عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /11-23-2019   #1

المستشار

المستشار غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 303
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 المشاركات : 2,376
 النقاط : المستشار is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 17

افتراضي الدوائر الإستراتيجية

الدوائر الإستراتيجية
في سياق الحوارات التي جرث بين الأخوة في مشاركة بالمنتدى بعنوان تغريدات طرح الأخوة بعض التساؤلات المحقة والوجيهة وتذكرت أنني كتبت مقالا في بداية عام 2014 بعنوان الدوائر الإستراتيجية .
وأحب أن أنقله لكم لعل وعسى أن يكون به بعض الفائدة أو الجواب على بعض التساؤلات ويساعدنا على القيام بمراجعات قد تكون ضرورية .
حركة التاريخ ونواميس التغيير في كلا الإتجاهين ( البناء والهدم ) بطيئة وليست وجبات سريعة أو ما يسمى بالمصطلح الغربي ( تيك أويي ) ومن أكبر الإشكالات والأخطاء التي نقع فيها في ممارساتنا في العالم العربي أننا نريد أن نحقق ما يجب أن ينجز في 50 عاما , نريد أن ننجزه في أشهر أو سنة واحدة , وعندما نفشل بسبب كون ذلك مخالف لنواميس وقوانين التغيير نصاب بالإحباط , ونبدأ بجلد الذات , وإسقاط المسؤولية على الغير يسارا ويمينا
في البداية دعونا نطرح بعض الأسئلة :
هل نستطيع أن نفرق بين من هم في دائرة الإختلاف ( وليس الخلاف ) وبين من هم في دائرة العداء ؟
هل نستطيع أن يكون لدينا فهم مشترك لمصطلح الأمن القومي ؟
هل يستطيع السواد العظم من الأمة تحديد عدوهم الإستراتيجي ؟
هل لدينا رؤيا واضحة عن قضايا الموت والحياة بمعنى تحديد القضايا التي يكون لدينا الإستعداد للموت من أجلها ؟
هل بالإمكان التفريق بين الخلافات الفرعية والتناقضات الأساسية ؟
هل بإمكاننا تحديد هدفنا الإستراتيجي والإنشغال به دون إستنفاذ جهودنا وقدراتنا في خلافاتنا الصغيرة ؟
أعداؤنا يفعلون كل ذلك بنجاح ونحن نفشل في ذلك حتى الآن .

وإذا كانت الأجوبة على ما أعتقد هي بالنفي فسأحاول من وجهة نظري توضيح بعض الإجابات على تلك التساؤلات .
لقد قمت بتقسيم علاقاتنا مع الآخرين إلى 6 دوائر سميتها الدوائر الإستراتيجية أو دوائر الإستراتيجية على النحو التالي :

دائرة أولى مركزية هي دائرتنا أصحاب القضية .
دائرة ثانية أخرى تحيط بها هي دائرة الأنصار والمؤيدين لقضيتنا.
دائرة ثالثة أبعد تحيط بالدائرة الثانية هي دائرة الحياد أو المحايدين .
دائرة رابعة تحيط بالدائرة الثالثة وهي دائرة غير المؤيدين أو غير المتعاطفين أو دائرة أصحاب المشاعر المعادية دون أن يترافق ذلك مع ممارسة عملية على أرض الواقع.
- دائرة خامسة تحيط بالدائرة الرابعة هي دائرة الأعداء الذين يمارسون العداء في واقع الحال ممارسة سياسية وإعلامية وإقتصادية ( دون العسكرية ) .
- دائرة سادسة تحيط بالدائرة الخامسة وهي دائرة الأعداء الذين يمارسون العداء بكل أشكاله العسكرية ,والسياسية , والفكرية ,والإقتصادية , والإعلامية .

