ما أحلمك يا معاوية بن أبي سفيان
شبر من الأرض قد يتقاتل عليه الناس، يخرج أحدهم المسدس فيقتل صاحبه!!
قرية فيها بيتان متجاوران لأخوين شقيقين،
والله! الأخوان لا يسلمان على بعضهم من عشر سنوات أو أكثر بسبب قطعة الأرض هذه ،
فأين الإيمان؟
! سبحان الله!
وصف الله مُلْك الجنة، فقال: (وَمُلْكاً كَبِيراً) ووصف أهل الجنة، فقال: ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ)
كان لمعاوية بن أبي سفيان مزرعة في المدينة في جانب مزرعة عبد الله بن الزبير ابن حواري الرسول صلى الله عليه وسلم، فدخل عمال معاوية في مزرعة عبد الله بن الزبير ، فغضب ابن الزبير،
فكتب لمعاوية:
(إلى معاوية بن هند آكلة الأكباد، أمَّا بَعْد: فإن عمالك قد دخلوا مزرعتي، فأمرهم بالخروج، وإلا فوالله الذي لا إله إلا هو ليكوننَّ لي ولك شأن)
وذاك خليفة وهذا من الرعية، فالمكتوب إليه خليفة عنده السيف والجيش، فأتت الرسالة إلى معاوية ، وكان من أحلم الناس،" وذكر حلمه ابن كثير وغيره من العلماء"،
فقرأ الرسالة، فعرضها على ابنه يزيد الذي لا نحبه ولا نسبه كما قال الإمام أحمد قال: ما رأيك في ابن الزبير كتب يتهددني؟ قال: أرسل إليه جيشاً، أوله في المدينة وآخره عندك يأتون برأسه!
قال: بل خيرٌ من ذلك زكاةً وأقرب رحماً، فأرسل له رسالة رد قال فيها:
(من معاوية بن أبي سفيان إلى عبد الله بن الزبير ابن أسماء ذات النطاقين أمَّا بَعْد:
(فوالله الذي لا إله إلا هو، لو كانت الدنيا بيني وبينك، لسلمتها إليك، ولو كانت مزرعتي من المدينة إلى دمشق لسلمتها إليك، فإذا أتتك رسالتي فخذ مزرعتي إلى مزرعتك وعمالي إلى عمالك، فإن جنة الله عرضها السماوات والأرض)
فلما وصلته الرسالة بكى حتى بلها بالدموع، ثم ذهب إلى معاوية في دمشق وسلم على رأسه، وقال: لا أعدمك الله حلماً أحلك في قريش هذا المحل.