأرض، يمكن اعتبارها ثلاث مراحل هامة في تطور النظرية، وهي :
1. مرحلة فتق الرتق:
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)[سورة الأنبياء].
2. مرحلة الدحي وإخراج الماء:
(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا {30} أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا )[سورة النازعات].
3. مرحلة إرساء الجبال وبداية حركة قطع الأرض:
(وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ)[سور فصلت].
وفيما يلي نشير إلى أساسيات نظرية ألواح الغلاف الصخري (Theory of Plate Teconics)وشواهد الإعجاز التي ذكرت حولها في القرآن الكريم:
1. قطع الأرض:
(وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)[سورة الرعد].
يذكر القرآن ـ كما أشرنا من قبل ـ أن الأرض تتكون من قطع. ولم يكتشف العلم هذه الظاهرة إلا منذ عام 1960م، حيث أصبح معروفاً أن قشرة الأرض تتكون من عدة قطع كبيرة بجانب عدد من القطع الصغيرة. ونذكر من القطع الكبيرة قطعة أفريقيا، وقطعة أمريكا الشمالية، وقطعة أمريكا الجنوبية، وقطعة أوربا وآسيا، وقطعة المحيط الهادي، وقطعة المحيط الأطلسي، وقطعة القارة القطبية الجنوبية. ومن القطع الصغيرة القطعة العربية، وقطعة الكاريبي، وقطعة الفلبين، وغيرها. وكما كان الناس أمة واحدة فتقطعت إلى أمم شتى، كذلك كانت الأرض قطعة واحدة وتقطعت إلى قطع شتى. وعلى ما يبدو، يستمر تقطيع الأرض بعد تجميعها، ثم يعاد تجميعها مرة ثانية في كتلة أو كتل كبيرة بصفة دورية، حيث تبدأ قطع الأرض في التجمع في قارة وحيدة عملاقة وتنتهي بتقطيع أوصال هذه القارة إلى قطع مشتتة. والأرض المجمعة والتي تمثل كل اليابسة تسمى بانجيا، وكلما تجمعت القارات فإنها تكون بانجيا جديدة.
2. البحر المسجور، ونظرية اتساع قاع المحيط
(Sea Floor Spreading):
قال الله تعالىوَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)[سورة الطور].
وقد اختلف في معنى قوله : (المسجور) فقال بعضهم: المراد أنه يوقد يوم القيامة ناراً كقوله : (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ)أي أضرمت فتصير ناراً تتأجج بأهل الموقف، وقال قتادة: المملوء، وقال مجاهد: الموقد، وقال الضحاك وشمر بن عطية ومحمد بن كعب والأخفش: بأنه الموقد المحمي، بمنزلة التنور المسجور. ومنه قيل للمسعر: مسجر، ودليل هذا التأويل قوله تعالى: (وإذا البحار سجرت) أي : أوقدت، سجرت التنور أسجره سجرا، أي: أحميته. وقال سعيد بن المسيب : قال علي ـ رضي الله عنه ـ لرجل من اليهود: أين جهنم؟ قال: البحر. قال : ما أراك إلا صادقاً: (وإذا البحار سجرت).
ولقد أثبت العلم الحديث الذي لا يرقى إليه الشك صدق حديث القرآن عن البحر الموقد أو المسجر بالنار، وتلك ظاهرة تلازم البحار منذ مولدها، حيث يبدأ تكوين البحر بخسف في الأرض يتسع رويداً رويداً. وتتميز قيعان البحار اليوم بوجود ما يعرف بالأحيد أو أعرف منتصف المحيطات التي تمثل نطاقات انفراج يتسع عندها البحر، ويخرج منها الحمم الصاعدة من جوف الأرض، ويلتقي الماء والنار، وبهذا يكون البحر مسجراً بالنار.
الشكل رقم (4): يبين ظاهرة اتساع قاع المحيط ويظهر نطاقات الانفراج التي يتسع عندها البحر وظهور الحمم التي تلتقي بماء البحر أو ما يسمى بالبحر المسجور
3. مد الأرض وإلقاء الرواسي:
حينما يتحدث القرآن عن مدر الأرض يقرنها بإلقاء الرواسي. والحكمة من ذلك أنه إذا مدت الأرض فقط فإنها لن تقر، بل ستمور وتضطرب، فيثبتها الله بالجبال الراسيات. ووفقاً لنظرية ألواح الغلاف الصخري فإن الأرض سواء اليابسة أو قاع البحر تمد عند حواف الألواح المتباعدة، كما في حالة انتشار قاع البحر عند حيط وسط المحيط الأطلسي، ونشأ البحر الأحمر، وخسف شرق أفريقيا. وصدق الله العظيم حيث يقول :
(وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[سورة الرعد:3].
(وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ {19} وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا
مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ)[سورة الحجر].
(وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ)[سورة ق:7].