تعاملنا مع الآخرين يجب أن يعتمد على تصنيفنا لهم في أي دائرة من الدوائر الستة موقعهم .
فالتعامل مع كل دائرة يختلف عن التعامل مع الدوائر الأخرى .
هكذا تساس الأمور وليس تخبطاً لا نستطيع أن نميز فيه بين العدو وبين الصديق وبين المؤيد وبين المخالف .
والآن نشرح من وجهة نظرنا كيفية التعامل مع من يقعون ضمن كل دائرة من تلك الدوائر الستة
أولاً : الدائرة الأولى : وهم دائرة أصحاب القضية الواحدة قضية الأمة والذين يجمعهم الهدف المشترك في السعي إلى الحرية والكرامة والعدل والمساواة وعودة الروح للأمة hguvfdm
فكل من يقع في هذه الدائرة هم أخوة في الهدف وفي النضال بغض النظر عن الطريقة والأسلوب الذي يراه كل منهم كأفراد أو جماعات أو هيئات فالتطابق والتوافق في الأسلوب والطريقة في الوصول إلى الهدف هو فكرة مثالية ونظرية لا يمكن تطبيقها في الواقع فقد خلقنا مختلفين ولكن هذا التباين ليس مبرراً ولا مدعاة للتناحر بل هو دافع للتكامل والتعاون في سبيل الهدف المشترك والأصل بين أبناء هذه الدائرة هو التعاون والتكاتف والتنسيق , ولا يجوز بأي حال من الأحوال التناحر قبل الوصول للهدف المشترك لأن ذلك يعني الإشتغال بالجزئيات والفرعيات على حساب الأصل وهو الهدف الإستراتيجي المشترك .
للأسف الشديد ما نراه في واقعنا اليوم يشير بوضوح إلى عدم الوعي بكيفية التعامل مع من يقعون ضمن الدائرة الأولى ( دائرة أصحاب القضية الواحدة ) وهذا هو السبب الرئيسي في كثير من مشاكلنا وإخفاقاتنا.
ثانياً : الدائرة الثانية : دائرة المؤيدين , وهؤلاء هم الذين لديهم قناعة بعدالة الهدف الذي نعمل من أجله ولكنهم لا يقدمون أي دعم أو لديهم إستعداداً لتقديم الدعم ولكن لايملكون أو لا يعرفون وسائل الدعم الممكنة ( وهؤلاء يشكلون معظم سواد هذه الأمة ) , وهؤلاء علينا أن نبذل كل الجهود الممكنة وإستخدام جميع الوسائل للحصول منهم على أي قدر , وكل شكل ممكن من أشكال الدعم الفكري , أو السياسي , أو الإعلامي أو المالي , إن لم يمكن تطوير مواقفهم ليدخلوا ضمن دائرة أصحاب القضية .
ثالثاً : الدائرة الثالثة : دائرة المحايدين :
هؤلاء يمثلون الأشخاص , أو المنظمات , أو الشعوب , أوالدول الذين ليس لهم فكرة أو إهتمام بقضايانا , أو ليس لهم مصلحة سواء بالوقوف معنا أو ضدنا
هؤلاء يجب علينا بذل جهودنا نحوهم في ثلاث إتجاهات حسب ترتيب الأوليات التالي
أ ) إستخدام عوامل الجذب الممكنة ( سياسياً , إعلامياً , إقتصادياً ... الخ ) لخلق عوامل تنقلهم ما أمكن إلى دائرة المؤيدين
ب ) إن لم يكن ممكناً نقلهم إلى دائرة المؤيدين , فيجب بذل كل الجهود لإبقائهم في دائرة الحياد
ج ) بذل كل الجهود لإفشال خطط الأعداء لمنع إنتقالهم إلى الدائرة الرابعة دائرة غير المؤيدين

رابعاً : الدائرة الرابعة : دائرة غير المؤيدين , أو غير المتعاطفين , أو أصحاب المشاعر المعادية , ولكنهم لم يصلوا إلى مرحلة الممارسات العملية ضد أصحاب الدائرة الأولى , دائرة أصحاب القضية .
هؤلاء يجب بذل كل الجهود الممكنة معهم لتعريفهم بعدالة قضيتنا , وإستخدام كل الوسائل ولغة المصالح الممكنة لنقلهم لدائرة الحياد , أو لضمان عدم إنتقالهم إلى الدائرة الخامسة , دائرة العداء العملي ( خذلوا عنا ما إستطعتم ) .

