انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً

[الدكتور عياد خيرالله]

انصر أخاك ظالما أو مظلوماً
منذ أيام قليلة مضت قال لي محدثي : هل سمعت بما حدث في الشارع العام ؟ قلت : ما الذي حدث ؟ قال : سائق أجرة يسعى على عياله في سيارته ، فاجأه رجال لا يعرفهم ، أمطروه بوابل من الرصاص أردوه قتيلا . قلت: ما ذنب هذا المغدور حتى يقتل ؟ قال : ذنبه أنه ينتمي إلى عشيرة فيها رجل قتل واحدا ممن اعتدوا عليه عندما كان يدافع عن نفسه . قلت : كيف يقتلون رجلا يدافع عن نفسه ؟ لمَ لم يقتلوا القاتل ؟ قال : لم يستطيعوا الوصول إلى القاتل فقتلوا رجلا من عشيرته ، وأضاف هذه هي العشائرية ... شعارها : انصر أخاك ظالما أو مظلوما... قلت : هذا من الهدي النبوي، ومعانيه سامية لا كما يفهمها الجاهلون .
( انصر أخاك ظالما أو مظلوماً. قيل: يا رسول الله ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً ؟ قال: ترده عن الظلم.) ما أعظم هذه الكلمات ! ، وما أعظم ما تدل عليه ! إنه مفهوم سامٍ في نصرة الإخوة والأقارب ، والعشيرة والأرحام ، ولا غرابة أن يكون بيان رسول الله بهذا السمو ، إنه ينهل من معين القرآن ، وما أعظم ما جاء في القرآن بهذا المعنى ! حين يقص الخالق عز وجل على العباد ما كان سببا في هلاك من هلك من الأمم واندثر ، فقال : (كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) .
سألت نفسي وأنا أكتب في منتدى (عشيرتي) البوخابور ، ما حظ عشيرتي من هذا الحديث ؟ . سمعتهم في شبابي يقولون : البوخابور أهل معرفة وفهم ، تحتكم إلى عارفتهم العشائر الأخرى لفك منازعاتها وما شجر بينها ، ولقد رأيت ذلك بأم عيني ، فربما حضرت إليه جماعات متعددة تنتظر دورها ليحل عارفتهم مشاكلهم بحكمته ودرايته ، وكثيرا ما ترسل محاكم الدولة إليه قضايا العشائر لفك منازعاتها ....
سألت نفسي ، وأعدت السؤال مرة ومرة ، ما حظ عشيرتي ( البوخابور) من حديث انصر أخاك . ؟ وأخص من يعيش في القرى والأرياف ، حيث يختلط الناس بالناس ، وتتأجج النزاعات ، وتكثر الاختلافات والعداوات ، أرجو أن يؤبوا إلى الحكمة ، ويخمدوا نار الشر والفتنة ـ إن وجدت ـ وحذارِ حذارِ أن تفهم مناصرة الأهل والعشيرة كما فهمها الجاهليون قبل الإسلام ، مناصرة على الباطل أكثر منها على الحق ، يقول دريد بن الصمة :

فَلَمّا عَصوني كُنتُ مِنهُم وَقَد أَرى غِوايَتَهُم وَأَنَّني غَيرُ مُهتَدي

وَهَل أَنا إِلاّ مِن غَزِيَّةَ إِن غَوَت غَوَيتُ وَإِن تَرشُد غَزيَّةُ أَرشَدِ

ما حظ عشيرتي من : انصر أخاك مظلوما ؟ ما أتمناه وأرجوه أن يكونوا على خير ، يسعون لرفع الظلم عن المظلوم ، يعين بعضهم بعضا في معترك الحياة ، ويشد بعضهم أزر بعض ، ماداموا على الحق يسيرون ، وبالحق يتواصون و يتناصرون ، يساعد الغني الفقير، ويقيل القوي عثرة الضعيف ، ، فالأقربون أولى بالمعروف ، يتسابقون إلى فعل الخير ، يبذلون الفضل للقريب وللبعيد ،يقول الحطيئة :

مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ

الدكتور عياد خيرالله

[أبوهشام]

حديث رائع ورسالة جميلة ارجو ان تكون وصلت إلى جميع زوار هذا الموقع ...