وقد اكتشف العلم حديثاً أن الأرض تمد من عند منتصفات قيعان المحيطات. وتم معرفة ذلك عن طريق دراسات الفيزياء الأرضية، حيث تنبين قاع البحر Sea Floorصخوراً تتميز مرتبة موازية الأحيد وسط المحيطات، وتتبادل فيها القطبية العادية Normal Polarityوالقطبية المنعكسة Revesed Polarity. ويحدث تبادل القطبية بسبب انعكاس الأقطاب المغناطيسية للأرض عبر الزمن، فيصير القطب الموجب سالباً والسالب موجباً. وتختلف الآراء في تفسير أسباب هذا الانعكاس.
وتكون أعمار الشرائط المغناطيسية حديثة بالقرب من حيد أو حافة وسط المحيط، وتتدرج في الزيادة في العمر بعيداً عنه. بل وجد أن الشرائط على جانبي العرف تكون ذات تركيب صخري واحد، وذات عمر واحد. وتجدر الإشارة إلى أقدم أعمار الصخور في قاع المحيط لا تزيد عن العصر الجوري، حيث لا يزيد عن 200مليون سنة.
4. سير الجبال والأقطاب المهاجرة:
(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)[سورة النمل:88].
الهجرة الظاهرية للقطب (Apparent Polar Wandering):
ومن المعروف أن الصخور تحفظ بصمتها المغناطيسية التي تكونت عند تبريد الصهير أو لحظة ترسيب مكونات الصخر الرسوبي، وتعرف هذه الظاهرة بالمغناطيسية القديمة (Paleomagnetism). ومن دراسة المغناطيسية القديمة ثبت أن أقطاب الأرض شغلت مواقع كثيرة مختلفة عبر الزمن الأرضي.
ومنحنى القطب المهاجر ظاهرياً يأخذ طريقاً متعرجاً، ويعرف بمحنى هجرة القطب الظاهرية.
وقد أثارت ظاهرة القطب المهاجر ظاهرياً حيرة شديدة، لأنه توجد أسباب معقولة تشير إلى أن الأقطاب المغناطيسية يجب أن تكون قريبة من الأقطاب الجغرافية، ولما كان تحرك محور دوران الأرض بهذا المعدل غير وارد من الناحية الفلكية، علاوة على أن منحنى القطب المهاجر ظاهرياً للصخور المتكونة في الزمن الواحد لا تتشابه في القارات المختلفة.
وإذا سلمنا أن الأقطاب المغناطيسية بقيت قريبة من الأقطاب الجغرافية، فمعنى ذلك أن القارات نفسها هي التي تتجول أو تزحزح في الفراغ، ويعد هذا دليلاً قوياً يؤيد نظرية الحيود القاري. أي أن القطب يشغل موقعاً ثابتاً، ولكن الأرض هي التي تتحرك بالنسبة له، كما أن موقع القبلة ثابت ولكن تختلف وجهة الناس عند الصلاة تبعاً لموقعهم بالنسبة لمكة المكرمة. وفي الآية دليل على حركة الجبال، وبالتالي حركة قطعة الأرض التي تحمل الجبال ذاتها. ومن الجدير بالذكر أن آية سورة النمل السابقة قد اتخذت من قبل كدليل على دوران الأرض، ولكننا نتخذها دليلاً على الحركة الذاتية لقطع الأرض.
من الظواهر المثيرة التي كشف العلم الحديث ظاهرة انعكاس أقطاب الأرض المغناطيسية،ويعرف ذلك بانعكاس القطبية، بعمة أن القطب الشمالي المغناطيسي الحالي الذي هو المجال العادي (Normal) كان منعكساً من قبل (Reversed) . وبالرغم من أن هذه حقيقة إلا أنه لم يعرف حقيقة تفسيرها.
هل تستطيع أن نقول ـ والعلم عند الله ـ إن القرآن قد أشار إلى هذه الظاهرة بمنتهى اللطف في قوله تعالى : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) .
5. انتقاص الأرض من أطرافها :
ذكرنا من قبل أن الأرض تمد باستمرار من أطرافها عند حواف الألواح الحركية المتباعدة، واستمرار المد يجعل أبعاد الأرض قابلة للتغير عبر الزمن، الأمر الذي يجعلنا غير مستقرة فتضطرب ويصعب القرار فيها. هنا تتدخل رحمة الله فتنقص أطراف الأرض باستمرار أيضاً.
ومن عند أطراف أخرى للأرض تقاس أطراف المد وتعر فالأماكن التي يحدث عندها الانتقاص بنطاقات السحج أو الغوص على النحو الذي سوف يذكر عند الحديث عن البحار والمحصلة أن تكون الأرض موزونة لأن معدل المد يساوي معدل الانتقاص. فسبحان من خلق كل شيء بقدر.