خامساً : الدائرة الخامسة : دائرة الأعداء لقضيتنا وممارسة هذا العداء بالوسائل الفكرية , والسياسية , والإعلامية , والإقتصادية ( ما عدا وسائل القوة العسكرية ) ).
الأعداء الذين يقعون في هذه الدائرة وهم دائرة واسعة جداً من الشعوب والدول شرقاً وغرباً , وأصحاب الأديان المعادية لأمتنا ولمعتقداتنا , بسبب مشاعر وأفكار عداء الأديان التي تملأ المخزون التاريخي لتلك الشعوب والأمم والأديان , والدول الإمبريالية , ومخلفات الإستعمار , والمطامع والمصالح الإقتصادية التي تدفعهم للهيمنة على أمتنا ومقدراتها , من خلال الهيمنة , والعمل على وقف عجلة التطور والنمو في دولنا ومجتمعاتنا , من خلال إيجاد أنظمة الحكم العميلة ودعم تلك الأنظمة لتحقيق خطط وأجندات تلك القوى ضد الأمة وبث الفرقة والشقاق , وبث الأفكار السياسية , والتنظيمات الفكرية والسياسية المرتبطة بتلك القوى شرقا وغربا لإضعاف الأمة وإشغالها بخلافاتها لنسيان الأعداء الحقيقيين للأمة .
أصحاب هذه الدائرة من الأعداء , علينا أن ندرك ونكون على يقين مطلق بأن التناقض بيننا وبينهم هو تناقض بنيوي وتاريخي ولايمكن بأي حال من الأحوال أن يكونوا أصدقاء , ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن يناصروا قضايانا , أو يكفوا عن الكيد لنا , والتآمر علينا
وللأسف الشديد نحن اليوم نقع عملياً في سوء التقدير والتصنيف فنتعامل مع كثير من أعدء الأمة من الدائرة الخامسة على أنهم أصدقاء ونعول عليهم الكثير في نصرة قضايانا , ويستخدموا وسائل ومسميات ماكرة لخداعنا
هؤلاء يجب أن نتعامل معهم دون أن يغيب عن وعينا أنهم أعداء دائمون , ماكرون لا يجب الوثوق بهم أبداً ,وعدم ربط مخططاتنا بناء على وعودهم , ونستخدم ضدهم نفس الوسائل التي يتعاملون بها معنا فكريا وسياسياً وإقتصادياً وإعلامياً مع السعي لعدم الدفع للمواجهة معهم عسكرياً وتأجيلها قدر الإمكان طالما أن ظروف الأمة غير مناسبة لمثل هذه المواجهة , مع الإستعداد لهذه المواجهة التي قد يصبح لا مفر منها في مرحلة من المراحل .


الدائرة السادسة دائرة الأعداء المحاربين ) )
مع التنويه بأن أهم الدوائر التي يجب تحديدها بدقة ووضوح هما الدائرة الأولى ( دائرة أصحاب القضية الواحدة ) والدائرة الأخيرة السادسة وهي دائرة الأعداء المحاربين . )
وقبل الدخول في الحديث عن دائرة الأعداء المحاربين نود توضيح حدود الدائرة الأولى , دائرة أصحاب القضية .
إن دول وشعوب العالم العربي الممتدة من المحيط إلى الخليج يجب أن يصنفوا من الناحية الإستراتيجية على أنهم أصحاب القضية الواحدة والتعامل معهم هو التعاون والتكامل , ومحاولة الإستفادة من كل جهد إيجابي لديهم كعمق إستراتيجي , والعمل بكل الوسائل لعدم الدخول في خلافات أو منازعات معهم , وحل الخلافات عن طريق الحوار , ولا يجوز الدخول معهم في مواجهات أو نزاعات مسلحة .
والأن ندخل في الحديث عن الحلقة السادسة من الدوائر الإستراتيجية وتشمل جميع الدول والشعوب التي بيننا وبينهم تناقضات أساسية ثابتة ودائمة لا يمكن أن تتغير بتغير الزمان أو الظروف , وهذه التناقضات قد تكون عداوات قومية وقد تكون دينية أو غيرها .
وإذا طبقنا هذه المعايير على خارطة العالم اليوم وطبقنا تلك المعايير فنتمكن من تصنيف الأمم والشعوب والدول والتيارات ... الخ .
إن أعداء الأمة يجب أن يكونوا دائماً تحت نظر ومراقبة الأمة وتكريس كل المقدرات السياسية , والإقتصادية , والإعلامية , و الأمنية , و العسكرية , التعليمية وكل صور ووسائل الحرب للمواجهة المباشرة وغير المباشرة معهم
مع ملاحظة أن على الأمة أن تهتم بموضوع الصناعات الثقيلة والحربية وإمتلاك أسلحة الردع والتي أصبحت فرض على الأمة نظراً لإمتلاك أعداء الأمة لهذه الأسلحة والمقدرات , وهي الوسيلة الوحيدة لنقل المواجهة مع أعداء الأمة من الدائرة السادسة ( المواجهة العسكرية ) إلى الدائرة الخامسة دائرة المواجهة السياسية , والفكرية , والإقتصادية , والإعلامية .
من يود تحسين الخط او الإخراج او عمل رسم بياني للدوائر فليفعل مشكورا .












 
التوقيع - المستشار

أنا من " آل منتدى البوخابور "


التعديل الأخير تم بواسطة المستشار ; 12-02-2019 الساعة 09:50 PM
  رد مع اقتباس