مازلتُ أتذَكَّرُ تلك الياسمينة ذات الضَّفائر المزيّنة
بزهرِ الاقحوان
ذات أعذبِ ضحكة رسمتها جُدُرُ بيتنا الصيفي ..
من زمان
مازلتُ أتذكَّرُ صفائحَ التوتِ... وعناقيد الحصرم ..
وظلال زيتوننا الأخضر ..
مازلتُ أتذكَّرُ صياحَ ديكِ أمّ عبَّاس وقول ...
الله أكبر ..
مازالتْ تستوقفني رائحة الماء
بعد أن بلل مع إشراقة شمسي
.. الشجر ..
مازلتُ أقف على أعتاب غرفتي ..
أُسطِّر بطرفِ قلادتي
ذكرى لم يمحُها يوماً قدَر..
حيثُ ألهو وأركض ..
أتابعُ بطرفي قطَّة أخشاها ..
تسترقُ من شبّاك غرفتي النَّظر ..
وألبوم سعادتي الماضي ..
لحاضري غَفَر ..
مازالت ملامحُ بيتنا هيَ .. هيَ ..
غيرَ أن دويَّاً في أرجاءِ الحيِّ هجر ..
تلك الأيامُ الخوالي
وتسلّق صخرٍ
عليهِ صورة لطالما بصبرهِ انتصر ..
وارتشافٌ لماءٍ زلالٍ ..
بنبعٍ أخضرَ من عينٍ فيهِ الخيرُ انتشر ..
وعرنوسِ الذّرة المشوي .. على أطرافِ قطارنا الفحمي ..
بصافرة .. تودّعدرباًأفل ..
وغزلُ البنات .. أسير أناملي ..
زهريُّ الطعمِ .. يبثُّ الأمل ..
ولكن سعياً لسويعات يغيبُ النّور فيها
عن وجهِ القمر ..
فيغدو الطَّيرُ أهدأ وحفيفُ الشّجر لجناح طيره جبَر ..
وطيفُ اهلي .. منظلالٍ ..
كنتُومازلتُ كلّما أسدلتُ جفني عبَر ..
فشكراً لأيامي .. عادت ..
وعدنا .. والعودُ أحمد ..
لكل من صبر ..
أحبُّ صيفي ... وأحبُّ أيامي ..
احب اهلي واخواني.........
وقلباً على الدمعِ انتصر