الحمد لله ان عشيرتنا تخلو او تكاد من هذه الموروثات الغريبة عن ديننا .. وللاسف نراها منتشرة وبشدة عند باقي العشائر وخصوصا من غاب عنهم نور العلم وتفشى بينهم الجهل..

الحمد لله على نعمة المعرفة.

[المستشار]

كما يقال " وما النار إلا من مستصغر الشرر "
الإشكالية دائما في عدم معالجة المشاكل الصغيرة في مهدها .
وهذا ناجم عن أمرين :
1- فقدان روح المبادرة عند الناس لإصلاح ذات البين بين الناس قبل أن تستفحل الأمور وتصل إلى ما لا يحمد عقباه .
2- فقدان المرجعية ( وإن كان هذا المصطلح له إسقاطات ومعان جديدة هذه الأيام وهذا خارج نطاق ما نعنيه من المصطلح ) أعني أننا كعشيرة بعد أن غيب الموت تلك المرجعيات التي أشار لها الأخ الدكتور عياد لم يظهر لدينا شخص يستطيع أن يسد الفراغ أو أن يقوم بالدور المطلوب , ولذا فإن مشاكلنا وخلافاتنا الصغيرة تحمل في طياتها مخاطر أن تؤدي لما لا يحمد عقباه كما قلنا .
هناك بعض المبادرات الفردية من بعض الشخصيات التي تحظى بإحترام الناس تقوم بمحاولات لإصلاح ذات البين .
أنا فكرت عميقا في هذا الموضوع , وأخذ حيزا واسعا من تفكيري وكتبت مشاركة في المنتدى لمحاولة طرح هذا الموضوع والتفكير سوية بإيجاد حل مقبول يتناسب وروح العصر .
نحمد الله أن تلك الظواهر ليست كبيرة الحجم عندنا ولكن رغم ذلك فإن عوامل الخطر موجودة .
لذا لا يزال السؤال مطروحا : ما هو الحل ؟
أتمنى لو يتكرم الأخ الدكتور عياد بإطلاعنا على وجهة نظره ولا سيما أنه أشار لذلك في مقالته القيمة .

[عثمان الغدير]

ما حظ عشيرتي من : انصر أخاك مظلوما ؟ ما أتمناه وأرجوه أن يكونوا على خير ، يسعون لرفع الظلم عن المظلوم ، يعين بعضهم بعضا في معترك الحياة ، ويشد بعضهم أزر بعض ، ماداموا على الحق يسيرون ، وبالحق يتواصون و يتناصرون ، يساعد الغني الفقير، ويقيل القوي عثرة الضعيف ، ، فالأقربون أولى بالمعروف ، يتسابقون إلى فعل الخير ، يبذلون الفضل للقريب وللبعيد ،يقول الحطيئة :
مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ.
الدكتور عيد خيرالله : جزاك الله خيراً على هذا الموضوع المفيد
ونحمد الله على الوعي الديني والانساني بين أبناء عمومتنا حول هذا الموضوع.
وأتمنى على الدكتور عياد أن يعطي رايه بافتقادنا اليوم للشخص الذي يسد مكان العارفة والذي كانت تناط به مهام كبيرة أهمها إصلاح ذات البين بين المتخاصمين وفق طرق عرفها مجتمعنا وكانت أسلوباً ناجحاً لفض الخلافات .

