النجوم
قال الولد لأمه عندما رأى نجمة تُزهرُ في السماء .
أعطيني النجمة التي في السماء.
فقالت الأم له الأم :
خذها فهي لك.
وبعد قليل أُزهرت نجمة ٌ,فقال الولد الصغير لأمه:
-أعطيني النجمة التي وعدتني بها.
فقالت له أمه:
-خذ هذه أيضاً فهي لك.
وحينما تفتحت نجمة ثالثة ، قال الولد الصغير لأمه :
أعطيني النجمة التي وعدتيني بها.
فأعطته أمه النجمة الثالثة التي طلبها. وكرر الولد طلبه مرة بعد مرة حتى حصل على عدد من النجوم.
-وكانت أمه قد وعدته منذ النهار أن تعطيه نجمة عن كل عمل طيب يعمله.
وعندما أحصى نجومه وجدها إحدى عشرة نجمة.
واحدة لكل من : طاعة الوالدين ، والحب ، والشجاعة ، والعطف على الحيوان ، والصدق ، وإحترام الآخرين ،والنظافة ، والحساب ، والقراءة ، والتاريخ ، وحفظ الأناشيد .
-وقالت الطفلة لأمها حين وقفتا وحيدتين على باب بيتهما بعد مغيب الشمس :
- أين أبي ؟
فأجابت الأم :
- مسافر
- فسألت الفتاة
- ألا يضيع ُ في الظلام ؟
قالت الأم.
- لا ، لأن لكل مسافر ٍ نجمه الذي ينير له دربه.
و أشارت الأم إلى أول نجم ٍ تلألأ في السماء، وقالت لابنتها .
- هو ذا نجم أبيك .
بعد قليل ٍ لمع نجم ٌ ثان ٍ. فقالت الفتاة مشيرة بإصبعها :
آه ، هذا أب آخر مسافرٌ.
- وظلت الفتاة ترقبُ بزوغ النجوم واحداً بعد آخر ٍ،
- وحينما صار عددها أكثر مما في مقدورها أن تحصيه، همست الفتاة الصغيرة بأسى ً:
ما أكثر الآباء المسافرون تحت النجوم في هذه الليلة !
أعدهم يا إلهي ، أعدهم جميعاً إلى أطفالهم.
هذه القصة بالصدفة وقعت في يدي وكانت ظمن كتاب لطلاب المرحلة الإبتدائية في السبعينيات ..فأحببت أن أنقلها لكم لما بها من المعاني لمن فقدوا آبائهم..أرجوا أن تنال إعجابكم..
من كتاب (العصفور و المسافر)
الكاتب والصحفي عبدالله العبد