يكاد لا يختلف سوريان إثنان على أننا عشنا سقطة أخلاقية و انحدار أخلاقي موغر في العمق تجاه بعضنا البعض . ربما هذه السقطة قد تعمقت تدريجيا و ظهرت يوما بعد يوم مع بدأ المأساة السورية و التي شكلت مسبار حقيقي لحاجة الناس للتعاون و التعاضد و التكافل ك اخلاق مجتمعية أساسية قبل أن تكون اخلاق فردية .
شكلت الإطلاقات و التقسيمات و من ثم التسميات الفرعية بيئة مناسبة لقاصري التفكير و الاخلاق للتمييز و التفضيل المجتمعي ، فقسمت القرى و القبائل بالمواقف و قسمت هي ذاتها بالافخاذ و الجماعات ، و هذا بدوره خلق ردات فعل جماعية بفكر تطرفي حاد نوعا ما استغله البعض لمكاسب ضيقة على حساب النفع العام ، و هذا باقتضاب تسلسل للانحدار العام في أخلاق الجماعة .