عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-19-2011   #313

منى

منى غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 205
 تاريخ التسجيل : Apr 2009
 المكان : espana
 المشاركات : 2,447
 النقاط : منى is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 18

افتراضي

وأنا اتناول فنجان قهوتي قرأت هذه الخاطرة الجميلة

لمحمود درويش

قرطبة

ابواب قرطبة الخشبية لا تدعوني الى الدخول لإلقاء

تحية دمشقية على نافورة و ياسمينة . أمشي في

الازقة الضيقة في نهار ربيعي مشمس سلس.

أمشي خفيفا كأني ضيف على ذاتي و ذكرياتي ،

كأني لست قطعة أثرية يتداولها السياح . لا أربت

على كتف ماضي بفرح يتيم ، كما تتوقع مني قصيدة

مرجأة . ولا اخاف الحنين منذ اغلقت عليه حقيبة

السفر ، بل اخاف الغد الراكض امامي بخطى

الكترونية . كلما تطفلت عليه نهرني قائلا : ابحث عن

الحاضر . لكن الشعراء كثر في قرطبة . أجانب و

أندلسيون . يتحدثون عن ماضي العرب و عن

مستقبل الشعر. و في حديقة، قليلة الشأن و

الشجر ،ارى نصبا بحجم الكف لابن زيدون و ولادة ،

فأسأل احد شعرائي المفضلين ، ديريك ولكوت ، ان

كان يعرف شيئا عن الشعر العربي ، فلا يأسف عندما

يقول : كلا…لا شيء ، و مع ذلك بقينا ثلاثة أيام لم

نتوقف فيها عن الضحك و السخرية من الشعر و

الشعراءالذين وصفهم بلصوص الاستعارات …

سألني : كم استعارة سرقت ، فأخفقت في جواب .

و تبارينا في مغازلة القرطبيات و سألني : اذا اعجبت

بامرأة فهل تتقدم منها ؟ قلت: على قدر جمالها

جرأتي …. و أنت ؟ قال : أما انا ، فإذا أعجبتني امرأة

جاءت الي . قلت : لانك ملك و ابن .. ما لا اعرف . و

كانت زوجته الثالثة تضحك .

و في قرطبة ، وقفت امام بوابة بيت خشبية و بحثت

في جيبي عن مفاتيح بيتي القديم، كما فعل نزار

قباني . لم اذرف دمعة ، لان الجرح الجديد يخفي

ندبة الجرح القديم .

لكن ديريك ولكوت فاجأني بسؤال جارح : لمن

القدس ؟ لكم ام لهم ؟


محمود درويش











 
التوقيع - منى

[frame="8 80"]
لن ينكسر قارب الحياة على

صخرة اليأس مادام هناك

مجداف اسمه الأمل
[/frame]


التعديل الأخير تم بواسطة منى ; 01-20-2011 الساعة 10:23 PM
  رد مع اقتباس