6. مشارق الأرض ومغاربها:
(وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ)[سورة الأعراف:137].
تشير الآية إشارة واضحة إلى أن المشارق تتتابع على الأرض بصفة مستمرة، ففي الوقت الذي تشرق فيه الشمس على مكان أو نقطة ما على سطح الأرض فإنها تغرب عن مكان أو نقطة ما. وقد استخدم التعاقب ذلك كدليل على كروية الأرض كما أشرنا من قبل. ولكن سوف نستخدم هذه الحقيقة في الدلالة على صحة نظرية ألواح الغلاف الصخري. فلو فرضنا أن مشرق الشمس في مكان على الأرض كان يقع عند س مثلاً، وأن المكان س ليس جامداً ولكنه يتحرك مع مرور الزمن، فإن هذا يعني أن المكان الذي كان يشغله مشرق الأرض ينتقل، وبالتالي يقع المشرق عند نقاط مختلفة لا يمكن حصر عددها بافتراض ثبات المشرق بالنسبة لخطوط الطول. فالحقيقة إذن تكمن في حركة الأماكن التي تشرق عليها الشمس، حتى وإن قلت مسافة الحركة اليومية لتقارن بالوحدات الضئيلة جداً كوحدات الفمتو.
الدورة الجيولوجية والسنن المتداولة
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)[سورة فصلت:52].
الوتيرة الواحدة (Uniformitarianism):
كثيراً ما ننخدع ببعض الآراء البراقة من قبيل ما عرف بمبدأ الوتيرة الواحدة، وهو مبدأ فلسفي اخترعه جيمس هاتون، وهو مبدأ مغرق في المادية حيث يرى صاحبه أن الكون أبدي وليس له نهاية، وإن هاتون لا يرى فوق الإنسان شيئاً.
وينطبق على القول الشهير " الحاضر مفتاح الماضي " أو مبدأ الوتيرة الواحدة المقولة التي نعرفها جميعاً " إنها كلمة حق أريد بها باطل " .
والمبدأ إذن يعني ـ ببساطة ـ أن الحاضر مفتاح الماضي (The Present is key to the ).
إن مجرد التصور بأن العلميات الفاعلة على سطح الأرض في أيامنا هذه هي نفسها التي سادت عليها منذ القدم لا يعني بالطبع أن العمليات الحالية هي صورة معادة تماماً أو مكررة لعمليات الماضي.
نعم إن الكون يعمل بنظام دقيق، ولكنه ليس رتيباً لدرجة أنه يعمل مثل الساعة، حيث تحدث أشياء تبدو خرقاً للناموس، لأن الله له في كل يوم شأن، وأنه ـ سبحانه وتعالى ـ قيوم السماوات والأرض .
(إنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ
إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)[سورة فاطر:41].
وقد تغير المفهوم للعمليات الجيولوجية من تصور أنها تسير على وتيرة واحدة باستمرار
إلى أنها تسلك سلوكاً دورياً، ولذا فقد أدخل مصطلح جديد ليعبر عن ذلك عرف باسم " دورية الوتيرة الواحدة " ب(Uniformily Continuoius)، ومن هذا المنطلق أصبحت العوارض أجزاء من دورات تحدث نتيجة سنن أصيلة، فعلى سبيل المثال: لا يستغرب المرء حدوث ب(Cyclical Uniformitarianism) زلازل في كل من إيران وأفغانستان مثلا بالرغم من أن الزلازل شيء عارض، وذلك لأن هذا الحدث الفجائي يقع ضمن دورة تقارب وتباعد القارات. وهناك دورات كونية (Extraterrestrial) تمارس فعلها خارج نطاق الأرض، وينعكس تأثيرها على الدورات الأرضية (Terrestrial Cycles).
وتعددت الدورات لتشمل دورة الصخر، ودورة الماء، ودورة العصور الجليدية، ودورة الجبال والتعرية، ودورة تكوين القارة العملاقة، ودورة هلاك الكائنات.. الخ.
الدورة الجيولوجية (Geologic Cycle) :
السجل الجيولوجي:
يتميز السجل الجيولوجي بالدقة المتناهية، وتمثل الصخور بأنواعها المختلفة أرشيفاً تحفظ به الأسرار والعجائب. وتتنوع السجلات، فهناك سجل للصخور ذاته مدون به طريقة تكوين الصخر ومكوناته والعمليات المعاصرة واللاحقة لتكوين الصخر. وأعجب ما في السجل الصخري سجل الساعة الذرية التي بدأت تدق مع مولد الصخر، أي تشع بمعدلات ثابتة لكل عنصر، وما تزال الساعة تدق، ولسوف تستمر دقاتها، وأيضاً من روائع السجل الصخري ما يدونه عن المغناطيسية القديمة في الصخور وما تعكسه البصمة المغناطيسية من انعكاس للأقطاب المغناطيسية للأرض عبر الزمن.