[شروق]

(انصر أخاك ظالما أو مظلوماً،قيل :يا رسول الله ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالما؟قال: ترده عن الظلم)
صلى الله عليه وسلم
انصر أخاك اي أخاك المسلم سواء من عشيرتي أو من غيرها
كما أرى أنا في عشيرتي يوجد وعي بشكل عام والحمد لله على ذلك
وجزاك الله خير دكتور عياد خيرالله على هذا الطرح المهم

[مقداد غدير]

انصر أخاك ظالما أو مظلوماً
لا أعرف لماذا أحب أن أسمع هذه الكلمات ربما لأنها تشعرني أن الناس مع بعضهم وبينهم ألفة ومحبة وتدعو للطمأنينة
ربما في هذا الزمان الذي أصبح فيه بعض الناس يقوموا بتفسير الأمور كل حسب هواه حتى في كلام الرسول عليه الصلاة والسلام أو حتى لكلم الله عز وجل ربما بسبب قلة المعرفة أو التخلف الذي يقبع في أماكن معينة ويسيطر على أفكار الناس في هذه الأماكن وللأسف بعض هذه الأمور يعني العصبية ربما توجد رغم قلتها في مجتمعنا فنحن لا نستطيع نفيها بتاتاً ولكنها توجد بنسبة ضئيلة ولكن الخوف من انتشارها واستفحالها .
برأيي أنا أنه يمكن حلها بإزالة الخلافات بين الأقارب وتوعية الأبناء لضرورة زيارة الأقارب ونسيان الخلافات ومساعدتهم
أتذكر كلمة من والدي كان يقولها لي ولأولاد عمي عندما تحدث مشكلة في القرية وأتذكر حادثة حصلت مع شخص عئلتنا الكبيرة فقام والدي و أعمامي بجمع الشباب وبقية الأفراد في العائلة وقال والدي (( لو شفتونا متكاونين مع حدا إن كان كبير ولا صغير إنتم ماإلكم علاقة إحنا ولد عم وإنحل المشكلة بين ولد العم بالتفاهم ديرو بالكم تتدخلو ويا ويلكم إذا عملتم أي حركة أو تصرف مو صحيح إحنا نضل ولد عم ))
بصراحة أنا كنت أنزعج وخصوصا لما يكون شخص صغير العمر ويتجرأ لإهانة شخص أكبر منه بالعمر بكل وقاحة وخصوصا إذا كان هذا الشخص من أقاربي و وما أو يعاقبواكنت أفهم السبب للسكوت وعدم معاقبة الشخص بأنفسنا إذا كان أهله لم يهتموا بنا وكنت أعتقد أن الكلام يلي يقولو والدي إنو مبالغة وكنت أظن أن سكوتي عن أخذ الحق ضعف أو إهانة لكن يلي شفتو بعدين وخصوصا من أهل الطرف الآخر ومن بقية الناس في القرية أكدلي إنو كلام والدي صح على الأقل أثبت والدي إلي ولأولاد عمي حب القرابة وشجعنا على مسامحتهم والتقرب منهم رغم المشاكل وطبعا بعد حل المشكلة صار الطرف التاني يتعامل معانا باحترام أكثر من السابق حتى يلي أكبر منا بالسن يتعامل معانا بحب غريب كأنو واحد من العيلة حتا الناس الآخرين من أقاربنا صاروا يحسوا إنو إحنا ما تضيع فينا العشرة ولا ننسى أقاربنا من أجل مشكلة تافهة وهيك تربينا لحتا صرت بعمر صرت أفهم فيه معنى القرابة وحب الأقارب والتسام والألفة بين الناس ولكن الناس بدأت بالتغير بسبب تأثير المجتمع السلبي وتغييراته التي وصلت للعائلة الواحدة
لكن تبصير الناس بهذه المشاكل ووالأخطاء يلي نرتكبها و هذه المصاعب في الحياة ربما تكون الشعلة التي تضيء الطريق للناس ليعودوا لطريق الصواب والطريق الصحيح
يعطيك العافية دكتور عياد الموضوع مهم فمن حادثة ربما تكون قد سمعت بها ربما ذكرها وتوجيه الضوء إليها تكون بادرة من أجل القضاء عليها أو الوقاية من إنتشارها في مجتمعنا .