نجاح بعد طول فشل
عندما سأل أحد الصحفيين توماس أديسون عن شعوره حيال 25 ألف محاولة فاشلة قبل النجاح في اختراع بطارية تخزين بسيطة ، أجاب : " لست أفهم لمَ تسميها محاولات فاشلة ؟ أنا أعرف الآن 25 ألف طريقة لا يمكنك بها صنع بطارية ، ماذا تعرف أنت ؟ "
يُعتبر أديسون بحق من أعظم المخترعين في التاريخ ؛ عندما دخل المدرسة ، بدأ معلموه بالشكوى من بطء استيعابه ، فقررت والدته أن تدرسه في البيت . كان أديسون مولعاً بالعلوم ، ففي سن العاشرة أعدَ مختبر كيمياء في منزله لينتهي به المطاف إلى اختراع أكثر من 1300 جهاز وأداة علمية كان لها الأثر الواضح في حياة إنسان العصر الحديث ؛ يقول أديسون في ذلك : "إن ما حققته هو ثمرة عمل يشكل الذكاء 1% منه ، والمثابرة والجد 99% ".
وعن اختراع المصباح الكهربائي الذي حققه بعد ألفي مرة من التجريب الفاشل يقول: "أنا لم أفشل أبداً ، فقد اخترعت المصباح في النهاية ؛ لقد كانت عملية من ألفي خطوة ، ولا بد من اجتيازها للوصول إلى ذلك ".
تم تدمير مختبر أديسون في حريق كبير عام 1914 ، وفي ذلك اليوم هرع تشارلز الابن الأكبر لأديسون ، باحثاً عن أبيه ، فوجده واقفاً يراقب اللهب المتصاعدة بهدوء.
" شعرت بحزن شديد لأجله " يقول تشارلز: " لقد كان في السابعة والستين من العمر، ولم يكن شاباً عندما التهمت النيران كل شيء" . وحين انتبه أديسون لوجود تشارلز صاح به قائلاً: " تشارلز أين أمك ؟ " فأجاب بأنه لا يعرف ، حينها طلب منه أن يجدها قائلاً له:" أوجدها بسرعة فلن تشهد منظراً كهذا ما حييت".
في صباح اليوم التالي، تفقد أديسون الركام الذي خلفه الحريق وقال:" هناك فائدة عظيمة لما حصل بالأمس ، فقد احترقت كل أخطائنا ؛ الحمد لله ، يمكننا البدء من جديد"
بعد ثلاثة أسابيع من الحريق ، استطاع أديسون أن يخترع أول فونغراف ! (مشغل أسطوانات) ، ومن جملة ما اخترع واستحدث من الآلات والأدوات : الناسخة ، وطوّر الآلة الطابعة ، وجهاز الهاتف ، والحاكي ، والشريط السينمائي ؛ كما جعل صناعة التلفزيون ممكنة باكتشافه صدفة لما يسمّى "أثر أديسون" ، والذي أصبح أساس أنبوب الإلكترون ، إلا أن أهم أعماله على الإطلاق هو اختراعه للمصباح الكهربائي.
منقول