ويحتوي السجل الجيولوجي على أرشيف رائع للحياة سجلت به الكائنات ابتداء من البكتيريا والطحالب مروراً باللافقاريات والفقاريات ونباتات البر والديناصورات العملاقة والثديات المتنوعة والإنسان الذي خلق في أحسن تقويم.
ويا لروعة السجل الذي يحفظ جناح الحشرة وتعرقات الورقة وهيكل الديناصور وجمجمته الإنسان. يا له من سجل يحفظ زحف الجليد في الأزمنة الماضية كما يحفظ حبات الرمل وما يعتريها من تغيرات. سجل يحفظ ثورات البراكين، واتساع وإغلاق المحيطات، وبناء وتآكل الجبال. سجل يحفظ قطرات المطر التي سكنت في الأرض. وأني لعلم البشر معرفة تاريخ ومسار كل ورقة قد سقطت من شجرتها؟ وكل حبة اختفت تحت الثرى؟ وصدق الله ـ تبارك وتعالى ـ حيث يقول:
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)[سورة الأنعام].
الإعجاز المائي في القرآن
تحدث القرآن عن جميع الحقائق المتعلقة بدورة الماء ونزول المطر بشكل يتفق
مع أحدث المعطيات العلمية، لنتأمل هذه الصورة ونتأمل الآيات الكريمة التي تتحدث
عن كل جزء من أجزاء هذه الدورة المائية.
1-الشمس هي محرك الدورة المائية، ولذلك قال تعالى: (وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا) [النبأ: 13].
فالشمس هي التي تبث الحرارة والضوء اللازمان لتبخير الماء وتشكيل الرياح.
2- الرياح هي المحرك الثاني لدورة الماء، وقد تحدث القرآن عنها بقول الحق تعالى:
(وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) [الحجر: 22].
3- الماء النازل من الغيوم يختزن في الأرض لمئات السنين دون أن يفسد، مع العلم أن أحدنا لو اختزن الماء لأيام قليلة فإنه سيفسد!! ولذلك قال تعالى: (وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ).
4- بعد تبخر الماء يتكثف في السماء على شكل غيوم والرياح تقوم بمهمة تلقيح السحاب ولذلك قال تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ).
5- تحدث القرآن عن الغيوم العالية الركامية والتي هي مسؤولة عن المطرالغزير وعن الثلج والبرد، يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ
بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43].
يزجي أي يحرك ويسوق، وركاماً أي عالياً بعضه فوق بعض، والودق هو المطرالغزير. وهذه الآية من آيات الإعجاز العلمي التي تحتوي على معلومات دقيقةعن هندسة تشكل الغيوم وحدوث البرد.
6- الماء لا يذهب عبثاً بل يتم تخزينه في الأرض لينطلق على شكل ينابيع عذبة نشربها وبالتالي تستمر الحياة، ولذلك قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [الزمر: 21].
تصوروا معي لو أن الزرع لا يتحول إلى اللون الأصفر ويصبح حطاماً، ولو بقي أخضر دائماً لما تجددت دورة النبات ولما استفدنا من هذا الحطام الذي يتحول إلى بترول عبر آلاف السنين!!
7- يقول العلماء إن جميع العمليات تتم بشكل منتظم وفق قوانين فيزيائية ثابتة، ولذلك فإن العملية بأكملها مقدَّرة ومحكمة ومنظمة، ولذلك يقول تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) [المؤمنون: 18]. وتأملوا معي كلمة (بِقَدَرٍ) التي تشير إلى التقدير والنظام.
8- من أهم أجزاء الدورة ما يحدث في منطقة المصب حيث تصب الأنهار في البحار، وهذه تحدث القرآن عنها ولم يغفلها، يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا) [الفرقان: 53]. ولولا أن الأنهار تصب في البحار لجفت هذه البحار، وقد حدث ذلك مع بحر "الآرال" الذي كان يتغذى من نهرين وعندما قام البشر بتحويل مجرىالنهرين، جف هذا البحر!!
9- يقول العلماء إن الجبال لها دور مهم في نزول المطر وتشكل الغيوم وفي تنقية الماء، فهل أهمل القرآن ذكر هذه الحقيقة؟ بالطبع لا، يقول عز وجل: (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا) [المرسلات: 27]. ففي هذه الآية ربط المولى عز وجل بين الجبال الشامخة وبين الماء الفرات، وهذا ما يؤكده العلماء اليوم.
ــــــــــــ
www.islamstory.com 1-5-2006

[/grade]









التعديل الأخير تم بواسطة عثمان الغدير ; 08-18-2010 الساعة 11:52 PM
  رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الماء, الاسلامية, الحضارة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:05 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
+:: تصميم وتطوير فريق الزيني 2009 : حمزة الزيني ::+