الاخلاق والتقوى

[القيصر]

علاقة الاخلاق بالتقوى .:

الخاصية البشرية التي تشمل مفهوم القيمة الأخلاقية المثالية تتلخص في القرآن بـمصطلح التقوى الذي تكرر بأشكاله المتنوعة أكثر من مائتي مرة في النص القرآني. من جهة، تمثل التقوى القاعدة الأخلاقية التي يرتكز عليها الفعل الإنساني، بينما من جهة أخرى تعني الوجدان الأخلاقي الذي يجعل البشر على وعيٍ بمسؤولياتهم تجاه الله والمجتمع.
فكل تصرف نقوم به يعبر عن تربيتنا المنزلية واخلاقنا وهو دلالة على مكنونات انفسنا في الللاشعور فكل تصرف نتصرفه نابع من اسس الاخلاق عنده وهو ابلغ تعبير عن التقوى ، فالتقوى ليست شعار يتلطى خلفه ضعاف النفوس وسيئي الخلق بل هي سلوك يومي معبر عن ذواتهم وتربيتهم وعند تطبيقها في سياق إجتماعي أوسع، وهي النقطة المرجعية الشاملة والأخلاقية لمجتمع أخلاقي حق.
ولايمكننا ان نكون فكرة عن انسان ما الا من خلال تصرفاته وتعامله مع الاخرين حتى وان طالت لحيته ووصلت الارض .وان صام الدهر كله ،فالمعايير والاسس لتلك الاخلاق ثابتة ولكن نفوسنا هي المتغيرة ، فالتعبير الاخلاقي لنا هي تصرفاتنا والتي نترجمها الى سلوك مع من نتعامل معهم في حياتنا اليومية وذلك تصديقا للحكمة القائلة بان الدين المعاملة وليس تزييف الحقائق والباسها لبوس التقوى والصلاح لان صلاح الامم من صلاح ابناءها ولاننسى إلا ان نختم بقول الحق:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" (49: 11-13)