رأي المختصين عن الأسعار
يعتبر العديد من المحللين الاقتصاديين أن سوق العقارات في سورية تشكل البنك الحقيقي لحفظ مدخرات المواطنين ، إذ انه عند كل أزمة محلية أو إقليمية يلجأ المواطنون إلى العقارات من اجل تشغيل أموالهم ، باعتبار العقارات المكان الأنسب الذي لا يمكن أن تتراجع أسعاره على رغم إعلانات الحكومة المتكررة عن إعادة التوازن لهذه السوق ..
فبعد حرب العراق التي ساهمت في ارتفاع أسعار العقارات بسبب تدفق العراقيين على التملك والاستئجار بأسعار عالية جداً ، توقع العديد من السوريين أن تساهم المصارف الخاصة التي بدأت بالعمل منذ سنتين تقريباً في تخفيض أسعار العقارات وان تستقطب صغار المدخرين .. لكن الواقع اثبت عكس ذلك، إذ شهدت الأسعار طفرة أخرى مع عودة قسم كبير من السوريين في لبنان ودول الخليج وتوظيف قسم كبير من أموالهم في شراء العقارات.. وعزز ذلك مؤخراً انخفاض أسعار الليرة أمام الدولار الأمريكي الذي ساهم في دفع الناس إلى شراء الأراضي والعقارات باعتبارها المكان الآمن لتوظيف أموالهم والحفاظ عليها من الانخفاض.
يقول السيد "عدنان عبد الرزاق" رئيس قسم الاقتصاد في صحيفة البعث ومدير تحرير مجلة الاقتصاد والنقل أن ثمة أسباب مجتمعة أدت الى ارتفاع اسعار العقارات في سوريا و في العاصمة دمشق و ريفها بشكل خاص، فلا شك أن قلة الفرص الاستثمارية دور قد يكون على رأس قائمة الأسباب التي أشعلت أسعار العقارات إلى هذا الحد الخارج عن أي عرف أو منطق اقتصادي، فنسب الربح في المشاريع الاستثمارية سواء كانت صناعية أو زراعية أو حتى لنقل سياحية لا يمكنها أن تصل إلى الحدود التي حققتها الاستثمارات العقارية ،بخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الركود الذي يعانيه الاقتصاد السوري و حدة المنافسة التي يشهدها.
و من الأسباب المهمة أيضا دخول بعض الشركات الاستثمارية العقارية العربية للاستثمار في سورية "كاعمار الإماراتية" و "مجموعة الخرافي الكويتية" مما أعطى مبررا إضافيا للعقارات و المباني لمزيد من الالتهاب.
و هنا لا يمكننا تجاهل ارتفاع أسعار مواد البناء مما أعطى سببا إضافيا لارتفاع أسعار العقارات بخاصة في دمشق و يرد هذا الارتفاع كما يقول عبد الرزاق إلى أسباب نفسية زاد منها شدة الطلب و بخاصة في دمشق بعد الاستقطاب اللامحدود الذي شهدته العاصمة ما نافى عدد سكانها عن ثلث عدد سكان سورية.
هل يعيد الزمن سيناريو التسعينات
يقول البعض باننا وصلنا الى الذروة ، وحان وقت الانحدار ، ليكرر التاريخ نفسه كما في تسعينيات القرن الماضي ، السيد علاء هلال مدير معرض بيلدكس يقول بأن بعض الخبراء يتحدثون عما يسمى بالدورة العقارية و تحصل في كل دول العالم و تبدأ عندما يباع و يشتر العقار أكثر من مرة ثم ينخفض الطلب و تبقى الأسعار محافظة على نفسها فترة من الزمن بعدها تبدأ الأسعار بالانخفاض ببطء و تنتهي ببدء وصول الأسعار لمستوى يشجع عودة الملاك و تأخذ المنحى الجديد.
وبين الارتفاع والانخفاض يبقى الموضوع مجرد تكهنات .. اما الواقع فهو ان المسكن ما زال حلماً جميلاً يطير باجنحة قوية بعيدا عن متناول اليد ..