تتخذ دول العالم شعارا لها من الطيور أو الحيوان أو النبات وهو تقليد قديم, وتميل أغلب الدول إلى اتخاذ العقاب ( بضم العين ) شعارا ويوجد على بعض الإدارات الأمريكية ،كما أنه احد مكونات شعار الأردن ،ومن مكونات أعلام بعض الدول الأوروبية ومنها ألبانيا.
و العُقاب : أفضل أنواع الصقور وهو شعار سورية ... الراية العربية الأولى ..منذ أقدم العصور وحتى الآن .
وتعتبر سورية أقدم دول العالم في اتخاذ طائر العقاب شعارا, وهناك باحثون يذكرون أنها الموطن الأول لطائر العقاب وتحديداً في جبل سنجار, ويقال إن هذا الجبل هو مصدر الصقور الثمينة, ومنشأ الصقور النادرة ومنه ظهرت الصقور الموجودة في العالم, وإذا كان بعض الباحثين يريدون دليلا علميا على هذا القول إلا أن جميع الباحثين يرون من الثابت أن جبل سنجار منشأ الصقور السوداء ومكان تواجدها حتى اليوم, و التسمية الشائعة لهذا النوع من العقبان هي السنجاري ويطلق هذا اللقب على أي صقر أسود نسبة لجبل سنجار, ورأسه أحمر صاف فاتح أو كاشف وأحيانا يطلقون عليه الصقر الذهبي.
وطائر العقاب شعار سوري يضرب في أعماق التاريخ, وأطلق على راية سورية بعد تحررها في عام ,1920 ودلت المكتشفات الأثرية أن الصقر أطلق من سورية قبل ثمانية آلاف عام على الأقل, فقد وجد نقش للعقاب على حجر بازلتي في حفريات جرف الأحمر بحلب في عام 1995 يعود إلى ثمانية آلاف عام قبل الميلاد, وفي النقش طائر باسط جناحيه, ويرتفع شعار العقاب الآن على واجهة البرلمان السوري والمباني الحكومية والرتب العسكرية والعملة.
ونظرا لقوة العقاب أطلق على الراية العربية الأولى, وقد أطلق الرسول العربي اسم العقاب على رايته, وتتفق أغلب الروايات أن راية الرسول كانت تسمى العقاب, فقد جاء في الحديث كان من خلقه تسمية دوابه, وسلاحه, ومتاعه, وكان اسم رايته العقاب, وكانت سوداء مكتوب عليها بالأبيض ( لا إله إلا الله ), كما أطلق صلاح الدين على رايته اسم العقاب وكان لونها أصفر.
ومن المعروف تاريخيا أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه كان حامل راية العقاب في جميع المعارك التي خاضها النبي صلى الله عليه وسلم, ومن أشهر ما ورد في هذا إعطاء الراية له عندما استعصى حصن خيبر بعد غدر اليهود ونقضهم وتحالفهم مع الكفار, ففتحت على يديه.
وفي التاريخ الأندلسي حصن أطلق عليه العرب اسم العقاب, وقد استعصى على الملك الفونسو الثامن حتى عام 1221 حيث جرت معركة سميت معركة العقاب, وقد خسرها الأندلسيون بقيادة سلطان الموحدين محمد الناصر في مواجهة أربعة ملوك أوروبيين, وكانت خسارتها بداية النهاية للوجود العربي في أسبانيا.
وتبقى إشكالية خلط بعض الناس بين النسر والعقاب, فكثيرون يخطئون بوصف شعارنا بالنسر, و جاء هذا الخلط بين النسر والعقاب بعد الوحدة حيث كانت مصر تتخذ النسر شعارا, وأصبح هو شعار الجمهورية العربية المتحدة, وعندما انفصلت عرى الوحدة عادت سورية إلى شعار العقاب, وبقي اسم النسر دارجا على ألسنة الناس, وكان العسكريين يصححون لمن يخطئ بتسمية شعار سورية ويؤكدون أنه العقاب وليس النسر.
ويذكر هواة الصيد بالصقور أن العقاب من أفضل أنواع الصقور, ويتميز بمنقاره القوي الأعقف
و تناهز أنواع الصقور ستين نوعامن أشهرها في منطقتنا الحر والشاهين والعقاب
والعقاب ملك الطيور, إذا حلق في السماء لم يجرؤ طير أن يطير في السماء أو يتحرك في الأرض
و لا يأكل إلا من صيده, فلا يأكل الجيف والحشرات
وتطلق العرب على صوته القعقعة